تحويل بهو "ساحة الشهداء" لفضاء عرض دائم

حلم يراود الحرفيين

حلم يراود الحرفيين
معرض الصناعات التقليدية المنظم ببهو "ساحة الشهداء" رشيدة بلال
  • القراءات: 807
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

عرف معرض الصناعات التقليدية المنظم ببهو "ساحة الشهداء"، إحياء لليوم الوطني للقصبة المصادف لـ23 فيفري من كل سنة، إقبالا كبيرا للمواطنين الذين احتكوا بالحرفيين، للتعرف على بعض الصناعات التقليدية التي اشتهرت بها القصبة قديما، بينما اعتبرها بعض الزوار فرصة لاقتناء بعض الحرف، مثل النحاس وبعض المشغولات الجلدية والمطرزة.

حسب مريم يرمش، رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية ببلدية القصبة، المشرفة على تنظيم التظاهرة، بالتنسيق مع لجنة الصحة والنظافة والبيئة، فإن البلدية ارتأت هذه السنة وبمناسبة اليوم الوطني للقصبة، أن تمنح الحرفيين فرصة التعريف بما تحويه هذه المدينة القديمة من تراث، مشيرة إلى أن النشاط لا يقتصر على مجرد معرض، إنما يتم أيضا بالموازاة، عرض مجموعة من الأنشطة الرياضية وتنظيم مسابقة للمتمدرسين حول القصبة، وإعطاء إشارة انطلاق برنامج "النادي الأخضر"، ومن ثمة الشروع في الإشراف على حملة نظافة في كل أحياء القصبة.

اقتربت "المساء" لدى تواجدها في المعرض، بعدد من الحرفيين الذين رحبوا بفكرة المعرض التي جاءت في إطار إحياء اليوم الوطني للقصبة، واعتبروا الفرصة مناسبة لطرح بعض الانشغالات التي تمس الحرفيين، فكانت البداية مع الحرفي محمد بن عمارة، مختص في التحف الخشبية والخزفية، كان يعرض مجموعة مميزة من التحف التي جمعت بين الجانب التزييني والنفعي، أشار في معرض حديثه إلى أن الحرفي اليوم، لا يزال بحاجة إلى مزيد من الاهتمام، خاصة من جانب العرض والتسويق. بالمناسبة، أشار إلى أن إعادة الاعتبار للحرف التي كانت تعرف بها القصبة، يحتاج إلى تحويل بهو ساحة الشهداء إلى فضاء دائم للعرض، يقول "لأن الحرفي اليوم تحول إلى فلكلور، يتم تذكره فقط في المناسبات، ومن ثمة يهمش".

في السياق، طلب محدثنا من الجهات المعنية ممثلة في غرفة الصناعات التقليدية، إعادة النظر في من يدعون أنهم حرفيون من الذين حولوا الحرفة إلى نشاط تجاري، فأضروا بها وأساءوا إلى الحرفة والحرفيين بمزاحمتهم على بعض الامتيازات.

من جهته، أشار الحرفي محمد بلجوهر، مختص في جمع التحف القديمة التي كانت تستخدم في دويرات القصبة قديما، إلى أن الحرفي اليوم تحول إلى محطة يجري استغلالها لتغطية بعض النشاطات الوطنية، وأن الاهتمام بالحرف التقليدية يحتاج إلى مرافقة ومتابعة الحرفي الحقيقي، من خلال دعمه ومنحه فضاء دائما للعرض. بالمناسبة، أوضح أن إعادة الاعتبار لحرف القصبة لا يتحقق إلا بتحويل بهو "ساحة الشهداء" إلى فضاء خاص بالحرفيين، خاصة أنه يمثل واجهة العاصمة، ومن السهل الوصول إليه.

من بين الأجنحة التي شدت اهتمام النساء تحديدا؛ جناح الحرفية بصري أندلوسية من ولاية المدية، مختصة في الطرز التقليدي، أشارت في معرض حديثها إلى أنها اختارت عمدا المشاركة ببعض القطع التقليدية المطرزة بـ«المجبود" و«غرزة الحساب" و«الفتول" التي كانت مشهورة في القصبة،  بهدف نقلها لجيل اليوم الذي لا يهتم بها، ولتمكين الباحثات عن مثل هذه القطع التقليدية من إيجاد ضالتهن واقتناء ما يشاءن، خاصة ما تعلق بتجهيز العرائس، وحسبها، فإن الحرفي اليوم لا يزال بحاجة إلى مزيد من الاهتمام، لأنه يلعب دورا كبيرا في حماية التراث، مشيرة إلى أن حماية الحرفة من تطفل التجار عليها يحتاج إلى مرافقة الحرفي الحقيقي، ومنحه فرصة العرض بصورة دائمة، ليفوت الفرصة على من أساءوا لها كحرفة.

من جهته، أعرب الحرفي شاوش، مختص في صناعة الجلود، استحسانه للتظاهرة التي منحته فرصة عرض بعض مشغولاته التقليدية الممثلة في بعض الحقائب الجلدية وحافظات النقود، بعد توقفه لما يزيد عن ثلاث سنوات عن العرض، بعدما كان يعرض في ساحة "بور سعيد" (السكورا)، وأكد بالمناسبة، أن المواطنين يحبون الصناعات التقليدية، وبحكم أن أغلب الحرفين لا يملكون محلات، يقول "حبذا لو يتم تحويل الساحة إلى فضاء دائم للحرفيين، لأن استغلال محلات القصبة غير ممكن بسبب عمليات الترميم، وليشعر الحرفي أنه على اتصال دائم بمحبي الصناعات التقليدية".

للإشارة، تتواصل فعاليات معرض الحرف التقليدية الذي انطلق يوم 23 فيفري ويمتد إلى غاية 28 منه، وينتظر بعدها التحضير للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، حيث يجري تحويل بهو "ساحة الشهداء" إلى فضاء للنساء من أجل عرض إبداعاتهن.