فضاء ترفيهي جديد لعشاق الرياضات الميكانيكية

حلبة سباق السرعة لكل الفئات العمرية بالبليدة

حلبة سباق السرعة لكل الفئات العمرية بالبليدة
  • 194
رشيدة بلال رشيدة بلال

وسط ترحيب كبير من سكان البليدة، خصوصًا فئة الشباب من محبي السرعة، افتتحت، مؤخرا، أول حلبة لسباق السيارات من الفئة "3" ببلدية أولاد يعيش. وتُعد الحلبة الثانية من نوعها في الجزائر من حيث طول المسار. وحسب صاحب المشروع، السيد نسيم سيدي السعيد، فقد وقع الاختيار على ولاية البليدة، بعد عرض المشروع على عدد من الولايات، إلا أنه لم يلقَ التسهيلات التي وجدها في البليدة، خاصة وأن مثل هذه الأنشطة الرياضية، حسب المتحدث، مطلوبة بشدة في هذه الولاية، التي تحتضن أقدم النوادي في الرياضات الميكانيكية.

تعرف ولاية البليدة بشغف شبابها لممارسة مختلف الرياضات الميكانيكية، سواء تعلق الأمر بقيادة الدراجات النارية أو سيارات السرعة، غير أن عشاق هذه الرياضة لطالما واجهوا صعوبات، تتعلق بغياب الفضاءات المخصصة لترقية هذه الرياضات، وممارسة التظاهرات المرتبطة بها. وهو ما جعل محبي هذه الرياضة على مستوى النوادي، يطالبون في كل مرة بضرورة تهيئة حلبات، تسمح للشباب بممارسة هذا النوع من الرياضات، خاصة وسط الإقبال الكبير عليها من مختلف الشرائح العمرية، بما في ذلك النساء.

وقد تحقق هذا المطلب مؤخرًا، من خلال افتتاح أول حلبة تمتد على طول 700 متر، وتتيح لمختلف الفئات العمرية من محبي السرعة، خوض تجربة القيادة على هذا المضمار. وبحسب سيدي السعيد، فإن المشروع انطلق سنة 2016، وتم تطويره، حيث تم عرضه على عدد من الولايات، قبل أن توافق عليه مصالح ولاية البليدة، التي خصصت قطعة أرض لإنجاز هذا البرنامج الترفيهي الرياضي، الذي يستقطب الشباب والعائلات، مشيرا إلى أن نسبة جاهزية الخدمات بلغت 50٪.

وأكد أن هذه الرياضات، تمثل متنفسًا لممارسة السرعة في إطار قانوني، وتُعد وسيلة للتعبير عن القدرات، لاسيما من الفئات الموهوبة، لافتًا إلى أن المسار يتضمن 12 منعطفًا. كما شدد على أن الرياضة الميكانيكية وقيادة السيارات هي فن ومبادئ وتربية، وأنها فضاء يمتص أوقات فراغ الشباب، ويحميهم من مختلف الآفات.

في السياق ذاته، أوضح المتحدث، أن الأسعار تم ضبطها بما يراعي مختلف فئات المجتمع، حيث يتم استقبال الكبار والصغار، وحتى الأطفال، مع الإشارة إلى وجود دعم مرتقب لفائدة فئات أخرى مستقبلاً.

اقتربت "المساء" من بعض المواطنين، لرصد آرائهم حول هذا المشروع الاستثماري الترفيهي الجديد، الذي تعززت به الولاية. وقد أجمع أغلب من استُجوبوا، على استحسانهم لوجود مثل هذا الفضاء في ولاية البليدة، خاصة وأن أبناء المنطقة من عشاق هذا النوع من الرياضات.

وحسب أحد المواطنين، فإنه كان يضطر للتنقل إلى ولاية تيبازة، من أجل تمكين ابنه من ممارسة هوايته المفضلة، وهي سباقات السيارات، أما اليوم، فقد أصبح بإمكانه ممارسة هذه الرياضة على مستوى الولاية نفسها.

رأي المختصين في الرياضات الميكانيكية

من جهته، أعرب أمين سيدي يخلف، رئيس نادي رياضة الدراجات النارية "بليدة رايدرز"، الذي يزيد عمره عن السبع سنوات، عن استحسانه لاحتضان البليدة أول حلبة لسباق السيارات، والتي يُنتظر أن يكون متنفسًا لشباب وأطفال الولاية من عشاق الرياضات الميكانيكية.

لكنه أشار في المقابل، إلى أن المشروع يبقى بعيدًا عن تطلعات الرياضيين المحترفين، سواء في مجال سباقات السيارات أو الدراجات النارية، معتبرًا أن الحلبة صغيرة ولا تتوفر على الشروط العالمية لممارسة الرياضة، بل وتُعد مجرد فضاء ترفيهي.

كما أكد أن النادي يرحب بهذه المبادرة، ويتطلعون إلى تحقيق حلم إنشاء حلبة بمعايير دولية، تمكّن الرياضيين من ممارسة هذه الرياضة التي تحظى بإقبال كبير. وبحسبه، فإن ولاية البليدة ذات طابع فلاحي، ما قد يُصعب تأسيس حلبة بمقاييس دولية، إلا أن إمكانية إنجازها تظل واردة في ولايات مجاورة، مثل المدية، التي تتوفر على مساحات واسعة، تجعل من تأسيس حلبة أمرا ممكنا.

وفي انتظار ظهور مستثمرين مهتمين بالمشروع، تبقى الحلبة الحالية، بصيص أمل نحو تحقيق مشاريع رياضية تخدم محبي الرياضات الميكانيكية، وتعود بالفائدة الاقتصادية على الدولة، من خلال استقطاب المنافسات من دول شقيقة وأجنبية وامتصاص يد عاملة.