حوّل شاحنتين قديمتين إلى محل لبيع الوجبات السريعة
حفيظ يرفع التحدي بحديقة صوفيا

- 670

اختار المبدع حفيظ بن بوزيد أن يرفع التحدي هذه الصائفة ويزيّن إحدى حدائق العاصمة بشاحنتيه العتيقتين اللتين حوّلهما إلى محلات متنقلة لبيع الوجبات الخفيفة بعدما كان ينشط بولاية بومرداس. هاتان الشاحنتان لقيتا إعجاب وترحيب المواطنين الذين توافدوا على الحديقة لالتقاط الصور وتناول بعض الوجبات والمشروبات الباردة.
أول ما يمكن ملاحظته بمدخل حديقة صوفيا أن الشاحنتين اللتين تم ركنهما بالمدخل أضفيا ديكورا جميلا على الحديقة التي يقصدها المواطنون لأخذ قسط من الراحة، حيث تم تزيين المكان الذي رُكنت فيه العربتان ببساط أخضر جميل، وكانت ألوان الشاحنتين المفعمة بالحياة تشد إليها المارة للاستفسار عن نوع الوجبات المقدمة، ولعل أهم ما لفت انتباهنا إقبال كل المارة على التقاط صور، إلى جانب الشاحنة التي علّق البعض عليها بالقول: "إنها تشبه تلك التي تعوّدوا على مشاهدتها في الأفلام الأمريكية، التي عادة ما يشتهر فيها نشاط بيع الوجبات السريعة بالشاحنات"، وهذه الفكرة بدأت في السنوات الأخيرة تنتشر في مجتمعنا بغرض الاسترزاق، الوصول إلى العاصمة واختيار أحد شوارعها لركن الشاحنتين لم يكن بالأمر السهل بالنظر إلى العراقيل التي واجهت حفيظ للحصول على رخصة، الأمر الذي جعله يقول في دردشته لـ "المساء"، إن الشباب الجزائريين قادرون على الإبداع والعطاء، غير أن ما يحتاج إليه هو القليل من الدعم وبعض التسهيلات".
وحول مشروعه البسيط الذي تميز به في حديقة صوفيا وجعل صور شاحنتيه تنتقل سريعا عبر الفضاء الأزرق ليجري تداولها وحصد الكثير من المعجبين بالفكرة يقول إنه خرّيج مدرسة السياحة، وأن فكرة الشاحنة المتنقلة كانت تراوده منذ عشر سنوات، غير أن قلة الإمكانيات حالت دون ذلك، ومع هذا لم يتخل عن حلمه، وتمكن بحكم أنه يهوى السيارات القديمة، من اقتناء شاحنات وبعض العربات، وشيئا فشيئا تمكن من رد الاعتبار لها من خلال تنظيفها ودهنها وتكييفها لتكون جاهزة للعمل، حيث كانت انطلاقته الأولى بشاطئ البحر بولاية بومرداس، غير أنه كان يتطلع لعرض التجربة بالعاصمة، وهو الحلم الذي تحقق له بعد أن حاز على رخصة من رئيس بلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش، مكنته من التواجد في بادئ الأمر بشارع أودان لمدة شهر، ولأن تواجده بالمكان أزعج بعض السكان، الأمر الذي جعل رئيس البلدية يقرر تغييره، حيث اختار له حديقة صوفيا ليباشر نشاطه فيها، وهو الأمر الذي لقي ترحيبا كبيرا من عبد الحفيظ، الذي أثنى على دور رئيس البلدية الإيجابي في دعم الشباب الراغبين في العمل، معلقا: "هذه الرخصة سمحت لي بالترويج لفكرتي السياحية التي راودتني منذ سنوات، كما أنها فتحت باب التشغيل لشخصين آخرين كانا عاطلين عن العمل".
يتمنى الشاب حفيظ بعد التشجيع والترحيب الذي لقيه نشاطه من المواطنين، أن تُمنح له الفرصة للعرض في مساحات أخرى بالعاصمة مثل شاطئ الصابلات، خاصة أن النشاط الذي يباشره يُعد مصدر رزقه الوحيد، مشيرا إلى أن كل ما يبيعه عبارة عن مشروبات باردة وبطاطا مقلية تقدم في أكواب كرتونية، ورقائق البطاطا على طريقته الخاصة.