صالون الطفل في طبعته التاسعة

حضر الترفيه، التحسيس والترويج التجاري

حضر الترفيه، التحسيس والترويج التجاري
  • 701
رشيدة بلال رشيدة بلال

عرف الصالون الدولي للطفل والأسرة الذي جرت فعالياته بقصر المعارض بالعاصمة، توافد العديد من الأولياء رفقة أبنائهم للاستفادة من النشاطات المبرمجة والتي تزامنت وآخر أسبوع من العطلة الربيعية. وحسب منظمة الصالون، السيدة حياة عساوس "فإن الصالون الذي جاء في طبعته التاسعة وعرف مشاركة 60 عارضا مختصا في كل ما يتعلق بنشاطات الأطفال من عناية وتغذية وصحة ولعب، استهدف خلق فضاء تواصلي بين العارضين والأولياء. وأضافت منظمة الصالون "بأن أهم ما ميز هذه الطبعة هو التركيز على الجانب الترفيهي، بحيث يتكفل كل جناح مشارك بتخصيص مساحة تربوية ترفيهية ممثلة في ورشة رسم أوأشغال يدوية أوألعاب فكرية، أما ما يخص الأمهات، فتم فتح نافذة تواصلية بينها وبين بعض المختصين في التغذية وكل ما يتعلق بصحة الأم، يشرف عليها نفسانيون وأطباء أطفال يتكفلون بالإجابة عن كل انشغالات الأمهات الصحية والغذائية، مشيرة "إلى أن الطبعة السابقة عرفت توافد 210 آلاف وينتظر أن تعرف هذه الطبعة إقبالا أكبر".

الترفيه يغلب على الجانب التجاري 

المتجول في صالون الطفل يقف عند محاولة العارضين الذين مثلوا مختلف العلامات التجارية التي تنتج أغذية موجهة للأطفال على غرار الحليب والأجبان ومشتقات الحليب والحلويات والكريمات ومستحضرات التنظيف والعناية بالبشرة، بما في ذلك بعض الألعاب الموجهة لتأثيث روضات الأطفال، لفت انتباه الأولياء إلى منتجاتهم غير أن لهفة الأطفال للاستمتاع بكل ما تم عرضه من ألعاب و ورشات، تغلب على النشاط الترويجي. وفي المقابل، وجد ممثلو الأجنحة أنفسهم مجبرين على التجاوب مع الأطفال  لتنشيط مختلف الورشات، ولعل أكثر ما شد انتباههم هي ورشة الرسم على وجوه الأطفال، ورشة الحيوانات البرية بما في ذلك ورشة الرسم التي استمتع فيها الأطفال بعد الانتهاء من تقديم هدايا رمزية. وفي حديثنا إلى ممثلة جناح ياغورتات دانون، قالت بأن الغرض من المشاركة في الأساس هو تنبيه الأولياء إلى الفوائد الغذائية الموجودة فيه، ولتمكين الأطفال من الاستفادة، يتم تعريفهم بالمراحل التي يمر بها الحليب ليتحول إلى منتج جاهز للأكل. من جهتها قالت صارة، ممثلة جناح لتجهيز الحاضنات والمدارس والساحات المخصصة للعب الأطفال بأنهم سعوا من خلال الصالون إلى التعريف بالألعاب الترفيهية الآمنة التي تم جلبها لتمكين أبنائهم من اللعب في جو مريح وآمن، في حين سعى جناح مخابر ماغ فارم من خلال ورشته التي احتوت على حديقة صغيرة للرسم ومفاجآت للأطفال المشاركين ممثلة في تقديم هدايا قيّمة، إلى التعريف بمنتجه الممثلة في حلوى جديدة عبارة عن فيتامينات مفيدة للأطفال بحكم أنهم يحبون الحلويات من أجل هذا، تم التفكير في أعطائها بُعدا صحيا.

...و ورشات صحية لتوعية الأمهات

اعتبرت الأمهات اللواتي توافدن على الصالون بكثرة رفقة أطفالهن، الورشات المخصصة لهن فرصة لطرح بعض انشغالاتهن التي تمحورت في أغلبها حول نظامهن الغذائي غير الصحي وعزوف أطفالهن عن تناول بعض الأغذية الضرورية لنمهم وتحديدا الخضروات. وحسب مواطنة استفادت من لقاء مع مختصة في التغذية قالت "بأنها حصلت بعد طرح العديد من الأسئلة على معلومات كافية لتعيد تنظيم غذاء طفلها الذي يعتمد في وجباته اعتمادا كليا على العجائن، في حين أفات مواطنة أخرى بأن المشكل الذي يعاني منه طفلها هو افتقاره لمادة الحديد، من أجل هذا أطلعتها المختصة في التغذية على أهم الأغذية التي من شأنها أن تؤمن له هذه المادة الحيوية والضرورية لنموه وأطلعتها على بعض الحيل التي تمكنه من تناول الوجبات الغنية بالحديد دون أن يشعر بها. وحول مدى وعي الأمهات بصحتهن وصحة أطفالهن، قالت المختصة في التغذية، مايا "إن أمهات اليوم أكثر وعيا بصحتهن وصحة أطفالهن" مشيرة إلى أن أكثر ما شد انتباهها من خلال الاستمارة التي تحوي مجموعة من الأسئلة العلمية حول أغذية الأم والطفل، اتضح لها بأن الأغلبية أجبن إجابات صحيحة، غير أن مشكلتهن الوحيدة هي تجسيد هذه المعلومات فعليا على أنفسهن وكذا على أولادهن.

معارض الأطفال أفرغت من محتواها

في الوقت الذي أبدى فيه عدد من زوار صالون الطفل استحسانهم للفضاء لا سيما أنه خلق جوا من الترفيه أبهج أطفالهم، أعرب بعض الأولياء عن تذمرهم من منطلق استغلال الأطفال لهدف تجاري بالنظر إلى محاولة كل العلامات المشاركة رغم تخصيصها، فمساحات اللعب تركز على البيع. وحسب مواطنة غادرت سريعا الصالون قالت "إن التظاهرات التي أضحت تنظم في الآونة الأخيرة باسم الأطفال أفرغت من محتواه، بل تحولت إلى مساحات تجارية تستغل صورة الطفل للترويج، مشيرة إلى "أن مثل هذه الفضاءات حقيقية ينبغي أن تتوفر على مساحات للعلب ومساحات تربوية وتثقيفية حتى يستفيد الأطفال، لاسيما أن ثقافته تبدو محدودة في عدة مجالات، وهو ذات الانطباع الذي لمسناه عند عدد من الأولياء الذين سرعان ما غادروا الصالون بعد أن تبين لهم أن الغرض منه تجاري أكثر منه ترفيهي.