الأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث تدق ناقوس الخطر
"حروب الجيل الجديد" تستهدف العقول والقيم لتفكيك الأوطان

- 260

أكد صدام حسين سرايش، رئيس الأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث، أن حروب الأجيال، والتي يطلق عليها الخبراء اسم حرب الجيل الخامس، والتي ألقت بظلالها على العالم بأسره، أكثر الحروب خطرا كونها تسيطر على العقول لاسيما عقول الشباب، من خلال محاولة طمس هويته وسحق جذوره، فهي حرب تهدف لضرب اللحمة الوطنية وزرع الفكر الخاطئ في أوساط الشباب لتساهم في خلق توترات داخليَّة، وهو ما يستوجب، حسب المتحدث، التصدي لها من خلال الوقاية الاستباقية، ورفع درجة الوعي، مشيرا إلى أن الأكاديمية تعتمل على وضع استراتيجية علمية وعملية ميدانية قصد توضيح الامور للشباب.
أوضح صدام حسين في معرض حديثه لـ«المساء"، أن العالم يشهد تحولات متسارعة، أثرت على قيم وأخلاق الأجيال الصاعدة، مؤكدا أن حروب الجديدة بدأت تظهر معالمها تظهر في كل المجتمعات التي تسير بخطى متسارعة، ما يستوجب، حسبه، أخذ الحيطة والحذر في عالم تشوشت فيه الأفكار، مشيرا إلى أن الأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث تعمل على توظيف كافة الجهود والقوى المتاحة لتوعية الشباب بالمخاطر التي تهددهم.
أشار محدث "المساء" إلى أن حروب الأجيال، تمثل أحد أحدث أنواع الحروب؛ والتي تستخدمها الدول الكبرى للسيطرة على باقي دول بلدان العالم من خلال الغزو الثقافي، وترتكز بشكل رئيسي على إضعاف الهُوِيَّة الثقافية لدى الشباب بشكل خاص، مستخدمةً في ذلك وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وأردف قائلا: "لذا نحن نخبة الأكاديمية نسعى إلى الوقوف على تأثير حروب الأجيال على الشباب وذلك بالاعتماد على برامج إعلامية ميدانية إعلامية تكوينية باستغلال المعطيات وإعادة دراستها بهدف تمكين الشباب من فهم هذ النوع من الحروب وكيفية وضع استراتيجية علمية وعملية ميدانية، قصد توعية الشباب الجزائري"، مضيفا في السياق أن مختلف اللجان الاستشارية بالأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء لتراث تعمل بشكل متسلسل قصد تكوين النشء الصاعد مع تطوير قدراتهم العلمية لمواكبة هذ النوع من الحروب.
أكد صدام حسين الذي أجرى دراسة وقدم بحثا حول الأمن القومي، أن العمل الاستباقي ضروري لإبعاد الخطر المحدق، وقال :«لابد من القيام بجهود استباقيَّة ووقائيَّة، من خلال شنّ حرب استباقيَّة لوقف كل ما من شأنه التأثير بشكل أو بآخر على الشباب"، مضيفا أن الحملات الموجهة نحو الشباب تسعى لتغيير نمط تفكيره وإضعاف وازعه الديني وإقحامه في الآفات الاجتماعية على اختلاف أنواعها"، مؤكدا أن "حروب الأجيال تمتاز بالمباغتة والسرعة والمفاجأة، بحيث يكون الطرف المستهدف غير مدرك لما يدور حوله بشكل دقيق".
يواصل المتحدث أن مهمة الأكاديمية تشمل تقريب هذا الفهم للشباب ليدرك حقيقة حروب الجيل الخامس الأكثر تطوّرًا، التي تجعل من التناقضات الموجودة داخل المجتمع محورًا أساسيًّا لوجودها، مستهدفة احتلال العقول لا الأرض، وبعد احتلال العقول يتم تفكيك النسيج الاجتماعي نخر قوة الشباب والسيطرة عليه". واسترسل صدام حسين في الشرح: "إذًا الجيل الخامس أو حرب المعلوماتية، تهدف لضرب اللحمة الوطنية وزرع الفكر الخاطئ في أوساط الشباب، كما تساهم في خلق توترات داخليَّة".
الهوية الجزائرية ثرية قوية
أشار المتحدث إلى أن الأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث، تعمل على تقوية وبعث برامج حول الهوية الثقافية الجزائرية والتعرف على مختلف أبعادها المتنوعة، موضحا بالقول: "الهوية الجزائرية كما هو معلوم ثرية، قوية، تتناغم فيها هويات متعددة، هذا الثراء يشمل جوانب عديدة مثل الجانب اللغوي والعرقي والثقافي، كلها مقومات تجعل الهوية الجزائرية جامعة بلسمات مختلفة، قد يعتقد البعض أنها تطرح مشاكل، وتفرض تحدي أمام رهانات الوحدة الوطنية. وهذا الاعتقاد ينطلق من فكرة خاطئة، تفترض أن الهوية مختزلة في بعد واحد، ولهذا تسعى الاكاديمية ومن خلال برامجها لتأكيد مسألة التنوع والتعدد الثقافي واللغوي وبأنّها عناصر قوة للثقافة الجزائرية".
وقال رئيس الأكاديمية في الختام: "توصلنا إلى مجموعة من النتائج التي نرى أنها الطريق لتحقيق وحدة وطنية في إطار التنوع، أهمها ضرورة عدم ترك مسائل الهوية الثقافية كأداة في يد المتلاعبين، وكذا العمل على ترسيخ قيم المواطنة والتعايش من خلال وسائل عديدة أهمها المناهج التعليمية لتربية النشأ وتكوين الشباب على حمل رسالة الذاكرة وحماية الهوية الثقافية الجزائرية والدفاع عنها" .