اعتبره فرصة لتجاوز مخلفات جائحة "كورونا"

حرفيون يتنفسون الصعداء بصالون بومرداس

حرفيون يتنفسون الصعداء بصالون بومرداس
  • 839
حنان سالمي حنان سالمي

يتواصل صالون الصناعة التقليدية بمدينة بومرداس، بمشاركة 32 عارضا يمثلون شتى ضروب الفن التقليدي والصناعة اليدوية. "المساء" زارت الصالون وتحدثت إلى عدد من المشاركين، ممن أكدوا أن الفعالية تعتبر الأولى لهم منذ أشهر طويلة، بسبب تبعات الإغلاق، مبدين أملهم في استمرار تنظيم تظاهرات مماثلة، لتجاوز الضغط النفسي الذي خلفته جائحة "كورونا".

بكثير من التفاؤل، تحدث إلى "المساء"، عدد من المشاركين بالصالون الوطني للصناعة التقليدية، الجارية فعالياته على مستوى ساحة محطة القطار بمدينة بومرداس، حيث ثمنوا تنظيم هذا الصالون الذي يعتبر جرعة أوكسجين حقيقية لهم، بعد أزيد من 10 أشهر قضوها في الحجر الصحي، بسبب انتشار فيروس "كورونا" من جهة، وتقبلهم على مضض، فكرة عدم تنظيم أي نوع من التجمعات أو المعارض والصالونات، على خلفية احترام التعليمات الصادرة في المجال، حيث قال الحرفي في الفخار عبد القادر حمداني، المشارك عن ولاية تيزي وزو، إنه كغيره من الحرفيين، كان يترقب تنظيم أي تظاهرة، حتى يشارك فيها ليخرج بضاعته، قائلا، إنها تكدست في ورشته بسبب الإغلاق الذي عمر طويلا، موضحا "لم أصدق أذناي لما اتصلوا بي من الغرفة الولائية للصناعة التقليدية لبومرداس، من أجل المشاركة في هذا الصالون، وافقت وكلي أمل في أن تكون بادرة خير على كل الحرفيين.. لقد أمضينا وقاتا عصيبا بسبب الجائحة، صحيح استفدنا من منحة وطنية للتضامن، لكنها لا تكفي لتغطية كل المصاريف"، مضيفا أنه طبق إشعارا ترويجيا لمختلف القطع، تتراوح بين 50 دينارا إلى 2000 دينار، داعيا الجهات المختصة إلى التفكير في تنظيم معارض مماثلة عبر الولايات، للسماح بتصريف المنتوج الحرفي، مع التأكيد على احترام إجراءات الوقاية.

من جهته، قال الحرفي في التحف التقليدية، علي هلال، المشارك من ولاية الجزائر، إن هذا الصالون يشكل بالنسبة إليه، فرصة ثمينة للهروب من الضغط النفسي الذي خلفته تبعات جائحة كورونا، وما انجر عنها من إغلاق تام للعديد من التظاهرات والفعاليات، داعيا من جانبه، الجهات المختصة، إلى تنظيم تظاهرات مماثلة لتصريف المنتوج الحرفي المكدس منذ قرابة السنة. وأضاف في هذا الصدد، أن تنظيم أيام للصناعة التقليدية بدور الشباب، دور الثقافة، وبعض المراكز التجارية، من شأنه التقليل من حدة الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها هذه الفئة منذ بداية انتشار الفيروس التاجي، لكنه لفت أيضا، إلى أهمية الاقتصار على عدد محدود في مكان احتضان التظاهرة، احتراما لمسافة الأمان. أما السيد حميد، الحرفي في اللباس التقليدي، والمشارك من بلدية الناصرية، ولاية بومرداس، فدعا من جهته الزوار، إلى هذه التظاهرة التي تمتد إلى 17 نوفمبر الجاري، مؤكدا على ضرورة الالتزام بقواعد الوقاية، سواء بالنسبة للعارض أو المستهلك، مثمنا بدوره، تنظيم هذه الفعالية التي قال، إنها أخرجته من قوقعة الغلق وكل ما انجر عنه من سلبيات.

في هذا السياق، حدثنا الحرفي في الحلي التقليدية شفيق بن عمار، ورئيس الهيئة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف، بأن تنظيم هذا الصالون جاء على خلفية طلب تقدم به إلى وزير السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي، في آخر زيارة قادته إلى ولاية بومرداس، ومباشرة، رحب بالفكرة وطرحها على والي الولاية، الذي أبدى موافقته، لاسيما أن تصريف المنتوج الحرفي يتم بالنسبة لشريحة واسعة من الحرفيين خلال المعارض والصالونات، مضيفا أن هذه التظاهرة واحدة من ضمن قافلة الصناعة التقليدية، التي تنظم بالتنسيق مع الغرفة الولائية للصناعة التقليدية، والمنظمة الوطنية للعمال والسياحة، المنتظر أن تجوب بعد بلدية بومرداس، كل من بلديات؛ حمادي، خميس الخشنة، برج منايل، بودواو، الثنية ودلس، في مبادرة للتقليل من الآثار السلبية لتبعات جائحة "كورونا"

تجدر الإشارة، إلى أن الجهة المنظمة قامت بتوزيع قرابة 600 كمامة، بمناسبة تنظيم هذا الصالون، حسبما أوضحه لـ"المساء"، محمد سيد علي ديقر، المكلف بالترويج على مستوى الغرفة الولائية للصناعة التقليدية، مضيفا أن حملة تحسيسية موازية للتوعية بأهمية الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس "كورونا" تنظم أيضا بشكل يومي، كما قال بأن قائمة المشاركين في القافلة الوطنية للصناعة التقليدية مفتوحة، حيث يرتقب انضمام عدد آخر من الحرفيين بالبلديات المنتظر أن تحل بها القافلة، مؤكدا على تسهيل السلطات الولائية والمحلية في سبيل إنجاح هذه التظاهرة.