السيدة مسعودة:

حرفية تتفنن في تحويل الحلفاء

حرفية تتفنن في تحويل الحلفاء
  • القراءات: 1289
ح. بوبكر ح. بوبكر

تعتبر الحرفية السيدة مسعودة مثالا للمرأة القوية، استطاعت بفضل إرادتها، التمسك والحفاظ على حرفة الحلفاء، ولازالت تحافظ على هذا الإرث خوفا من زواله، رغم تقدمها في السن، إلا أن عزيمتها وتشبعها بحب الحرفة واتسامها بروح مرحة، والسعادة الدائمة على وجهها زادها إصرارا وإيمانا بهدفها.

تحدثت إلينا الخالة مسعودة، البالغة من العمر 61 سنة، التي تشارك في الكثير من المناسبات في معارض الصناعات التقليدية بولاية سعيدة وخارجها، من أجل عرض منتجاتها من صناعة الطين والحلفاء بتشكيلة مختلفة من التحف الفنية الرائعة، المزاوجة بين الحداثة والأصالة، بلمستها الخاصة التي تستهوي إعجاب الكثير من زوار هذه المعارض الثقافية، على غرار الطبق والكسكاس، السجاد، القفة وغيرها من الأواني التراثية التي تعد كنزا من كنوز الولاية وتراثها المادي الأصيل، الذي يرسم الهوية المحلية لسكان المنطقة.

حول هذه الحرفة، تقول السيدة مسعودة، بأنها تعمل في حرفة الحلفاء منذ نعومة أظافرها، كما تعتبرها مفخرة ووجها من أوجه الإرث التاريخي والحضاري للمنطقة، الأمر الذي جعلها تسعى جاهدة للحفاظ عليها، كما أنها اعتمدت عليها في إعالة أسرتها وعملت منذ صغرها على التشبث بها، لحمايتها من الاندثار ونقلها للأجيال القادمة. مؤكدة أنها تعمل على تلقين الحرفة للفتيات اللواتي تستهويهن، تجنبا لزوالها، حتى تبقى هذه الصناعة التقليدية التي توارثنها أبا عن جد صامدة، معتبرة الحرف اليدوية كنزا ومكسبا للفرد يرافقه مدى الحياة للاسترزاق منه، حيث تسجل حضورها الدائم في المعارض وحازت على شهادات التقدير والعرفان في مناسبات كثيرة. أشارت أيضا إلى أنها لا تعاني من أي مشاكل تذكر فيما يخص التسويق، وترى أن حرفتها لا تحتاج إلى مكان معين للتسويق.

وقد اختارت العمل والإبداع في المنزل، والمشاركة في مختلف المعارض من أجل تسويق منتجاتها، كما دعت كل الشباب والشابات إلى تعلمها، خصوصا أن الحلفاء من أجود المواد الطبيعية المتوفرة بالمنطقة، الأمر الذي يسهل عملية الحصول عليها. متمنية استمرارها وحمايتها من الزوال، مع التذكير بأن ولاية سعيدة تختزن الكثير من ممارسي هذه الحرف، لاسيما من كبار السن من النساء في شتى المناطق، على غرار مناطق بلدية سيدي بوبكر وسيدي احمد بعين الحجر وكذا الحساسنة.