المرأة الماكثة بالبيت تبدع في الطبخ التقليدي والعصري

حرائر الجزائر في هبّة متألقة لتثمين الموروث الوطني

حرائر الجزائر في هبّة متألقة لتثمين الموروث الوطني
  • القراءات: 1068
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أكدت شهيرة قويدري، رئيسة جمعية تحدي المرأة الماكثة بالبيت، في تصريح لـ "المساء"، أن مسابقة الطبخ التي شملت العديد من ولايات الوطن، كانت غنية بالأطباق التقليدية، التي لاتزال تشكل سر القعدة واللمة العائلية، مشيرة في السياق، إلى أن المتنافسات اللائي قدِمن من مختلف ربوع الوطن، اجتهدن في عرض الحلويات، والأطباق التقليدية، والأخرى الخاصة بالأعراس والمناسبات؛ حيث فاز "مطبخ فوفا" لممثتله السيدة فوزية لبديري، بالمرتبة الأولى. أما المرتبة الثانية فعادت للسيدة زليخة حرحار، في حين حصلت سميرة زيد على المرتبة الأولى في تحضير الحلويات، التي نالت إعجاب لجنة التحكيم والحضور.

أوضحت السيدة قويدري أن المسابقة جاءت تزامنا مع الاحتفالات بيناير، الذي له صلة بالموسم الزراعي؛ إذ تنوع النسوة في الأطباق، ويبدعن في اختيار الخضر والبقول المتاحة لتحضير "الكسكسي سبع بقول"، أو "الكسكسي بالخضر الشتوية"، أو "البركوكس"؛ استبشارا بالخير. وواصلت المتحدثة: "ومن جهتنا، عملنا على إبراز الموروث الثقافي، والعادات والتقاليد الجزائرية بمختلف ولايات الوطن؛ من خلال مسابقة انقسمت إلى شطرين. ففي نصف النهائي، عملنا على إعداد أطباق تقليدية. وفي النهائي أظهرنا العصري والتقليدي. وقد اكتشفنا أن السيدات والفتيات يحافظن على الطبخ التقليدي في كل الأماكن التي زرناها، على غرار الجلفة، وتلمسان، والعاصمة وتيزي وزو؛ فالمشاركات حضّرن أطباقا تقليدية تخص المنطقة؛ على غرار "الزفيطي"، و"الشخشوخة"، و"المقرطفة"، و"مرقة حلوة" التي تُعرف بها مدينة تلمسان، إلى جانب حرصهن على ارتداء اللباس التقليدي، الذي يطبع المنطقة. ومن جهتنا، نعمل على إبراز قدرات المرأة، وعملها".

فوزية دحماني لبديري صاحبة المرتبة الأولىمكسرات "المرقة الحلوة" سر المطبخ التلمساني

أعلنت فوزية دحماني لبديري، الحاصلة على المرتبة الأولى في الطبخ، ممثلة ولاية تلمسان، أنها عملت رفقة فريقها "مطبخ فوفا"، على إعداد بعض الأطباق التي تُعرف بها مدينة تلمسان، على غرار "الحريرة"، و"البوراك"، و"المرقة باللحم"، و"سلطة الفلفل"، مع عرض جيد لطاولة الغداء، والذي نال إعجاب لجنة التحكيم. وقالت: "فرحت بإعجاب لجنة التحكيم، وإطراء الحضور؛ فقد اجتهد كل فريق "مطبخ فوفا" المتكون من الطباخة الماهرة طيبي شهرزاد، وشقيقتي نسيمة لبديري، وأبنائي؛ فأحمد وخليل اهتما بالتزيين، ووسيم يرافقني في كل التنقلات، وتحضير الطلبيات، وكذا ابن أختي محمد حلوفي، والصديقة أمينة هبري في التنسيق، وشريفي عقيلة في المرطبات والحلويات والسلطات. كما أشكر زوجي رضا دحماني ابن مدينة تلمسان، وهو مدير أعمالي، الذي يساعدني في التنظيم، وأستمع إليه باهتمام، لا سيما أنه ابن المنطقة، ويعرف جيدا أسرار الطبخ فيها".

وتؤكد السيدة فوزية أنها بحثت في التراث التلمساني جيدا، وتسعى لإبراز موروثه في الطبخ الشهي، والمتميز بالكثير من الأسرار التي اختارت أن تكشف واحدة منها، لقراء "المساء"؛ قالت: "دخلنا المسابقة بطبقين تقليديين، وهما طبق (الخبيز) بالكمون وزيت الزيتون؛ نظرا لمنافعه الكبيرة لصحة السيدات، وطبق آخر تقليدي عصري، ممثل في "مرقة حلوة"، مزيّن بالمكسرات والفواكه الجافة"، معتبرة أن سر نجاح الطبق هو المكسرات، وموضحة أن حرائر تلمسان يقمن بقلي المكسرات، لا سيما اللوز، في زيت باردة، وينتظرن حتى يتشربها، ليصيح طريا، ويطلع اللون المحمر تدريجيا حتى يُطبخ جيدا، ومن الجانبين، ثم يُنزع. وذكرت أن فريقها دخل المنافسة بسلطة الفلفل أو ما يسمى عندنا بـ "الحميص"، وهو "الطرشي" المشوي فوق السني، يُطبخ على "الصهد" فقط، ويحضَّر بالثوم، ويجمر على نار هادئة. ويُعد وجوده ضروريا في أعراس تلمسان. وأوضحت طيبي شهرزاد المختصة في الطبخ التلمساني من فريق "مطبخ فوفا"، أنها ستعمل خلال الفترة القادمة، على إبراز مزايا المطبخ التلمساني في المسابقات الوطنية، وحتى الدولية؛ نظرا لثراه وغناه.

حرحار زليخة صاحبة المرتبة الثانيةأسعى لإحياء إرث الأجداد

أكدت زليخة حرحار الحائزة على المرتبة الثانية في مسابقة المرأة الماكثة بالبيت، أنها عمدت إلى إحياء طبق يكاد يُنسى، وكان من ضمن الأطباق التي اشتهرت بها المائدة الجزائرية خلال فصل الشتاء ورمضان، وهو "المقرطفة" أو "المقرون الأعمى"، أو "المقرون التركي" الذي يحضَّر في البيوت. وقالت في هذا الصدد: "أردت إحياء الطبق الذي نسيه الناس وكان يصنعه الأجداد في السابق ويحبونه، ويحتاج إلى خمس ساعات للتحضير. حضّرته في البيت، ويمكن اعتماده كطبق مستقل مع اللحم المفروم، أو يوضع في الشوربة بدل الفريك. وقد عملت خلال المسابقة، على عرضه بطريقة جديدة نافعة لمرضى السرطان، خاصة الذين يعالجون بالإشعاعي؛ إذ قمت بغليه مع الشمندر، الذي أعطاه اللون الأحمر، وامتص منه الفيتامينات، وأضفت له طائر السمان وبيضه للنفع". وأضافت: "أريد المشاركة في عدة مسابقات وطنية ودولية، والحصول على لقب عالمي، مع التعريف بالطبخ التقليدي العاصمي الشهي المميز. كما أسعى لوضع بصمتي على كثير من الأطباق، مع المحافظة على القواعد الأساسية التي تركتها الجدات".

زيد سميرة الحاصلة على المرتبة الأولى في صناعة الحلويات الحلويات التقليدية كنز يحتاج إلى تثمين

أكدت المختصة في صناعة الحلويات زيد سميرة الحاصلة على المرتبة الأولى في مسابقة صناعة الحلويات، أنها شاركت بالحلويات التقليدية المخصصة للأعراس؛ على غرار حلوى "كعك النقاش"، و"العرايش"، و"الدزيريات"، و"المشكّل بريستيج"، وحلوى الفاكهة التي عرضتها في أبهى حلة؛ إذ يعتقد مشاهدها أنها فاكهة حقيقية. وعن ميلها إلى هذه الحرفة قالت: "دخلت هذا المجال منذ ثلاث سنوات شاركت في عدة مسابقات، حصلت فيها على المرتبتين الأولى والثانية. شغفي بصناعة الحلويات التقليدية وحرصي على عرضها في أجمل وجه، جعلني أبدع فيها من حيث الإضافات، والتحسين الإيجابي في الذوق. وأسعى دوما لوضع بصمتي الخاصة، وتصميمي؛ فهي جميلة، ومميزة في الأصل، وكل من يتذوقها يتعلق بذوقها الشهي، وهو ما يستوجب عليّ المحافظة عليه".