يخلف صدمات حرارية والتهابات تنفسية حادة

حذار من الاستخدام المفرط للمكيفات الهوائية

حذار من الاستخدام المفرط للمكيفات الهوائية
  • 205
رشيدة بلال رشيدة بلال

رغم أهمية المكيفات الهوائية في التخفيف من درجات الحرارة المرتفعة، خلال فصل الصيف، سواء داخل المنازل أو أماكن العمل أو حتى داخل السيارات، إلا أن مختصين في مجال الصحة يحذرون من الاستخدام غير العقلاني لها، لما تسببه من أزمات صحية، قد تنتهي في كثير من الأحيان بدخول أصحابها إلى المؤسسات الاستشفائية.

أكد، في هذا السياق، الدكتور محمد ملهاق، المختص في علم الفيروسات، أن ما سجلته مؤسسة "سونلغاز" من ارتفاع قياسي في استهلاك الطاقة الكهربائية، خلال الأسابيع الأخيرة، يعكس الاستخدام المفرط للمكيفات الهوائية، والتي أصبحت تشكل ـ حسبه ـ تهديدا مباشرا للصحة العمومية، إذا لم يتم استعمالها بطريقة مدروسة وعقلانية.

وأضاف الدكتور ملهاق، أن من أبرز الآثار الصحية، الناتجة عن الاستخدام العشوائي للمكيفات الهوائية، ما يُعرف بـ"الصدمة"، وهي ناتجة عن الانتقال المفاجئ من مكان شديد الحرارة إلى مكان بارد أو العكس. هذا التغير السريع في درجة الحرارة، قد يسبب اختلالاً في توازن الجسم، ويؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، خصوصا إذا تكرر بشكل يومي.

وأشار في السياق ذاته، إلى أن الاستعمال المفرط للمكيفات، يؤدي إلى جفاف مخاطية الفم والأنف، ما يخلق بيئة مناسبة لنمو الجراثيم والفطريات، ويساهم في ظهور التهابات تنفسية وأمراض الحساسية، خاصة إذا لم يتم تنظيف "فلتر" المكيف وصيانته بانتظام.

كما تعد الإصابة بنزلات البرد الصيفية، من الآثار الجانبية الشائعة، وهي ناتجة عن تغير المناخ المفاجئ بين الداخل والخارج، وتؤثر بشكل خاص على فئة الأطفال، بسبب حركتهم وتنقلهم المستمر بين البيئات المختلفة، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد.

من جهة أخرى، نبه المتحدث، إلى أن مرضى التهاب المفاصل، من الفئات التي تتأثر بشدة من التعرض المفرط للهواء البارد، حيث يؤدي ذلك إلى تفاقم الآلام وازدياد حدة الالتهابات، وهو ما يستدعي ـ حسبه ـ توخي الحذر في ضبط حرارة المكيفات.

وحول أفضل السبل لاستخدام المكيفات دون التسبب في أضرار صحية، أوصى الدكتور محمد ملهاق، بضبط درجة حرارة التبريد على 25 درجة مئوية، باعتبارها درجة معتدلة، تضمن الانتعاش، دون أن تُعرّض الجسم لاضطرابات حرارية.

كما شدد على ضرورة تهوية المنازل بانتظام، وعدم الجلوس مباشرة أمام المكيفات، داعيا العائلات إلى التحلي بالوعي الاستهلاكي في استخدام الطاقة الكهربائية، تفاديا للضغط على شبكة الكهرباء، وما قد يترتب عنه من انقطاع متكرر.

وفي رده على سؤال حول بعض الحالات التي تم استقبالها مؤخرا، على مستوى المؤسسات الاستشفائية، والمتعلقة بإصابة مواطنين بأعراض الإسهال والحمى والتعب العام، أوضح الدكتور ملهاق، أن فصل الصيف، على غرار فصل الشتاء، يعرف تفشي بعض الفيروسات والبكتيريا والطفيليات، والتي تنشط بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتؤدي إلى حالات تسمم غذائي أو مائي.

وأشار إلى أن بعض هذه الحالات، ناتجة عن سوء حفظ الأغذية وتلوث المياه، مضيفاً أن الوقاية منها تبقى مرتبطة بمدى وعي المواطنين بما يستهلكونه من أطعمة ومشروبات، ومدى احترامهم لشروط النظافة والتخزين.