الإهمال العائلي خلال العطلة الصيفية

حذار... مخاطر كثيرة تحدق بالأبناء

حذار... مخاطر كثيرة تحدق بالأبناء
  • 170
رشيدة بلال رشيدة بلال

لفتت المختصة في علم النفس العيادي، البروفيسور آمال بن عبد الرحمان، انتباه الأولياء إلى ظاهرة خطيرة تتزامن مع حلول موسم الصيف، وبدأت تنتشر بشكل مقلق، بسبب إهمال الأولياء وغفلتهم وتراجع حرصهم على مراقبة أبنائهم، بحجة أنهم في عطلة صيفية يحتاجون فيها إلى التمتع بالحرية، والقيام بكل ما يرغبون فيه، وتتمثل هذه الظاهرة، في التعدي على الأطفال داخل الوسط الأسري، لاسيما خلال الزيارات العائلية، وهي حالات كثيرة باتت تتلقى شكاوى كثيرة بشأنها في عيادتها، ما جعل المختصة تدق ناقوس الخطر، لحماية الأبناء من الصدمات والمشاكل النفسية.

كما هو معروف، فإن أغلب العائلات الجزائرية، تكثر من الزيارات العائلية خلال العطلة الصيفية، حيث تتنقل بعض الأمهات إلى بيوت الأهل أو الأحباب لقضاء بعض الوقت، أو ترسل أبناءها لقضاء الإجازة، خاصة من يملكون أقارب في الولايات الساحلية، بهدف تمكينهم من الاستمتاع بأجواء العطلة وتغير الأجواء، واكتشاف مناطق جديدة وتكوين صداقات. غير أن المؤسف، حسب ما أكدته البروفيسور آمال بن عبد الرحمان، هو أن تركيبة المجتمع الجزائري تغيرت في السنوات الأخيرة، لأسباب عدة، أهمها التأثيرات السلبية للتكنولوجيا وما تكشف عنه مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضحت البروفيسور، من واقع تجربتها المهنية، أن الأولياء خلال الموسم الدراسي، حريصون كل الحرص على مراقبة ومتابعة كل خطوات أبنائهم داخل وخارج المنزل، لكن بمجرد نهاية السنة الدراسية، وكأن الأولياء -خاصة الأمهات- يحصلن على "استقلالية"، فتتغير المعاملة تمامًا، ويُمنح الأطفال حرية مطلقة في التصرف دون رقابة. ومن الأمثلة البسيطة على ذلك، ترك الأبناء يلعبون في الشوارع إلى أوقات متأخرة من الليل، وكأن مرحلة التعلم هي الأهم، أما العطلة فهي مرحلة للتمرد والفوضى وإزعاج الجيران. أكدت المختصة، أن الأولياء مطالبون بالحذر والانتباه، فوجود الأبناء في عطلة لا يعني إهمالهم وعدم السؤال عنهم. وقد تم تسجيل عدة قضايا مقلقة في العيادة خلال العطلة الصيفية، لعل أبرزها الاعتداءات والتحرشات أو الابتزاز، والتي تحدث غالبًا بين الأطفال والمراهقين، عند تبادل الزيارات إلى منازل الخالات أو العمات أو الجدات أو حتى في المنتزهات ومرافق التسلية.

نبهت البروفيسور على أن العطلة الصيفية لا تعني التخلي عن الأبناء، بل ينبغي على الأولياء، وخاصة الأمهات، أن يدركن أن العطلة ليست مبررًا للإهمال، بل العكس تمامًا، فهي فترة تحتاج إلى رقابة مضاعفة وتنظيم يومي لأوقات الأطفال، كما هو الحال خلال الموسم الدراسي. فعلى سبيل المثال، من المهم تخصيص أوقات للعب، وأخرى للمطالعة، وأوقات للنزهات، لأن فترة الراحة من أكثر الأوقات التي يشعر فيها الطفل بفراغ كبير، مما يستدعي استغلاله بنشاطات مفيدة تحت مراقبة دائمة.

وأشارت إلى أن بعض الجمعيات والمرافق تنظم برامج ترفيهية مفيدة، تُبقي الطفل منشغلاً بأنشطة متنوعة. وعلى الأولياء الابتعاد عن عقلية أن كل ما يحتاجه الطفل في العطلة، هو الأكل والشرب، بل من الضروري تسطير برنامج خاص يضمن سلامتهم النفسية والجسدية، ولمَ لا، تحويل العطلة إلى فرصة للتقرب من الأبناء وبناء مشاريع تربوية صغيرة معهم. وختمت المتحدثة، بالتأكيد على أن ما يتعرض له الأبناء من مخاطر خلال العطلة، هو مسؤولية يتحملها الأولياء بالدرجة الأولى، لهذا فإن توصيتها الأساسية هي "الاهتمام بالأبناء خلال العطلة وعدم التفريط فيهم بحجة أنهم في عطلة، حتى لا يقعوا في مشاكل وصدمات نفسية، قد ترافقهم طيلة حياتهم."