المختصة في علم النفس العيادي البروفيسور آمال بن عبد الرحمان لـ"المساء":

حذار.. التوقعات والاحتمالات مقبرة نجاح المقبلين على البكالوريا

حذار.. التوقعات والاحتمالات مقبرة نجاح المقبلين على البكالوريا
المختصة في علم النفس العيادي البروفيسور آمال بن عبد الرحمان
  • 136
 رشيدة بلال رشيدة بلال

وصفت المختصة في علم النفس العيادي، البروفيسور آمال بن عبد الرحمان، التوقعات والاحتمالات التي يتم تداولها عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي بـ"مقبرة المقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية"، لا سيما امتحان البكالوريا. وحذّرت بمناسبة حلول موعد اختبارات الفصل الثالث من الوقوع في فخ ما يتم ترويجه. وأكدت أن المترشح للامتحانات النهائية لا بد أن يكون على أتم الاستعداد، دون إهمال أي مادة، لتعزيز فرصه في النجاح.

مع اقتراب موعد اجتياز امتحان البكالوريا، يتجدد الحديث حول ما يجب وما لا يجب فعله لتوفير كل الظروف المناسبة التي تحمي الطالب من الوقوع في فخ القلق والخوف والضغط النفسي. وهنا تبرز الحاجة الملحة إلى المرافقة النفسية، سواء للتلاميذ أو الأولياء، الذين يشكلون عنصرًا محوريًا في دعم أبنائهم وتحفيزهم على النجاح، أو على العكس، التأثير عليهم سلبًا دون قصد مما قد يؤدي إلى الفشل.

وفي هذا السياق، شددت البروفيسور آمال بن عبد الرحمان، على ضرورة تنبيه الأولياء قبل الحديث عن تهيئة الظروف المناسبة، إلى تجنّب الوقوع في بعض الأخطاء التي قد تفتح لأبنائهم بابًا لصراع نفسي، بين الرغبة في النجاح والخوف من الرسوب نتيجة الضغوط التي يتعرضون لها. وأضافت أن رسم توقعات بالنجاح والحصول على نتائج جيدة بشكل مبالغ فيه، يُعدّ من العوامل السلبية التي تؤثر على نفسية الأبناء وتجعلهم يعانون في صمت.

هكذا نساعد أبناءنا على تجاوز مرحلة القلق والتوتر

قالت المختصة إن الأمر بسيط، ويتمثل في تمكين الأبناء من الآليات التي تساعدهم في الوصول إلى الإجابة الصحيحة. فبعض التلاميذ لا ينجحون لأنهم لم يعرفوا كيف يوظفون معلوماتهم بالشكل الصحيح، رغم أنهم يعرفون الإجابة. لذلك، فإن أهم ما يجب أن يتحلى به المقبل على الامتحان هو الثقة في المعلومات التي يمتلكها، فكلما زادت الثقة، زادت القدرة على التحكم بالإجابة. 

من جهة أخرى، نصحت الأولياء بغضّ الطرف عن أبنائهم خلال فترة التحضير والمراجعة، وتركهم يتحملون مسؤولياتهم بأنفسهم، كما أكدت أنه لا ينبغي فرض معدلات معينة عليهم، بل تشجيعهم على بذل جهد مريح لتحقيق أهدافهم.

وفتحت المختصة قوسًا للحديث عن حالة عايشتها في جلسة علاج، حيث كشفت تلميذة أن ضغط الأساتذة كان وراء رسوبها في شهادة البكالوريا، إذ أن الجميع كان يتوقع حصولها على نتائج مرتفعة، ما جعلها تضغط على نفسها كثيرًا حتى لا تخيب أملهم، لكن ذلك انعكس سلبًا عليها. وأوضحت البروفيسور، أن هذه الحالة ليست سوى نموذج من عدد كبير من التلاميذ الذين يتحملون مسؤولية تفوق طاقتهم، ويدخلون في صراع نفسي يؤدي إلى الفشل نتيجة الارتباك والقلق.

كما أشارت إلى أن بعض التلاميذ يحتاجون خلال فترة التحضير، سواء لامتحان التعليم المتوسط أو البكالوريا، إلى مرافقة نفسية تساعدهم على اكتشاف نقاط القوة والضعف في شخصياتهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتجاوز مخاوفهم.

وشددت على أن بلوغ النجاح يتطلب تنظيم وقت النوم لمحاربة الأرق، والمراجعة المنتظمة لحماية التلميذ من الوقوع في الفوضى. وذلك من خلال رسم جدول يحدد الأولويات بحسب المواد التي تحتاج إلى جهد أكبر أو التي يعاني فيها من نقص. وأكدت أن توزيع المراجعة بطريقة منظمة يساعد بشكل كبير في الإلمام بجميع المواد حسب أهميتها.

كما نصحت المختصة بتعليم التلميذ بعض الآليات التي تساعده على بلوغ الراحة النفسية، ومنها التنفس الصحيح الذي يساعد على إيصال الأوكسجين للدماغ لحل التمارين بفعالية، شرب كمية كافية من الماء، لأنه يعزز تركيز الدماغ، تناول منشطات الذاكرة الطبيعية الموجودة في المكسرات، خاصة اللوز، بحيث لا تتجاوز ثلاث حبات في اليوم، وهي كافية لتعزيز الطاقة. التوكيدات النفسية، وتتمثل في كتابة الطموحات على ورقة بيضاء وتحفيز الذات لتحقيق نتائج إيجابية، لما لها من أثر في رفع المعنويات وتحفيز العقل على بذل المجهود لتحقيق الهدف المنشود.

وختمت المختصة بالتأكيد على أن هذه الأساليب من أنجح الطرق المحفزة على النجاح، لأنها تمنح العقل صورة واضحة عن الهدف، وتساعد على التعامل بإيجابية، والثقة في أول إجابة تتبادر إلى الذهن، لأن الأغلبية يملكون الإجابة الصحيحة، لكنهم سرعان ما يشكّكون بها ويغيرونها.