نظرا لتداعياتها الخطيرة على صحة الفرد

حالة تأهب قصوى للوقاية من موجة الحر

حالة تأهب قصوى للوقاية من موجة الحر
  • القراءات: 528
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذر الدكتور فاضل زيتوني، الطبيب المختص في أمراض الجلد، من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة المقبلة، والتي قد تؤثر على صحة الناس، داعيا إلى الإعلان عن حالة تأهب في أعلى مستوياتها ببعض المناطق من الجزائر، والتي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، التي قال إنها تهدد صحة المواطن، لا سيما بالنسبة لبعض الفئات الحساسة. عادت موجة الحر الشديد التي تغمر معظم دول العالم، من جديد، بسبب الاحتباس الحراري، والتغيرات المخيفة في المناخ، حسب العلماء، الأمر الذي أدى إلى حدوث بعض الظواهر الطبيعية خلال كل موسم صيف، ممثلة في العواصف الشمسية، التي يضرب حرها الكرة الأرضية، ويلقى فيها عشرات الآلاف من البشر، مصرعهم بسبب درجات الحرارة المرتفعة خلال بعض الأيام.

وليست موجات الحر الشديد أمرا غريبا عن الجزائر، بسبب ما تشهده بعض المناطق الداخلية والصحراء من درجات حرارة تفوق أحيانا 50 درجة مئوية، إنما النادر هو أن تأتي إحدى الموجات في وقت مبكر من الصيف، الأمر الذي جعل، اليوم، بعض خبراء الصحة، يحاولون اتخاذ خدمات الطوارئ أعلى درجات التأهب، لمواجهة هذا التحدي، لا سيما من خلال التحسيس والتوعية بأهمية حماية الجسم خلال تلك الأيام التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، من خلال سلوكات تقي الفرد من صدمة "الحر".

وفي هذا الصدد، قال فاضل زيتوني: "يعتبر كبار السن والحوامل والأطفال من بين الفئات المعرضة للخطر بسبب ضعف مناعتهم، وكذلك الذين تضطرهم ظروف عملهم، للعمل تحت الشمس، والتي تصنف من الأعمال الشاقة خلال هذا الموسم من السنة، كالمزارعين، وعمال البناء والمناجم. وهذه الفئات أكثر عرضة للخطر، لأن الجهد البدني يرفع درجة حرارة الجسد أيضا، مما يزيد من اضطرابات صحية أكثر جدية". وأضاف الطبيب أن في مثل هذا الطقس الحار، لا بد من أخذ العديد من التدابير الوقائية في انتظار "مرور" موجة الحر، على حد تعبيره، والتي قد تروح بين ثلاثة أيام إلى شهر كامل، مشيرا إلى أهمية مراقبة الفئات الأكثر ضعفا عن كثب، مثل كبار السن، الذين يكونون أكثر عرضة لخطر الإنهاك الحراري.

وأوضح الطبيب أن الخطورة تكمن في أنه مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتفتح الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم. ويمكن أن يسبب هذا أعراضا خفيفة، مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، أو تورم القدمين نتيجة حدوث تسرب في الأوعية الدموية، فالخطورة ليست فقط في عدم تحمل الحرارة كما يعتقد البعض، وإنما تأثير الحرارة على ضغط الدم، وبالتالي بروز أعراض أكثر خطورة، إلى جانب التعرق المفرط بسبب الحرارة، وهو ما يفقد الجسم السوائل والأملاح، ويؤدي إلى حدوث خلل في التوازن بينهما، ما يعرض، بذلك، الجسم للجفاف.

وعن تعرض الجسم لأحد تلك المخاطر، تظهر الأعراض، حسب الطبيب، في الشعور بالدوار والغثيان، والإغماء، والارتباك، والتشنجات العضلية، والصداع، والتعرق الشديد، والشعور بالإرهاق، إلى جانب احمرار الوجه وبياض الشفتين. وفي الأخير، دعا زيتوني إلى الابتعاد عن أشعة الشمس بين الساعة الحادية عشرة صباحا والرابعة مساء، عندما تبلغ أشعة الشمس ذروتها، مع استعمال واقي الشمس للحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وارتداء ملابس خفيفة، من الأفضل أن تكون ذات لون فاتح، يعكس الشمس، وارتداء قبعة. والأهم من كل ذلك ترطيب الجسم باستمرار باستهلاك كمية وافرة من الماء خلال اليوم.