بسبب البدانة والتلوّث

حالات مرض انقطاع التنفس الانسدادي في تزايد

حالات مرض انقطاع التنفس الانسدادي في تزايد
  • القراءات: 641
❊ خ.نافع ❊ خ.نافع

حذر رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمؤسسة الاستفائية «أول نوفمبر» بوهران، البروفسور صالح للو، من الارتفاع المقلق لحالات الإصابة بمرض انقطاع التنفس الانسدادي خلال النوم، مشيرا إلى تسجيل 132 حالة جديدة خلال السنة الجارية في الباهية وهران، أغلبها لمرضى متقدمين في العمر ومصابين بأمراض مزمنة أخرى، منها ارتفاع ضغط الدم والسكري.

خ.نافع

جاء ذلك خلال أشغال الملتقى الدولي حول الأمراض التنفسية الذي نظمته مؤخرا، المؤسسة الاستشفائية «أول نوفمبر» بوهران، حيث أشار المختص إلى أن الشخير المزمن من أهم أسباب انقطاع التنفس أثناء النوم، وهو ينتشر عند الرجال بنسبة 24 بالمائة ووسط النساء بـ17 بالمائة، وفق دراسة قامت بها المصلحة، ويعتبر من أكثر اضطرابات النوم انتشارا، إلا أنه وخلافا للكثير من الأمراض المزمنة، لا يتم التعرف عليه إلا بعد زمن طويل قد يصل في كثير من الأحيان إلى ثماني سنوات من المعاناة، تظهر على شكل شخير مزمن ونوم متقطع رديئ، ومضاعفات ارتفاع ضغط الدم وفرط النعاس والإرهاق خلال النهار، مما قد تسبب خطرا على السائقين، ومن أسباب حوادث المرور التي تسجل عبر الوطن.

كما فسر البروفسور للو، أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم ليلا، لأنها نوبات متكررة من انسداد مجرى التنفس العلوي تحدث خلال النوم، مما يؤدي إلى توقف جزئي أو كامل لسريان الهواء وانخفاض نسبة تشبع الدم بالأكسجين، تؤدي عادة إلى تكرار التنبه أثناء الليل، وتزداد فرصة الإصابة به مع توفر بعض عوامل الخطر، كالبدانة والتقدم في العمر، والإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وغيره.

اعتبر البروفيسور أن البدانة من أهم عناصر خطر الإصابة باضطرابات التنفس أثناء النوم، حيث يصاب ما يقرب من 60 في المائة من الرجال أصحاب الوزن المفرط، بانقطاع التنفس أثناء النوم بدرجات متفاوتة، فالوزن الزائد عادة ما يؤدي إلى تراكم الشحوم حول الرقبة، مما يؤدي إلى ضيق مجرى الهواء العلوي، وترهل أنسجة وعضلات البلعوم، ومنه إعاقة التنفس أثناء النوم، وتزيد نسبة الإصابة بخمول الغدة الدرقية، وقلة إفرازها لهرمون الثايروكسين عند النساء أكثر من الرجال، مما يؤدي عادة إلى زيادة الوزن وكسل عضلات البلعوم، وهذا من ضمن الأسباب التي يجب التنبه إليها وعلاجها قبل التحكم في أعراض اضطرابات التنفس أثناء النوم لديهن.

يضيف المختص أنه يمكن أن يظهر مرض انقطاع التنفس في صورة أعراض لا تدل على المرض، وتشمل زيادة الشعور بالنعاس أو الإرهاق خلال النهار وتعكر المزاج وحتى الاكتئاب والقصور الجنسي، بينما يؤثر التنفس أثناء النوم سلبا على وظائف الأعضاء، بما في ذلك القلب والأوعية الدموية، لذلك دعا البروفسور الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض من أجل التقدم إلى مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى «أول نوفمبر» للخضوع لاختبار النوم بالمصلحة المختصة، من خلال رصد ما ينتاب المريض من اضطرابات في التنفس، حيث يتم تسجيل رسم نشاط الدماغ، ورصد الشخير وملاحظة حركة التنفس ومتابعة تدفق الهواء وانقطاعه المتكرر، بواسطة مجسات توضع قريبا من الأنف، مع تسجيل نسبة الأكسجين في الدم عن طريق النبض طوال ساعات النوم.

في هذا السياق، أكد البروفسور للو، أن فحص النوم إجراء غير مؤلم على الإطلاق، بل يطلب من المريض النوم بصورة عادية قدر الإمكان، ويقوم استشاري اضطرابات النوم بعد الفحص، بمراجعة الإشارات بعد تحليلها، ومنه إعطاء التشخيص النهائي ووصف العلاج المناسب، حيث يعتبر أن انقطاع التنفس أثناء النوم مرض عضوي، يمكن علاجه وتجنب مضاعفاته الصحية والاجتماعية بشكل فعال، ويختلف العلاج بطرقه الطبية والجراحية باختلاف شدة المرض، وحسب عمر المريض ووزنه أو إصابته بأمراض مزمنة أخرى.

يساعد إنقاص الوزن الزائد والامتناع عن التدخين وانتظام مواعيد النوم والاستيقاظ، على تحسّن حالة المريض، إلا أنه في أغلب الحالات، يتم اللجوء إلى معالجة المريض على المدى الطويل بواسطة جهاز دفع الهواء، الذي يدفع الهواء المضغوط بدرجات متفاوتة خلال مجرى التنفس، بواسطة كمامة توضع على الأنف أو الأنف والفم معا، مما يعمل على إبقاء مجرى الهواء مفتوحا وتأمين استقرار وظيفة التنفس أثناء النوم، ومنه الشعور بالراحة عند الاستيقاظ وخلال ساعات النهار.

كما كشف البروفسور صالح للو خلال هذه الفعالية العلمية، أن حوالي 80٪ من سكان ولاية وهران يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي الحادة، خاصة الربو والحساسية الناجمة عن تلوث الهواء في العديد من مناطق الولاية، لاسيما ببلديتي أرزيو وقديل المعروفتين بالمناطق الصناعية البتروكيماوية، وفي وسط وهران، حيث حركة مرور المركبات كثيفة جدا.