تطلقها جمعية رعاية الشباب خلال الامتحانات
حافلات أخصائيّين نفسانيين للتكفل بالطلبة

- 683

تستعد جمعية رعاية الشباب هذه الأيام لإطلاق أوّل مبادرة خاصة بدعم طلبة البكالوريا، وتتمثل في تجهيز حافلات "بسيكوباص" بما يفوق 50 أخصائيا نفسيا، مهمتهم التنقل طيلة أيام الامتحانات عبر مختلف المراكز، للتكفل بالطلبة الذين يصابون ببعض الاضطرابات النفسية نتيجة القلق أو الخوف أو الصدمة، التي قد تصيبهم جراء صعوبة الأسئلة أو عدم القدرة على التركيز، الذي عادة ما يصيب البعض ويتسبب في إرباكهم وعزوف بعضهم عن المواصلة.
حسب عبد الكريم عبيدات رئيس جمعية رعاية الشباب، فإن هذه المبادرة جاءت بعد الوقوف على عزوف بعض الطلبة بعد الخروج من قاعات الامتحان، عن مواصلة ما تبقّى لهم بسبب الصدمة التي تصيبهم من الامتحان الأول، حيث يصابون بالفشل، ويحكمون على أنفسهم بعدم النجاح حتى وإن كان ما أصابهم مجرّد تخيلات، موضحا في السياق، أن مثل هذه الحالات التي قد تحدث تتطلب تدخّل الأخصائيين للتكفل بها. ويقول: "انطلاقا من هذا فكّرنا في دعم مراكز الامتحان بعدد من الأخصائيين النفسانيين، مهمتهم احتضان الطلبة المضطربين، ومساعدتهم على إنهاء امتحاناتهم والتخلص من السلبية التي قد تحيط بهم، وتجعلهم يصوّرون لأنفسهم بعض التصورات غير الخاطئة".
وأوضح محدثنا أن التكفل النفسي من أهم الأمور التي ينبغي المراهنة عليها؛ لتمكين طالب البكالوريا من التركيز وتقديم إجابات صحيحة، وبالتالي يحاولون كجمعية، دعمهم في أول تجربة لها، حيث يُنتظر أن تكون العملية على مستوى مراكز الامتحان الموجودة في العاصمة؛ يقول: "وإذا لمسنا نتائج إيجابية نتطلع لتعميمها عبر كامل ربوع الوطن".
وعن المجهودات المبذولة من طرف جمعية رعاية الشباب للتكفّل بالتحضير النفسي للطلبة لاجتياز امتحاناتهم المصيرية، أعرب محدثنا عن استيائه للقرار الصادر عن مدير الديوان، القاضي بحرمان الجمعية من الفضاء الذي كان مخصصا لاستقبال الطلبة للاستفادة من جلسات التكفل النفسي على مستوى منتزه الصابلات، حيث تمّ تحويل الفضاء إلى مقهى، وبالنتيجة حرمان أزيد من خمسة آلاف طالب من حصص الدعم النفسي بهذا الفضاء الذي يتوفر على كل شروط الدعم؛ يقول: "يكفي فقط القول إنّه يقع على شاطئ البحر، الذي كان يمنحهم شعورا بالارتياح والسكينة"، مشيرا إلى أن الجمعية سعت جاهدة للمطالبة باستعادة الفضاء؛ من خلال طرق أبواب الجهات المعنية، غير أن المجهودات لم تثمر، الأمر الذي أثر، حسبه، على نشاط الجمعية، الذي يهدف إلى تهيئة الطلبة، وتمكينهم من بعض الأساليب العلاجية التي تساعدهم على الحد من معدل القلق والتوتر والخوف".
حرمان جمعية رعاية الشباب من فضاء الصابلات تحوّل إلى انشغال، يناشد فيه رئيس الجمعية الجهات المعنية ممثلة في والي الجزائر، التدخل للنظر فيه. وفي انتظار الفصل بادرت الجمعية حسب رئيسها، باقتراح بعض البدائل أمام الطلب الكبير على الجمعية للتكفل النفسي بالمقبلين على اجتياز امتحاني شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا، تتمثل في تنقّل أعضاء الجمعية من أخصائيين نفسانيين بصورة تلقائية، أو بناء على طلب القائمين على الشأن التعليمي إلى مختلف المؤسسات التربوية للإشراف على عمليات التحضير النفسي، إلى جانب برمجة عدد من الحصص التلفزيونية لتمكين أكبر عدد من الطلبة من الاستفادة، فضلا عن توزيع أزيد من 20 ألف قرص يحوي جملة من الإرشادات والتوجيهات المرتبطة بالاستعداد النفسي لاجتياز هذه الامتحانات النهائية".
ولم تستثن الجمعية الأولياء من عملية المرافقة النفسية بالنظر إلى تأثيرهم الكبير على أبنائهم؛ حيث تم إخضاعهم، حسب محدثنا، لبعض الحصص التي ترشدهم إلى الطرق الصحيحة في التعامل معهم لتجنب الضغط عليهم، وحثهم أيضا على تجنب مقارنتهم بغيرهم، لأنّ لكل طالب قدراته وإمكانياته. وفي المقابل أشار إلى ضرورة دعمهم باقتناء ملابس جديدة مفعمة بالحياة، وتذكيرهم بتحضير كل الوثائق المطلوبة، والحرص على الوقت، والوثوق في أنفسهم وفي ما اكتسبوه من معلومات طيلة فترة المراجعة لتجنب الوقوع في فخ الانسداد، ولعب دور المرافق النفسي لهم؛ باحتضانهم بعد الامتحانات والترفيه عنهم والتأكيد على فكرة أنّ النجاح مهم، وأن الفشل لا يعني نهاية العالم.