أمين نقيب طبيب أسنان لـ"المساء":
حاجة الجسم للكالسيوم ترتفع بالتقدم في السن وليس العكس

- 541

يعتقد الكثيرون أن حاجة الجسم للكالسيوم تنقص مع التقدم في العمر، لكن الحقيقة عكس ذلك، وهذا ما أثبته لـ«المساء" طبيب الأسنان أمين نقيب، الذي أكد أنه كلما تقدم الشخص في السن كلما كانت متطلبات الجسم أكبر، ولا يرتبط الكالسيوم بمفهوم النمو فقط. مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يعانون نقصا في الكالسيوم معرضون لبعض الأمراض دون غيرهم، على غرار هشاشة العظام وتسوس الأسنان وحساسيتها.
أشار المتحدث إلى أن الكالسيوم يلعب دورا كبيرا في ثبات العظام وصحة الأسنان، لذا توصي الهيئات العالمية للصحة بتناول ما يزيد عن 1500 ملغ من الكالسيوم يوميا، وهو المعدل النسبي الذي يمكن أن يتغير من شخص لآخر، حسب الجنس والسن، فضلا على البيئة التي يعيش فيها الفرد. مضيفا أن حاجة أجسامنا للمعادن والفيتامينات هي التي تحدد الصحة الجيدة، ونقصها في أجسامنا يعني أننا نعاني خللا ومشكلا.
يواصل الأخصائي قائلا "المعادن والفيتامينات باختلاف أنواعها، مصدرها الأغذية التي نتناولها بشكل يومي أو موسمي، كالخضر والفواكه والحليب ومشتقاته، وهي مواد مكملة لبعضها البعض، فلا يمكن مثلا التركيز على معدن أو فيتامين دون آخر".
أشار الطبيب إلى أن بعض الأشخاص ومع تقدمهم في السن، يتخلون عن الكثير من العادات الصحية، ويتبنون كبديل لها عادات سيئة ومضرة بالصحة، على غرار وقف استهلاك الحليب واستبداله بالقهوة أو الشاي، ورغم فائدة هاتين المادتين، إلا أن الحليب يبقى له دور أساسي في الحفاظ على صحة العظام والأسنان، التي تعد هي الأخرى جسما صلبا مثله مثل العظام.
أوضح الأخصائي أن حاجة المرأة للكالسيوم أكثر من حاجة الرجل إليه، لأنها تحمل وتنجب، الأمر الذي يستدعي أن يكون جسمها مشبعا بمادة الكالسيوم التي تسمح لها بتقوية عظامها، فبعد الحمل والإنجاب يضعف جسمها، وعليه يسجل مرض هشاشة العظام بشكل أكبر لدى النساء عند تقدمهن في السن، بدل الرجال الذين قليلا ما يعانون منه.
قال المتحدث، إن الطريقة الصحيحة في تعبئة حصة الكالسيوم التي يحتاج إليها الجسم، لابد أن تتم بالاستهلاك المباشر لمادة الحليب، ثم تعزيزها بمشتقاته الأخرى كالأجبان والزبدة والياغورت، لأن هذه المواد عادة تكون معدلة ويقوم مصنعوها بتحويلها، بإضافة مواد أخرى قد تقلل من منافعها، لذا من الأحسن أن يستهلك الحليب على طبيعته مبسترا وغير منزوع الدهون من تارة لأخرى، فضلا عن استهلاك بعض الفواكه الأخرى التي لا تقل أهمية عن الحليب.
شدد نفس الأخصائي على ضرورة التخلي عن عادة تناول الحليب المضافة إليه القهوة، والتي اعتادت عليها الأسر الجزائرية، لأنها تتسبب في عسر الهضم ومشاكل أخرى، حيث تتحول إلى مادة يصعب هضمها وتتطلب وقتا طويلا لذلك، ويفضل استهلاك كل مادة على حدة للاستمتاع بالفائدة التي يمنحها كل مشروب.
في الأخير، ذكر المتحدث أن حصة الكالسيوم ترتفع بالتقدم في السن، فالرضيع بحاجة إلى 200 ملغ إلى غاية بلوغه الشهر السادس، وعندما يبلغ سنة من عمره يحتاج إلى 280 ملغ، أما بالنسبة للمراهقين فأجسامهم بحاجة إلى ما يتراوح بين 1200 و1500 ملغ يوميا، وتزداد هذه الكمية إذا استدعى الأمر ذلك، حسب الجنس والحالة الصحية.