لوقف نزيف الأرواح في موسم العطل والسفر
" جيل الغد" تطلق حملة تحسيس وتوعية

- 180

أطلقت الجمعية الشبابية "جيل الغد"، ببلدية الأبيار، مؤخرا، حملة توعوية تحسيسية للحد من الحوادث المرورية، تزامنا مع العطلة الصيفية، وبداية موسم التجوال والسفر بين الولايات ونحو الشواطئ والمدن الساحلية، للاستمتاع بأجواء عائلية وكسر الروتين اليومي، إلا أن تلك الراحة والمتعة قد تتحول في ظرف زمني قصير، إلى فاجعة، بسبب حادث مروري مروع، قد يؤدي في حالات كثيرة إلى هلاك عائلات كاملة.
بينما تزداد حركة تنقل العائلات بين الولايات، أطلقت الجمعية الوطنية حملة تحسيس وتوعية، لحث المواطنين، خاصة الشباب، على أخذ الحيطة والحذر أثناء استعمال الطرقات، داعية إلى ضرورة البحث عن السلامة المرورية، مثلما يتم البحث عن الاستجمام والراحة، وبشعار "صيف بدون حوادث مرور"، شدد القائمون على الحملة، على ضرورة تبني الوعي الكافي عند السياقة وعدم التهور أو الإفراط في السرعة.
في هذا الصدد، قال المكلف بالاتصال لدى الجمعية، عماد قرمودي، إن التوعية والتحسيس خلال هذا الموسم من السنة، بالغ الأهمية، من أجل الحد من الوفيات، بسبب حوادث الطرقات، واقترح إطلاق حملة وطنية بنقاط توعوية في مخارج ومداخل الولايات، لاسيما التي تشهد حركة مرورية كبيرة، ويتم خلال ذلك، توضيح بعض الإرشادات، للوقاية من الأخطار المرورية، وتحسيس السائقين بأهمية احترام قواعد السلامة المرورية عبر الطرقات، كاحترام حدود السرعة، ربط أحزمة الأمان، الحذر من الإرهاق والتوقف عند الشعور بالتعب أو النعاس، خاصة لمسافات طويلة.
وأكد قرمودي، أن الجزائر شهدت في السنوات الماضية، تصاعدا في حوادث المرور خلال العطل الصيفية، حيث تزايدت الحوادث بنسبة تصل إلى 25٪، مقارنة بالأشهر الأخرى من السنة. وأرجع الخبراء الأمر إلى عدة عوامل، أبرزها السرعة المفرطة، التهور في القيادة، والإرهاق الناتج عن القيادة لمسافات طويلة دون توقف، أو استعمال طرقات جديدة لأول مرة بالنسبة للسائقين الذين قد لا يعرفون خصوصيات تلك الطرقات.
حسب الأرقام التي كشفت عنها المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرق، يقول محدث "المساء"، سجلت عطلة الصيف الماضية أكثر من 3500 حادث مرور، تسببت في وفاة ما يزيد عن 1200 شخص، أغلبهم من الشباب والأطفال، مع إصابة الآلاف بجروح خطيرة. وترجع معظم تلك الحوادث، حسب التقارير، إلى السرعة المفرطة، استعمال الهاتف أثناء القيادة، والتجاوزات الخطيرة أو النوم أثناء السياقة أو ما يعرف بالغفوة.
وأكد المتحدث، أن نشر فرق متنقلة للتوعية عبر مداخل ومخارج الولايات الساحلية، خلال فصل الصيف، هي استراتيجية فعالة لحوار الشباب وتوعيتهم، خصوصا وأنها أكثر الولايات نشاطا خلال موسم الصيف وفصل الاستجمام والنزول إلى الشواطئ. وأوضح أن الحملة التوعوية لابد أن لا تقتصر فقط على توزيع المنشورات وتوجيه الإرشادات، بل يجدر أن تتضمن الحملة أنشطة تفاعلية، من خلال المحاضرات وورش العمل التي يتم تنظيمها في المدارس والجامعات وداخل المجمعات التجارية، فضلا عن وضع استراتيجيات جديدة لتسليط الضوء على مسؤولية السائقين في حماية حياتهم وحياة الآخرين.
للإشارة، أبدى العديد من السائقين تفاعلهم مع الحملة، وأكدوا على ضرورة تقليل السرعة في الطرقات السريعة، حيث شهدت أجنحة الحملة توافدا كبيرا من الشباب، للتعرف أكثر على الإرشادات التي قدمها أصحاب الحملة.