تلبية لطلب مربي الأغنام ودخل يسترزق منه المحتاجون

جمع الخبز اليابس.. مهنة تحفظ "نعمة ربي"

جمع الخبز اليابس.. مهنة تحفظ "نعمة ربي"
  • 1082
رشيدة بلال رشيدة بلال

تحول جمع الخبز الذي يتم رميه، إلى مهنة يتسابق إليها عدد من أرباب الأسر والشباب أيام العطل الأسبوعية، بغية بيعه لمربي الأغنام بالأحواش وأصحاب المستثمرات الفلاحية في البليدة، وهي المهنة التي لقيت ترحيبا كبيرا من سكان الأحياء، وحملت العائلات على التوقف عن رميه مع القمامة، وجمعه والاحتفاظ به في المنازل إلى موعد إخراجه وتقديمه لجامعي الخبز. "المساء" تقربت من أحد جامعي "نعمة ربي"، للحديث عن سبب اختياره هذه المهنة، وما يكسبه من ورائها. امتهن عمي "عابد. ه" الخمسيني، ابن مدينة العفرون بالبليدة، جمع الخبز الذي يتم رميه في المزابل، لما يزد عن العشر سنوات، بعدما لمس حاجة مربي الأغنام إلى هذه المادة، لإطعام أغنامهم، بسبب غلاء الأعلاف، وحسبه، فإن السبب الذي دفعه إلى امتهان هذا العمل، توفر مادة الخبز الذي يتم رميه بكميات كبيرة، الأمر الذي مكنه من الحصول على دخل محترم، ساعده على دعم أجره، ومكنه من سد العجز الحاصل في ميزانيته، أمام الغلاء الذي تعرفه مختلف السلع الاستهلاكية.

حول طريقة جمع الخبز، أوضح المتحدث بأنه اختار العمل أيام الجمعة فقط، بحكم أنه طيلة الأسبوع مرتبط بعمل آخر، حيث يتجول في بعض الأحياء بعربته التي يجرها ليضع فيها الخبز، مشيرا إلى أن سكان الأحياء تعودوا عليه، بعدما كانوا يرمون خبزهم مع القمامة، إذ أصبح يجمع ويخرج في اليوم الذي يعمل فيه، حيث يجد الخبز مجموعا في أكياس، في انتظار موعد مروره، وفي بعض الأحيان، يطلب من الأطفال بالأحياء إعلام أوليائهم بحاجته للخبز، إن توفر لديهم، مشيرا إلى أن خبرته التي تزيد عن العشر سنوات في مجال جمع الخبز، جعلته يقف على التبذير الكبير لكميات الخبز المستهلكة قائلا: "المؤسف وجود بعض الخبز في حالة متقدمة من التعفن مرمي مع القمامة"، وحسبه، فإن كميات الخبز التي يتم جمعها، يزداد معدلها إلى أضعاف مضاعفة في شهر رمضان، إذ يتم رمي كميات كبيرة من الخبز المحضر في المنازل".

من جهة أخرى، أوضح المتحدث أنه على مستوى مدينة البليدة، يمتهن عدد كبير من أرباب الأسر هذه المهنة، بالنظر إلى مردودها العالي والطلب الكبير عليها من مربي الأغنام، حيث يتنقلون بالشاحنات الصغيرة في الأحياء لجمع أكبر كمية من الخبز المرمي، ويقول محدثنا في هذا السياق "بحكم أنني أستعين بعربة يدوية، فلا يمكنني التنقل كثيرا، وأكتفي بما أجمعه، وقد يزيد عن 25 كيسا من الخبز أيام الجمعة فقط، بعدما كنت أجمع أكثر من 50 كيسا، آخذها إلى منزلي وأشرف على فرزها والتخلص من الخبز المتعفن، وأجهزه لمربي الأغنام الذي يأتي لأخذه"، موضحا أنه يتقاضى عن كميات الخبز التي يجمعها، ما يزيد عن 3000 دج، والمبلغ مرشح للارتفاع، حسب الكمية التي يتم جمعها، غير أن تقدمه في العمر والتعب الذي يطاله من العمل طيلة الأسبوع، جعله غير قادر على العمل خلال الأسبوع، ولعدم امتلاكه وسيلة نقل أيضا، رغم أن الطلب كبير عليه من مربي الأغنام، لتزويدهم بالخبز المرمي، مشيرا في السياق، إلى أن البعض من الذين يعملون خلال أيام الأسبوع، في جمع الخبز، يصلون إلى تحصيل أكثر من مليون سنتيم. وبالمناسبة، يختم المتحدث حديثه بالقول "جمع الخبز مهنة حلال، تحفظ نعمة تم رميها".