ترفع عنهم الغبن والتهميش
جمعية قصار القامة تطالب بالتفاتة
- 659
جددت الجمعية الوطنية لقصار القامة، بمناسبة اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة الموافق لـ 14 مارس من كل سنة، عددا من مطالبها الخاصة، التي يهدف تفعيلها إلى ضمان حياة أفضل لهذه الفئة، وتسهيل حياتهم، لا سيما في ظل الصعاب التي يواجهونها يوميا، وتعكر صفوهم، وأهمها إدماج هذه الفئة في المجتمع، خاصة في الحياة العملية؛ من خلال تشجيع توظيفها، وعدم تهميشها، خاصة أنها تتمتع بنفس القدرات التي يتمتع بها الشخص العادي، وفق ما أشار إليه فاتح رمضاني، عضو الجمعية المكلف بالاتصال لدى فرع العاصمة في حديثه إلـى "المساء".
أبدى محدثنا أهمية الالتفات إلى هذه الفئة من المجتمع، خصوصا أنه لا يتم الحديث عنها كثيرا رغم كل الصعوبات التي تعيشها، خصوصا التهميش، مشيرا إلى أن كثيرا من المؤسسات والشركات لاتزال ترفض تماما توظيف قصار القامة رغم تفوّق البعض منهم، على حد تعبيره. وأضاف أن العالم بات يولي أهمية أكثر للمظاهر؛ ما يجعله عالما سطحيا لا يهتم، بتاتا، بالإمكانات البشرية، بل يعطي الأولوية للصورة فقط.
كما دعا رمضاني إلى تغيير نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة، على أنهم مجرد "أقزام" ولا نفع لهم، مشيرا إلى أن التكفل بهذه الفئة ضروري من أجل إدماجها في المجتمع، وكسر تلك الصورة النمطية المرتبطة بها على أنهم أشخاص مرحون ولا يصلحون إلا للفكاهة والسخرية منهم. وأضاف المتحدث أن قصار القامة أشخاص طبيعيون جدا في تفكيرهم، إلا أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا بد من توفير وظائف لهم حتى يتمتعوا بحياة كريمة، ويُرفع الغبن عنهم، مشيرا إلى أن كثيرا من المشاكل يتخبط فيها قصيرو القامة يوميا، وأهمها عدم توفر ملابس تناسبهم، وعليه دعا إلى تشجيع خلق ورشات خاصة بحياكة ملابس خاصة بهم، مشيرا إلى أن ملابس الصغار لا تليق بهم نظرا لمورفولوجية أجسامهم، ولا ملابس الكبار التي تكون أكبر بكثير من مقاسهم.
كما أكد المتحدث أن تلك الفئة كغيرها من المعاقين، لا تستفيد من أيّ تسهيلات خاصة، سواء المتعلقة ببرامج السكن، أو حتى تهيئة الطرقات لتسهيل تنقلاتهم أو تأدية مهامهم اليومية؛ ما يدفع بهم إلى التخبط في مشاكل مختلفة.وفي الأخير، جدد رمضاني مطلب الجمعية المتعلق بإعادة إحصاء هذه الفئة في المجتمع، لمعرفة عددهم الحقيقي، والتكفل بهم، ودعوتهم إلى الانضمام للجمعية من أجل تضافر الجهود، والبحث عن سبل ترفع عنهم الغبن والتهميش. وأشار إلى أن الإحصاء أمر ضروري، سيساعد على التكفل الأمثل بهم.
وفي الأخير قال محدّثنا: "إن قصار القامة أو كما يُعرف عند المختصين بـ "متلازمة لارون"، مرض وراثي، ناتج عن خلل في مستقبلات هرمون النمو، ونقص هرمون آخر يفرزه الكبد يسمى بالمعامل الشبيه بالأنسولين المحفّز للنمو، خصوصا الخلايا العظمية. ومن أهم التعقيدات الصحية التي يصابون بها مع التقدم في السن، مشاكل عظمية، وتصلّب المفاصل، وهشاشة العظام، لتُحدث، حينها، عجزا عند المصاب مع مرور الزمن".