في إطار مكافحة التنمر في الوسط المدرسي
جمعية "شباب واع" لتلمسان تشن حملة تحسيسية ضد كل أشكال "العنصرية"
- القراءات: 641
أطلقت جمعية "شباب واعي"، لولاية تلمسان، حملة تحسيسية توعوية لفائدة الأولياء والتلاميذ، لمكافحة ظاهرة "التنمر" وسط الأطفال، مؤخرا، مع اقتراب الدخول المدرسي، حيث شدد القائمون على التظاهرة، على أن هذه السلوكيات تنمي صفة "العنصرية" لدى الطفل، ويعد من الضروري التوضيح له المفاهيم الصحيحة للتعايش وسط المجتمع دون التفرقة، أو استغلال طبيعة الشخص أو ضعفه أو عيب لديه، للتنمر عليه أو الإساءة له بأي شكل من الأشكال.
حذر المشاركون في التظاهرة من هذا النوع من السلوكيات التي تنتشر وسط الأطفال، بشكل ملفت للانتباه، خاصة أن البعض من تلك السلوكيات يحملونها من عند الأولياء وكبار السن الذين حولهم، إذ أن التنمر يأخذ مع الوقت، أبعادا خطيرة، تصل إلى حد "العنصرية"، التي تعد من أبشع الظواهر التي يمكن التماسها في مجتمع معين، خصوصا أن ديننا الإسلامي ينكرها ويستنكرها تماما ، ويحذر من انتشارها بين المسلمين.
في هذا الصدد، أكد عبد الله جعفري، المكلف بالاتصال لدى الجمعية، أن محاورة الطفل الصغير قبل الدخول المدرسي، أمر ضروري، لتلقينها دروسا في الآداب والسلوكيات الحميدة، وكيف للشخص أن يتعامل مع من حوله، للتعايش وبناء مجتمع متزن ويعمه الاحترام المتبادل.
قال المتحدث، إن الطفل يكتسب الصفات السيئة من الخارج، فهي غير متواجدة داخله بالفطرة، وعليه تعد العنصرية والتفرقة بين أفراد المجتمع من بين تلك الصفات التي قد يحملها مع الوقت، لاسيما إذا لم يجد موجها له يرشده نحو المعاملات السليمة والصحيحة بين افراد المجتمع، مضيفا أن الشرح للطفل بأن الطويل والقصير، السمين والنحيف والأسود والأبيض من خلق الله، وليس مزحة، وليس للإنسان أي حق إهانة أو إساءة لأي شخص بأي حق، ولأي دافع كان.
كما شدد المتحدث، على أن التنمر اليوم، بات يطال الكثير من الحالات الاجتماعية، إلى درجة أن البعض يتنمر حتى على الفقر، وعلى خلق الله، أو إعاقة، فمن المهم الشرح للطفل بأن كل ما خلقه الله جميل، وأنه لا حرج في ارتداء الأحذية والحقائب المترهلة، من خلال الشرح لهم بأن حقيبة الظهر القديمة تحمل نفس أحلام حقيبة الظهر الجديدة، على حد تعبيره.
أكد عبد الله جعفري، أن التنمر في الكثير من الأحيان، يبلغ مراحل متقدمة منه، ليتعد اللفظ ويتحول إلى العنف الجسدي، يطيل الضحية، ليحول حياته إلى جحيم، في الكثير من الأحيان تتكون لدى هؤلاء الضحايا رهبة الخروج من البيت أو الذهاب إلى المدرسة.
وفي الأخير، شدد المتحدث على أن محاربة هذه الظاهرة تبدأ من البيت، بتعليم الطفل الأسلوب الصحيح في التعامل مع المجتمع، وعدم الإساءة للغير، بل العكس، تعليمه الاحترام المتبادل وتقبل اختلاف الغير وتقديره.