جاءت لسد فراغ في مجال التكوين المتخصص
جمعية "الممرضون" لمُعالجي السرطان تطالب بصفة المشرف

- 545

قال سيد علي منصري، رئيس جمعية "الممرضون" لمعالجي السرطان، إن هذه الأخيرة تعمل على دعم تكوين شبه الطبي في مجال التعامل الصحيح مع مرضى السرطان. وقال إن هذه الفئة من المرضى لها خصوصية عالية تستوجب معرفة مسبقة من طرف الممرضين المعالجين للتعامل الصحيح معها، لاسيما الجرعات الصحيحة للأدوية الكيماوية تبعا لكل نوع من أنواع السرطان المُستوجب لعلاج خاص، وحسب استجابة كل مريض له.
بالرغم من أن جمعية الممرضين لمعالجي السرطان قد أنشئت قبيل سنتين فقط، إلا أن أهدافها تبدو واقعية إلى حد كبير، حيث قال رئيسها في مقابلة مع "المساء"، إن تأسيس الجمعية جاء بهدف سد فراغ كبير في مجال تكوين الممرضين معالجي السرطان. وأضاف أن مرضى السرطان ذوُو خصوصية كبيرة في تلقّي العلاج؛ مما يستوجب على معالجيهم من شبه الطبي، العلم المسبق بكل صغيرة وكبيرة في مجال معالجتهم، خاصة في جلسات العلاج الكيماوي.
في السياق أوضح المتحدث أن علاج السرطان يتطور باستمرار، ومن ذلك الأدوية، مؤكدا أن الجزائر توفر آخر العلاجات لمرضى السرطان، "وعليه فإنه من الضروري على الممرضين المعالجين لمرضى السرطان، أن يكونوا على اطلاع بآخر التطورات في مجال الأدوية والجرعات والطريقة الصحيحة في تحضيرها حسب كل حالة مرضية".
ولعل الاطلاع على مستجدات التكنولوجيا المتطورة واحد من أهداف هذه الجمعية إلى جانب التكوين المتواصل للممرضين، علما أن الحاجة إلى هذا النوع من التكوين تفرض نفسها بإلحاح، ليس فقط بسبب تزايد عدد المصابين بالسرطان سنويا، وإنما كذلك باقتراب فتح كل مراكز معالجة السرطان التي تضمنّها المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015-2019، مما سيرفع الضغط على مركز بيار وماري كوري بالعاصمة، الذي يُعتبر المركز المرجعي والمحوري الذي يستقبل مرضى من كل الوطن؛ وهذا يخلق ضغطا في العلاج وعلى المعالجين على السواء.
في السياق، فإن ذات الجمعية تسعى إلى إنشاء فروع لها بمراكز مكافحة السرطان المنتظرة في مختلف جهات الوطن؛ "نحن الآن في حدود 30 عضوا بالجمعية، نُعتبر عمداء في مجال اختصاصنا، ونعمل على تكوين ممرضين آخرين معالجين للسرطان لضمان تكفل أحسن بالمرضى المتزايدين طالبي العلاج بمختلف تلك المراكز. ومن أجل ذلك نقترح على الوصاية إعطاءنا صفة المُكوّن المشرف على تكوين دفعات من شبه الطبي في هذا الاختصاص الحساس. ونحن مستعدون للعمل وفق أي سياسة أو طريقة تراها الوصاية مناسبة لذلك"، يضيف سيد علي منصري، موضحا أن إحصائيات الجمعية تشير إلى وجود ممرض معالج واحد لكل سبعة مرضى سرطان، وهو المعدل الذي يراه كبيرا نوعا ما بالنظر إلى أن علاج مرضى السرطان يتطلب صبرا كبيرا ووقتا أكبر لتحضير الجرعات الصحيحة للأدوية الكيماوية.
ويتعرض هؤلاء المعالجون لبعض المخاطر المهنية، ومن بينها الحساسية الجلدية من بعض المركبّات الكيماوية، إلى جانب حالات ضيق التنفس وغيرها من الحالات، التي يؤكد بشأنها المتحدث أنها تشكل خطرا صحيا على المُعالجين، في ظل غياب برنامج وطني لطب العمل خاص بهذه الفئة من المهنيّين في الصحة.
وجمعية الممرضين لمعالجي السرطان هي جمعية مهنية ذات طابع علمي، تضم حوالي 30 عضوا، كلهم يعملون في معالجة السرطان بمركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان بالعاصمة. وقد اكتسبوا خبرة في المجال على مر عقود من الممارسة المهنية، مما يؤهّلهم، حسب المتحدث، للإشراف على تكوين شبه طبيين في المجال.
نشير إلى أن الجمعية ذات طابع جهوي، يسعى القائمون عليها إلى خلق فروع لها تضم إليها ممرضين آخرين من نفس السلك بالوطن، لاسيما أن المراكز الوطنية الأخرى لمكافحة السرطان على وشك فتح أبوابها.
جدير بالذكر أن جمعية الممرضين لمعالجي السرطان الكائنة بمصلحة الكيمياء العلاجية بمركز بيار وماري كوري، أصدرت دليل المريض الموجه للمرضى المصابين بالسرطان وذويهم، للإجابة على الأسئلة التي يطرحونها، والمتعلقة بطرق العلاج الكيميائي.