الكراكو العاصمي..

جمال وأناقة توارثته الأجيال

جمال وأناقة  توارثته الأجيال
  • 115
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يُعد "الكراكو" العاصمي من أبرز الأزياء التقليدية في الجزائر، استطاع أن يتعدى كونه لباسا تقليديا، إلى تحفة فنية تحمل في طياتها عبق التاريخ، ورمزا للأصالة والهوية، وواجهة فنية تعبر عن ذوق المرأة العاصمية وأصالتها. فبخيوط الذهب التي تنسج على قماشه المخملي، تحكي كل غرزة حكاية عن التاريخ والهوية وجمال إبداع الحرائر في ترجمة الجمال.

أوضحت مصممة الأزياء، سامية لعواد، في تصريح لـ"المساء"، حيال هذا الزي العريق، أنه ظهر منذ العهد العثماني، حيث تأثر الجزائريون بأناقة ذلك العصر، لكن المرأة العاصمية أضافت لمستها الخاصة عليه، فحولته إلى لباس محلي يحمل بصمة جزائرية خالصة. علما أنه كان في البداية حكرًا على الطبقات الراقية، ثم سرعان ما انتشر ليصبح الزي الرسمي في حفلات الزفاف والمناسبات الكبرى، ولبسته النساء في مختلف المناسبات والأفراح.

وفيما يخص تفاصيله الجميلة قالت: "يتكون الكراكو من سترة مخملية بألوان مختلفة، حسب ذوق المرأة، وغالبا ما يكون الأسود سيد الألوان، فالمصممين أدخلوا عليه ألوانًا أخرى، كالقرمزي، الأزرق الملكي، والأخضر، مما أضفى عليه لمسة عصرية دون أن يفقد أصالته. وغالبا ما تكون السترة مطرزة بخيوط ذهبية تعرف بـ"الفتلة"، يرافقها عادة، سروال تقليدي واسع من الساتان أو الحرير". 

يعتبر "الكراكو" فخر كل فتاة، فالمقبلة على الزواج يمكن أن تتخلى على بعض الأزياء التي باتت تشكل عبئا ماديا، بسبب الغلاء، أو حتى لا تطيل الفتاة جلسة التصديرة، إلا أن "الكراكو" لا يمكن لأي عروس عاصمية أن تستغني عن ارتدائه في ليلة العمر، فهو بالنسبة لها إرث ثقافي يربطها بجذورها ويعكس هويتها، يظهر جمالها ويعكس أصالتها ، كما أصبح حاضراً في عروض الأزياء العالمية، إذ يسعى المصممون الجزائريون إلى إبرازه كرمز للأناقة الشرقية الأصيلة.