صنع عربة لدعم الفلاحين والتجار

جمال الدين عيساني.. نموج لجزائري مبتكر

جمال الدين عيساني.. نموج لجزائري مبتكر
  • 683
رشيدة بلال رشيدة بلال

يقدم المجتمع الجزائري في كل مرة، نماذج ناجحة في مجال الاختراع والابتكار، رغبة منهم في تأسيس مؤسسات مصغرة، ودخول السوق بمنتجات شعارها "صنع في الجزائر وبأياد جزائرية"، والعينة هذه المرة من ولاية البليدة، وتحديدا من بلدية وادي العلايق، أين تمكن جمال الدين عيساني، مسير مؤسسة "المتاجر المتحركة والثابتة"، من تلبية احتياج السوق الجزائري بنوع من العربات يكثر عليها الطلب في المجال التجاري، فلقي منتجه ترحيبا وإقبالا كبيرين في وقت وجيز.

البداية، حسب مسير المؤسسة، جمال الدين عيساني، كانت بدراسة حاجة السوق إلى نوع معين من العربات، ومدى الإقبال الكبير عليها من الشباب، خاصة لممارسة بعض الأنشطة التجارية المتنقلة، كبيع الخضر والفواكه أو مواد التنظيف، ومن ثمة جاءت الفكرة للتخصص في صناعة هذا النوع من عربات الإطعام الثابتة والمتنقلة، خاصة أن كل المواد الأولية متوفرة في الجزائر، وككل مستثمر يرغب في تجريب السوق، ومدى الإقبال على هذا المنتج، كانت له مشاركة في معرض، نظم مؤخرا بقصر المعارض حول أكل الشوارع، وقد لقي المنتج استحسان الزوار، وتم تسجيل بعض الطلبات من أجل اقتناء العربات، فكانت بذلك الانطلاقة من أجل دخول السوق، وقال في هذا الصدد، صاحب المؤسسة: "كنا بذلك أول مؤسسة على مستوى الجزائر تخصصت في صناعة عربات الإطعام الصغيرة المتنقلة والثابتة".

تطلب نجاح المشروع، بعدما حاز على رضا المستهلك، من أجل تأمين الطلبات المناسبة، حسب مسير المؤسسة "الدخول في شراكة مع مؤسسة مختصة في صناعة الدراجات على مستوى ولاية البليدة، حيث تقدم هذه الأخيرة مقدمة العربة، ممثلة في الجزء الأمامي من دراجة نارية، أما الجزء الخلفي لها، تخصصت فيه المؤسسة، وبالمزاوجة بينهما تتكون لدينا عربة خاصة ببيع المواد الغذائية، بما فيها الخضر والفواكه، والتي عادة ما تلقى إقبالا كبيرا من طرف التجار الشباب الذين يرغبون في التجول في الأحياء السكنية الجديدة، وتقريب المنتج من المستهلك"، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من التفكير في ابتكار هذا النوع من العربات في المقام الأول؛ تسهيل حياة الفلاح وتمكينه من استعمال عربات صغيرة تسمح له بنقل منتجه، ودعم فكرة إيصاله من الفلاح إلى المستهلك مباشرة، ومنه التقليل من الغلاء المسجل في بعض المواد الغذائية واسعة الاستهلاك، والمساهمة في الحفاظ على القدرة الشرائية التي تعتبر من النقاط الهامة التي تحرص عليها الدولة. 

وحول أسعار هذه العربات المصنعة بأياد جزائرية، أشار المتحدث إلى أن تصنيع وتركيب هذه العربات يتم في الجزائر، وبيد عاملة جزائرية، لهذا فإن الأسعار جد معقولة، حيث تقدم العربة خدمتي النقل والبيع وأسعارها تختلف حسب نوعية الامتيازات التي تحويها العربة، حيث نجد العربة العادية يصل ثمنها إلى 48 مليون سنتيم، ويرتفع الثمن إلى 50 مليون سنتيم، إذا كانت تتوفر على بعض الامتيازات، كوجود حامل الخضر فيها وغيرها.

لافتا الى أن المؤسسة تمكنت في وقت قياسي لا يتجاوز الشهر، من بيع 15 عربة، وأن قدرتها الإنتاجية في الوقت الراهن تصل إلى تصنيع 30 عربة في الشهر، مؤكدا بقوله، بأن مؤسسته تم التأسيس لها بمجهود فردي بالاعتماد على إمكانياته الخاصة، وأن أهم انشغال اليوم يطرح من المؤسسة التي تلعب دورا كبيرا في امتصاص اليد العامل العاطلة، وتأمين مناصب شغل، أن تمنح لهم مصالح الولاية وعاء بالمنطقة الصناعية يسمح لهم بممارسة هذا النشاط، لاسيما أن ما يتم إنتاجه من عربات قادر على المساهمة في التقليص من فاتورة استيراد بعض أنواع السيارات الصغيرة، كما أن العربة في حد ذاتها، تحتوي على عدد من المميزات التي ترفع من شعبيتها، كعدم استهلاك الوقود، وهي جد عملية، ما يؤهلها لأن تجد مكانا لها في سوق المركبات الجزائري وقادرة على المنافسة.