باتت ملاذا للهاربين من الحرّ

"جبل الوحش" بقسنطينة وجهة سياحية بامتياز

"جبل الوحش" بقسنطينة وجهة سياحية بامتياز
  • 2167
 زبير. ز زبير. ز

تشهد غابة جبل الوحش بولاية قسنطينة، خلال هذه الأيام، توافدا كبيرا من العائلات القسنطينية الباحثة عن الراحة والاستجمام، والتمتّع بالمناظر الطبيعية، وعلى رأسها البحيرات، أو من قبل الشباب الباحثين عن ممارسة الرياضة في الطبيعة العذراء، خاصة أنّ الغابة باتت تضمّ مسالك ترابية مهيأة للممارسة الرياضية، وعلى رأسها رياضة الجري، وركوب الدراجات الهوائية.

تعرف غابة "جبل الوحش" بأعالي قسنطينة، إقبالا كبيرا من العائلات خاصة في الفترة المسائية؛ حيث تبدأ الوفود في الحج إلى هذه المنطقة الغابية، مع وقت العصر. وتستمر الجلسات العائلية إلى ما بعد أذان المغرب. أما يوم الجمعة فتكون انطلاقة أغلب العائلات بعد الزوال والتفرّغ من صلاة الجمعة.
ويفضّل عدد معتبر من العائلات القسنطينية، التوجّه للاستجمام في الغابة بدل رحلات البحر الذي لا يفصلها عن عاصمة الشرق، سوى ساعة من الزمن. ويبرّرون هذا الاختيار بتوفّر الهدوء والسكينة داخل الغابة، عكس الشواطئ التي تعرف حركة كبيرة، ونشاطا زائدا خلال هذه الفترة من السنة.
وزاد عدد العائلات المقبلة على غابة جبل الوحش هذه السنة مقارنة بالسنوات الفارطة؛ بسبب إغلاق حديقة المريج، التي كانت هي الأخرى، متنفّسا للعائلات القسنطينية، ومقصدا للباحثين عن خضرة الطبيعة وسط أشجار الصنوبر والدردار. كما كانت متنفّسا للأطفال بما أنّها كانت تضم عددا من الألعاب،وبحيرة تقصدها مختلف الطيور؛ حيث جدّد القسنطينيون مطلبهم بفتح هذا الفضاء الأخضر أمام العائلات.
وتجتمع العائلات القسنطينية خلال تواجدها بغابة جبل الوحش، تحت الأشجار أو حول محيط البحيرات، خاصة البحيرتين الرابعة والخامسة؛ فمنهم من يفترش التراب للجلوس، ومنهم من يجلب معه كراس وحتى طاولات في ظلّ افتقار هذا الفضاء الغابي لمثل هذه التجهيزات، عكس حديقة المريج المغلقة؛ حيث يتناولون قهوة العصر أو حتى وجبات خفيفة قبل العودة إلى المنزل لتناول وجبة العشاء.
وزاد من إقبال العائلات القسنطينية على غابة جبل الوحش، وجود حظيرة كبيرة لركن السيارات بالمجان، دون إزعاج من المتطفلين وأصحاب الحظائر العشوائية. كما كان للتواجد الأمني من خلال دوريات رجال الدرك الوطني التي تسهر على حفظ الأمن، أو حتى دوريات أعوان محافظة الغابات التي تسهر على محاربة مواقد الشواء العشوائية، دور كبير في استقطاب عدد معتبر من العائلات التي تجد ضالتها في هذه الغابة، التي تُعدّ فضاء مفتوحا للأطفال من أجل الركض، وممارسة مختلف الرياضات.
وزادت الأشجار الشامخة وبحيراتها الساحرة غابةَ "جبل الوحش"، جمالا ورونقا، ناهيك عن جولات أصحاب الأحصنة من حين إلى آخر، وهم من سكان المناطق المجاورة، الذين يشقّون طريقهم بين الأشجار والعائلات؛ حيث تكون الفرصة مواتية للأطفال الصغار للاقتراب من هذه الحيوانات الأليفة والمسح على رأسها، دون نسيان أخذ صور تذكارية معها، وكلّ ذلك بالمجان.
وطالبت العائلات التي تقصد هذا الفضاء الغابي، السلطات المحلية بتخصيص عناية أكبر بغابة جبل الوحش، مع توفير بعض المرافق الأساسية التي تفتقر إليها هذه المنطقة، وعلى رأسها توفير مراحيض عمومية، وأكشاك لبيع المشروبات والمياه المعدنية، مع المطالبة بتوفير الإنارة على طول المسلك الرئيس، وكذا تهيئة الطريق العلوي، الذي يعدّ المنفذ الوحيد نحو الطريق السيار شرق - غرب؛ حيث بات هذا الطريق في وضعية مزرية، تصعّب على قاصدي المنطقة دخول الغابة من الجهة الشمالية.
وتبقى غابة "جبل الوحش" بأعالي قسنطينة من أهمّ أماكن الراحة والاستجمام التي تقصدها العائلات على مدار السنة، خاصة أنّ هذه المحمية تضمّ العديد من الأشجار، منها المعروفة ومنها أصناف نادرة؛ فنجد أشجار صنوبر النواة، وأشجار الأرز الأطلسي "السدر" المتواجد بغابات خنشلة وباتنة فقط، وأشجار الزان من سلالة البلوطيات، وأشجار التنوب النوميدي المشهورة بجبال بابور في ناحية سطيف، وأشجار "السيكويا" العملاقة المشهورة بمنطقة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. كما تضم المحمية 5 بحيرات، منها مايزال يستقطب عددا من الطيور المهاجرة، ويصنع ديكور رائعا داخل المحمية الممتدة على مساحة تقرب من 50 هكتارا، بارتفاع حوالي 1100 متر عن سطح البحر.