للباحثين عن "البنة" في أطباق رمضان

"جاج عرب" عند الحاج حميد بالعفرون

"جاج عرب" عند الحاج حميد بالعفرون
  • 867
رشيدة بلال رشيدة بلال

 اختار عمي حميد زمولي مكانا له في السوق اليومي لبلدية العفرون، ولاية البليدة، لبيع الدجاج البري غير المذبوح، والبيض وحتى الكتاكيت، وفي حديثه مع "المساء"، فإن سبب امتهانه هذا النشاط رغم قلة عائده المادي "هو نزولا عند رغبة بعض المستهلكين من الباحثين على البنة"، لأن العبرة، حسبه، ليست في أكل لحم الدجاج، إنما في استشعار طعمها اللذيذ الذي لا يتوفر في دجاج المزارع ويأكل من خشاش الأرض.

وحول مدى الإقبال عليه، أكد عمي حميد البالغ من العمر 60 سنة "بأنه يقصد السوق في الصباح الباكر، يجر عربته التي تحتوي على عدد من الدجاج الحي، البيض وكذا الكتاكيت، حيث يقبل عليه عدد من المواطنين الباحثين عن "البنة"، ولا يقتصر الأمر على الرجال فقط، بل حتى النساء، من الذين يفضلون شراء الدجاج حيا، بعدها يقومون بذبحه وتنظيفه وتحضير بعض الأطباق الرمضانية أو تحميره على الجمر، مشيرا إلى أنه يأتي أيضا ببعض صغار الدجاج "الفلوس" الذي يشد انتباه الأطفال من الذين يلتفون حول القفص، لمشاهدتها واللعب معها، بينما يفرض البعض الآخر على أوليائهم شراء "الفلوس" بغية تربيته.

يبيع محدثنا "دجاج العرب" الحي بـ600 دج، مرجعا سبب الغلاء إلى ارتفاع سعره في الأسواق، لافتا إلى أنه يشتري الدجاج من بعض السكان الذين يعيشون في الأحواش، من الذين لا يزالون يمتهنون تربية الدجاج في مزارعهم، وعلى الرغم من أنها تجارة غير مربحة، إلا أنه يحب ممارسة هذا النوع من الأنشطة، خاصة أنه كان فيما مضى موالا يربي الأبقار والخرفان، ويختم بالقول "ليس هناك أحسن من أكل لحوم الحيوانات، التي تربى في الطبيعة، لأنها تتغذى على ما هو طبيعي، بالتالي فإن من يشتريها يضمن "البنة" ويحافظ على صحته.