المهرجان الوطني للألعاب والرياضات التقليدية

توطيد الارتباط بالموروث الشعبي الجزائري

توطيد الارتباط بالموروث الشعبي الجزائري
  • 1046
❊ م. سعيد ❊ م. سعيد

استقطبت فعاليات المهرجان الوطني للألعاب والرياضات التقليدية الخاصة برياضة العصا المطرق في طبعته الـثامنة عشرة الذي جرى على مدى يومين بالقاعة متعددة الرياضات بـ سيدي البشير (وهران )، جمهورا غفيرا من مواطني منطقة وهران والولايات المجاورة.

 

مسّ الجديد هذا المهرجان الذي أصبح تقليدا وطنيا وينتظره المحبون لرياضة العصا كل سنة بفارغ الصبر، خاصة بعدما تمت هيكلة هذه اللعبة، وأصبحت تسيرها قوانين منظمة، ولايزال الاجتهاد مستمرا من أجل ترقية مثل هذه الرياضات، التي هي من صلب الموروث الشعبي الجزائري. وتمثل هذا الجديد في تغيير مكان إقامة حيثيات المهرجان من قاعة مديوني إلى المنجزة بمنطقة سيدي البشير؛ لاتساعها وقدرتها على استيعاب الجماهير الغفيرة من المولعين برياضة العصا، وكذلك تخريج ما لا يقل عن 60 شيخا جديدا هذا العام، وهو رقم قياسي لم يسبق لهذا المهرجان أن شهد مثله في طبعاته السابقة، وهو ما أثلج صدر أحد المؤطرين الكبار الذين يطلق عليهم اسم الشيوخ، وهو الشيخ محمد بودينار المؤطر بفريق جمعية النور لبئر الجير، الذي قال: رغم تقدمي في السن أشعر بفخر كبير لتواجدي وسط الجموع الغفيرة التي قصدت قاعة سيدي البشير، وذلك يدل على أن رياضة العصا رياضة الأجداد لازالت بخير، والأجيال مازالت مرتبطة بهذا الإرث التاريخي، وهذا يحفزنا على تجاوز كل العقبات سواء أكانت مالية أو مادية أو صحية من أجل المحافظة على هذه الأمانة، التي تعب أجدادنا وآباؤنا كثيرا من أجل الإبقاء عليها حية في قلوب وسواعد الأجيال المتلاحقة.   

من جهته، شدّد عراش الحبيب النائب الثاني لرئيس الاتحادية الجزائرية للألعاب والرياضات التقليدية، على ضرورة التفاني في العمل لتجاوز كل المثبطات، داعيا إلى اهتمام أكبر من طرف الهيئات الرياضية في الوطن. وواصل: رياضة العصا نابعة من أصالة الشعب الجزائري، ومرتبطة بتاريخه وتقاليده، لذلك يجب أن تعطى لها الأهمية التي تليق بها، فلقد أصبحت رياضة الجيل الحالي، وتطورت كثيرا، فالاتحادية تحصي 14 رابطة ولائية وجمعيات منخرطة بها. وأتمنى أن يجتهد الشيوخ في نواديهم خاصة الذين تخرجوا حديثا؛ لفتح قاعات جديدة في الولايات التي تفتقر لممارسة واسعة لرياضة العصا رغم إدراكنا صعوبة المأمورية. أما رئيس رابطة وهران للألعاب والرياضات التقليدية فدعا إلى تثمين ما تحقق إلى حد الآن لرياضة العصا من مهرجانات وملتقيات وبطولات وطنية جهوية وولائية وملتقيات ونصوص قانونية تنظمها، حتى الهيئات الرياضية تعطي لرياضة العصا حقها، والدليل في منحنا قاعة سيدي البشير لإقامة هذا المهرجان الوطني، بعدما تزايد عدد الممارسين والجمهور، وكذلك لتقريب هذه اللعبة الشعبية من محبيها في بلديات الولاية لا الاقتصار على مكان بعينه. ونحن نفرح كثيرا بحضور شيوخنا كالجيلالي بخدة ونور الدين وبودينار وبغداد عبد الرحمان ولزرق، وغيرهم ممن من يصرون على نبض لعبة العصا وتطويرها.

للإشارة، شارك في هذا المهرجان الثامن عشر للألعاب والرياضات التقليدية، أكثر من 300 رياضي ورياضية مثلوا 9 ولايات، هي وهران والبليدة وسيدي بلعباس وغليزان والشلف وسعيدة وتلمسان ومعسكر وعين الدفلى.