بلدية الجزائر الوسطى تحيي اليوم الوطني للمعاقين

تهيئة ممرات جديدة لذوي الاحتياجات بالعاصمة

تهيئة ممرات جديدة لذوي الاحتياجات بالعاصمة
  • 1438
رشيدة بلال رشيدة بلال

أحيت بلدية الجزائر الوسطى اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة،  في جو احتفالي بهيج حضره رئيس البلدية عبد الحكيم بطاش، الذي أشرف على توزيع بعض الكراسي المتحركة والعصي والهدايا للمعاقين،  بالمناسبة، وصرح لـ«المساء»، على هامش الاحتفالية، بأنه يجري خلال هذه الأيام وضع دفتر شروط خاص بتنفيذ البرنامج المتعلق بتهيئة ممرات جديدة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة في الشوارع الرئيسية، لتسهيل تحركاتهم اليومية، حيث قدرت تكلفتها بـ40 مليون دينار.

تحصي بلدية الجزائر الوسطى 425 معاقا تبعا لما تشير إليه الإحصائيات الأخيرة التي قامت بها المصلحة المكلفة بمتابعة ذوي الإعاقة، أربعة منهم حديثي الإعاقة نتيجة تعرضهم لحوادث المرور،  حسب رئيس البلدية الذي أكد أن مصالحه تقوم في إطار برنامجها للتكفل بهذه الفئة، بمتابعة هذه الشريحة والوقوف على انشغالاتها، وبمناسبة يومها الوطني، بادرت مصالح البلدية إلى رصد احتياجاتها التي تمثلت في تجديد كراسي المعاقين حركيا المتهرئة، حيث تم توزيع 16 كرسيا و14 سريرا مائيا وعكازات خاصة بالمكفوفين وذوي الإعاقة الحركية.

وحول المجهودات المبذولة في إطار مساعدة هذه الشريحة على الاندماج بالمجتمع، أشار رئيس البلدية إلى أنه تم اقتناء خلال السنة الماضية،  سيارة إسعاف خاصة وضعت تحت تصرف المعاقيين، تتكفل بنقلهم عبر مختلف مراكز الصحية لتلقي العلاج، كما تم أيضا تخصيص شباك خاص بذوي الإعاقة لاستخراج وثائقهم الإدارية. وفي إطار الإدماج، تم توظيف منذ عام 2012 إلى غاية اليوم، 25 معاقا بمناصب إدارية مختلفة، حسب نوعية الإعاقة.

تخلل اليوم الاحتفالي الذي أقيم بحي شعبي في «سوسطارة»، بقاعة الحفلات «الجمال»، عرض للأزياء صاحبته باقة متنوعة من الأغاني المختارة، استمتعت بها هذه الشريحة رفقة ذويهم، كما أقيم بالمناسبة معرض رمزي لمشغولات ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تباينت بين صناعة اللباس التقليدي، الطرز وصناعة الحلويات. وفي دردشتنا إلى بعض العارضين، أعربوا عن أسفهم بسبب عدم تحسن حالتهم وتخبطهم في العديد من المشاكل التي حالت دون تمكنهم من الاندماج في المجتمع، فهذه الشابة خليدة صحراوي، معاقة حركيا، اختصت في صناعة اللباس التقليدي، ترى أن العمل بالنسبة لها أهم انشغال، من أجل هذا تطالب تمكينها من بعض الدعم ليتسنى لها الاعتماد على نفسها، خاصة أن المنحة لا تغطي إلا جزءا بسيطا من احتياجاتها. 

من جهتها أم عبد الرحمان البالغ من العمر 11 سنة، والذي يعاني من إعاقة ذهنية وحركية، تقول بأنها تجد صعوبات كبيرة في التكفل بطفلها بالنظر إلى حاجته الملحة للكثير من الأمور، إلى جانب المرافقة، مشيرة إلى أن أكثر ما أضر بها؛ عدم وجود منحة للتكفل بالأطفال المعاقيين أقل من 18 سنة، وهو الأمر الذي تناشد الجهات المعنية التدخل بشأنه  لإعادة النظر فيه، لاسيما أن احتياجات المعاق كثيرة، الأمر الذي يستدعي تخصيص منحة لتغطية احتياجاتهم الضرورية كالحفاضات، وغير بعيد عنها الشابة البشوشة حسيبة زايدي، التي تعاني من إعاقة سمعية، أكدت من جهتها أنها لا تعتبر نفسها معاقة وتحب الأشغال اليدوية، لهذا بادرت إلى تعلم بعض أعمال الطرز والخياطة، مشيرة إلى أنها تعمل في إطار الشبكة الاجتماعية منذ أكثر من 17 سنة، وحلمها يبقى الحصول على منصب عمل ثابت، لأن العمل بالنسبة لذوي الإعاقة يعتبر الوسيلة الوحيدة للاعتماد على النفس والتخلص من التبعية للغير،  وكذا الاندماج بالمجتمع وإثبات الذات.