في المناطق الحدودية

تلمسان تطلق مشروع دعم قدرات الجمعيات الشبابية

تلمسان تطلق مشروع دعم قدرات الجمعيات الشبابية
  • 155
ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

صـادق المشاركون في الدورة التكوينية حول تقوية القدرات التنظيمية للجمعـيات الشبانية الناشطة في البلديات الحدودية لولاية تلمسان في طبعـتها الأولـى، التي احتضنـها بيت الشباب "خياط محمد بن عمر" في ندرومة، من تنظيم جمعية "الطفولة السعيدة" لولاية غـرداية بتمويل ومساهمة من وزارة الشباب، على توصيتين عمليتين، أهمّها تحضير مشاريع جمعوية محلية، والانطلاق في برمجة تكوينات بالبلديات والقرى الحدودية، وكذا تنظيم زيارة ميدانية إلى جمعية "الطفولة السعيدة"، والاطّلاع على تجاربها الميدانية، ومتابعة عرض مشاريعها.

إطلاق مشروع دعم قـدرات الجمعيات الشبابية في المناطق الحدودية من قبل جمعية الطفولة السعيدة لولاية غرداية، يأتي ضمن مشروعها الجديد الذي يتماشى مع خطتها الاستراتيجية الجديدة 2025 - 2030، بالتركيز على محور تكوين وتأهيل قدرات الجمعـيات الشبانية المحلية في المناطق الحدودية، وتفعـيلها مع التنمية المحلية، أولى محطاتها من أقصى غـرب الـوطن من تلمسان الحدودية، وبالضبط في بلدية ندرومة، وهذا بعـد مشروع قافلة المقاولاتية والشباب سنة 2023؛ حيث جاء تجسيدا لرؤية وزير الشباب لتفعـيل المؤسسات الشبانية عبر ولايات الوطن، وجعلها أكثر جاذبية بمثل هذه البرامج الجادة.

واستفاد من هذه الدورة التكوينية 35 مشاركا أو ممثلا للجمعيات الشبانية الناشطة، منهم 20 جمعية شبانـية محلية على مستوى 6 بـلـديـات حـدودية نموذجـية بولاية تلمسان، من رئيس الجمعية أو النادي، والنائب، والأمين العام أو أمين المال، من تأطير مكونين في الجزائر ذوي كـفاءة وخبرة في التأهيل، وتكوين الجمعيات والمجتمع المدني.

وتميزت أشغال الدورة التكوينيـة من خلال برنامجها المسطر على مدار يومين كاملين، بعرض ومناقشة عدة محاور في محور التسيير الإداري للجمعيات من خلال مبادئ تسيير الجمعيات: الكفاءة والشفافية والقبول الاجتماعي، إلى جانب إبراز أهمية ودور الجمعية العامة، ووثيقة الاعـتماد، والقانون الأساسي، والنظام الداخلي والسجلات الإدارية، وكذا التقارير الأدبية والمالية، والتوظيف في الجمعية، مركزين فيـها على أهمية التكوين والتأهيل، ومنوهين بمبادرة جمعية الطفولة السعيدة في تأهيل الجمعيات.

كما استمع المشاركـون إلى عرض مركّز قـدمه الأمين العام حول تجربة جمعية الطفولة السعيدة، واحترافيتها في مجال التسيير الإداري والمالي وتسيير المشاريع، وكذا الوقوف على أبرز نقاط القوة للاستفادة من تجربتها، مـؤكدا على استعـداد الجمعية للمرافقة، على غرار تجارب أخرى ناجحة في مناطق حدودية من الوطن.

وتميّز اليوم الأخـير من أشغال هـذه الدورة التكوينية، بالتركيز على محور التسيير المالي للجمعيات وفق التنظيم المعمول به؛ حيث استفاد المشاركون من العـديد من المكتساب المعرفية، من خلال أهمية توظيف الموارد المالية للجمعيات من خلال آلية الميزانية السنوية، والتمكن من توظيف  الموارد والمصاريف وفق الأطر القانونية، مع التعاقـد مع محافظ الحسابات كما ينص عليه القانون، فضلا عن تبسيط محور آليات تنويع مصادر تمويل المشاريع للجمعية بين التمويل المحلي والمركز، وحتى الأجنبي شرط احترام الضوابط القانونية، من خلال المادة 30 من قانون الجمعـيات 12/06، ليُفسح بعـدها المجال لطرح الأسئلة والاستفسارات المتعلقة ببعض الإشكالات المتعلقة بالتسيير المالي والإداري.. وغـيرها من النقاط المتعلقة بتسيير الجمعيات، وهذا من قبل المشاركين الممثلين للجمعـيات الشبانية المحلية الناشطة في البلديات الحدودية لولاية تلمسان.

ويأتي هذا المشروع تنفيذا لتوصيات جلسة العمل، التي جمعت إدارة جمعية الطفولة السعيدة لولاية غرداية، بوزير الشباب المكلّف بالمجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، في ماي 2025، وذلك في إطار التنسيق المشترك مع وزارة الشباب، والاستفادة من التجربة الميدانية المتميزة للجمعية الممتدة على مدار عـشرين سنة من العمل؛ إذ تـمّ اختيار 4 ولايات حدودية نموذجية للانطلاق في هذا المشروع الهام، وهي تلمسان، وتندوف، وبرج باجي مختار، وسوق أهراس، مع التركيز على مقاربة الوعي، والتحسيس بأهمية دور الجمعيات الشبابية في المناطق الحدودية؛ باعـتبارها شريكا محوريا في مسار التنمية.