مؤسسة «كلالي» الخيرية بقسنطينة

تكريم 250 طالبا متفوقا من مختلف المستويات

تكريم 250 طالبا متفوقا من مختلف المستويات
  • 2292
 ز.الزبير ز.الزبير

أبت مؤسسة «الطاهر كلالي» للأعمال الخيرية وتشجيع طلاب العلم والمعرفة، أن لا تنقضي هذه السنة، إلا بتكريم الفائزين في مختلف امتحانات السنة الدراسية الفارطة، حيث أقامت المؤسسة صباح أول أمس حفلا تكريميا بالمركز الثقافي «امحمد اليزيد» بالخروب، على شرف 250 تلميذا تحصلوا على شهادات نهاية المراحل التعليمية من ابتدائية، إكمالية وثانوية.

عرف الحفل، تكريم النجوم الساطعة وطنيا، الذين تحصلوا على أعلى المعدلات في الجزائر، ويتعلّق الأمر بالطالبة خولة بلاسكة من ولاية سكيكدة، كانت تدرس في ثانوية «شنيقل» بتاملوس، صاحبة أعلى معدل في شهادة البكالوريا بـ19.21،  والتلميذة زينات بن زيان التي كانت تدرس بمتوسطة «شنيبة حسين» في ولاية ميلة وتحصلت على أعلى معدل وطني في شهادة التعليم المتوسط، بعدما حققت معدل 19.83 من 20، كما تم تكريم الأوائل على مستوى شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، الذين حازوا على معدل 10/ 10، ويتعلق الأمر بكل من لجين حمزواي ولجين ألاء فردوس بلمجدوب، من ابتدائية «مباركي رمضان» بالمدينة الجديدة «علي منجلي»، نهى سلسبيل بكرزازة من مدرسة «علي عايش» ببلدية الحامة بوزيان ولينة فردوس بلشراب من مدرسة يوم العلم ببلدية قسنطينة.

كما تم بالمناسبة تكريم النجمة الساطعة بولاية قسنطينة التلميذة إحسان مرزوقي، المتواجدة بالمرحلة الثانية من «تحدي القراءة العربي»، مع توزيع الجوائز على 56 تلميذا متفوقّا في شهادة البكالوريا و67 متفوقا في شهادة التعليم المتوسط، بمعدل يساوي أو يفوق 16/20، وبلغ عدد المكرمين في شهادة نهاية المرحلة الابتدائية 30 تلميذا تحصلوا على معدلات تساوي أو تفوق الـ9.5 من 10 مع شهادات المستطيل الذهبي لـ20 تلميذا من متوسطة «عبد الرحمان»، ليشمل التكريم طلبة الجامعة، بتكريم 8 طلبة تحصلوا على شهادة الليسانس أو ماستر 2، مع تكريم 14 موظفا من قطاع التعليم، أحيلوا على التقاعد من مفتش، مدير أو معلم.

الطاهر كلالي«المبادرة وصل صداها إلى المملكة العربية السعودية»

أكد صاحب المبادرة، السيدة الطاهر كلالي، الأستاذ السابق في مادة الرياضيات، أن هذا التكريم رمزي يتمثل في جوائز بسيطة تحتوي على شهادة تهنئة وتشجيع تضم صورة الطالب المتفوّق، تكون داخل إطار ذهبي مع كتاب علمي، أدبي أو ديني أو منجد، مشيرا إلى أن الهدف هو إدخال الفرح والسرور على قلوب الطلاب النجوم الناجحين في الامتحانات الرسمية بامتياز وعلى ذويهم. كما تهدف المبادرة ـ حسب المتحدث ـ إلى تشجيع طلاب العلم والمعرفة والارتقاء بهم إلى المراتب العليا، معتبرا أن مثل هذه المبادرات تشجع على خلق روح التنافس النزيه بين الطلاب وتزرع الرغبة والمحبة في التعلّم واكتساب المعلومات.

قال الأستاذ الطاهر كلالي، الذي يبدأ كلامه دوما انطلاقا من الآية الكريمة «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، أن فكرة المستطيل الذهبي التي تعد عملية تشجيعية لطلاب العلم والمعرفة داخل المؤسسات التربوية، مستوحاة من فكرة للعرب إبان الفترة الجاهلية، حيث كانت تقام تظاهرات ثقافية وفكرية في سوق عكاظ، وكان النابغة الذبياني يعلّق القصائد الممتازة التي تكتب بماء الذهب، يطلق عليها المذهبات أو المعلقات السبع، وتعلق على جدران الكعبة حتى يراها كل طائف بهذا المكان الشريف، مضيفا أن صدى هذه المبادرة وصل إلى المملكة العربية السعودية، حيث تمت استضافته خلال الصيف الفارط، بفعاليات سوق عكاظ للشعر بدعوة من الملك شخصيا.

الدكتورة نعيمة بن يعقوب، رئيسة الجمعية الجزائرية للموهوبين والمتفوقين«المؤسسات التربوية تقدم مجهودات ملموسة كرست نظرة إيجابية عن التفوق»

تحدثت الدكتورة نعيمة بن يعقوب، رئيسة الجمعية الجزائرية للموهوبين والمتفوقين، خلال الكلمة التي ألقتها بالمناسبة، عن أفضال العلم الذي يهذّب النفوس وينير البصيرة ويلهم الخشية من الله، معتبرة أنه بفضل العلم تتقدم الأمم وتزدهر الدول وتنهض المجتمعات وتتطوّر وتنجح خطط التنمية وتنعم البلاد بالأمن والرخاء.

وأكدت الدكتورة بن يعقوب، أن المتفوقين يشكلون ثروة لأية أمة، فهم ـ حسبها ـ يشكلون حجر الزاوية في تعمير، تقدم ونماء أيّ بلد، معتبرة أن مؤسسات التربية والتعليم تقوم بمجهودات كبيرة وملموسة، أثمرت عن ممارسات ناضجة على أرض الواقع تكرس النظرة الإيجابية للتفوق.

قالت السيدة بن يعقوب، أن جمعيتها التي وضعت شعارا لها «مستقبل بلادنا في عقول أبنائنا»، تسعى إلى الاهتمام بالموهوبين والمتفوقّين عبر مختلف المستويات، بداية بالكشف عنهم عن طريق الأساليب الحديثة، مع ضرورة فهم مشكلاتهم وحاجياتهم الإرشادية، لتوفير المناخ الملائم ومساعدتهم على إبراز قدراتهم وطاقاتهم، والحرص على وضع برامج خاصة تفتح لهم آفاق تحقيق رغباتهم وأحلامهم على أرض الواقع والحفاظ على هذه الصورة الحقيقة. 

البروفيسور عبد الحميد أبركان، رئيس بلدية الخروب«المدينة التربوية تأسس لمدينة صحية ومدينة اقتصادية قوية»

من جانبه، اعتبر البروفيسور عبد الحميد أبركان، رئيس المجلس الشعبي البلدي للخروب، أن مثل هذه المبادرات تساعد على خلق روح التنافس بين الطلبة، مبنية على المعرفة والوعي الموجود لدى أبناء مدينة العلم والعلماء.

قال مير الخروب بأن هذه المحطة، تعد تتويجا للمجهودات التي بذلها الطلبة وأولياؤهم وحتى معلموهم ومؤسساتهم التربوية، معتبرا أن مؤسسة الطاهر كلالي التي تعد فخرا للخروب، تقوم بأعمال جليلة داخل المجتمع، وأن تضحيات ومبادرات صاحبها  أصبحت نموذجا فاق حدود بلدية الخروب، ليضيف أن الأعمال الخيرية في شقها التربوي تساعد على بناء مدينة أسسها القيم، التربية والتضامن، وستكون مدينة قوية وصحية، تخلق ثروات ولا يخاف عليها.

دعا السيد عبد الحميد أبركان إلى تعزيز التعاون وإبرام اتفاقية بين المجلس الشعبي البلدي القادم ومؤسسة الطاهر كلالي، بهدف وضع لبنة تدعم العمل الخيري النبيل الذي يعود حتما بالفائدة على الفرد، الأسرة والمجتمع ويساهم في نهوض المدينة بالاعتماد على طاقاتها المحلية.