ورقلة

تعزيز المرافقة النفسية لمستخدمي الصحة

تعزيز المرافقة النفسية لمستخدمي الصحة
  • القراءات: 921
ق. م ق. م

أكد عدد من ممارسي الصحة بولاية ورقلة، أن مسألة المرافقة النفسية لمستخدمي الصحة العمومية المجندين في الخطوط الأمامية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، تكتسي "أهمية بالغة’’؛ ما يستدعي تعزيزها بغية التقليص من الضغوط المهنية التي يتعرضون لها، لا سيما الشعور بالقلق والخوف من الإصابة بالعدوى، والعزلة الاجتماعية بسبب الحجر الصحي.

في هذا الشأن، أبرز رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بورقلة فؤاد محمدي، ضرورة تعميم الرعاية النفسية لمستخدمي الصحة العمومية في ظل هذه الظروف غير العادية التي يميزها انتشار هذه الجائحة. وفي رأيه فإن هاجس الخوف من الإصابة بالفيروس الذي يرافق الطواقم الطبية وشبه الطبية أثناء أداء مهامهم وعلاوة على تداعيات العزل الصحي السلبية بما في ذلك البعد عن العائلة والأقارب لفترة طويلة، "يشكل أكبر التحديات بالنسبة لهم".

ودعا ممارسون وأخصائيون نفسانيون بالمؤسسة العمومية الاستشفائية "محمد بوضياف" بورقلة، إلى بذل المزيد من الجهود لضمان الرعاية النفسية لخفض معدلات القلق والتوتر عن هذه الفئة أثناء العمل وخارجه. كما أكدوا على ضرورة تعميم الرعاية النفسية لتشمل أكبر عدد ممكن من هذه الشريحة من مستخدمي الصحة العمومية، التي تعمل على تكثيف جهودها في مجابهة هذه الجائحة، خصوصا أمام الارتفاع المتزايد في عدد الإصابات الذي تسجله الولاية.

وقال الأخصائيون النفسانيون في نفس السياق، "هذا التزايد في الحالات دفع بالقائمين على هذا المستشفى إلى الاستعانة بأقسام أخرى، على غرار مصلحة الأنف والأذن والحنجرة، من أجل التخفيف عن مصلحة الاستعجالات الطبية الجديدة التي خُصصت اضطراريا للتكفل بحالات كوفيد-19".

وأفاد بعض العاملين بنفس المرفق الصحي بأنهم يواجهون نقصا في الوسائل والمعدات الضرورية، خاصة الملابس الواقية؛ مما يضاعف من حالات الشعور بالقلق والخوف لديهم من انتقال العدوى.

ومن جانبها، ذكرت حسينة خميسات أخصائية في علم النفس العيادي ومستشارة رئيسة للصحة العمومية بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالمقاطعة الإدارية تقرت (160 كلم شمال ورقلة)، ذكرت أن "علاقة الجسد بالنفس علاقة وطيدة ومتكاملة؛ إذ لا يمكن الفصل بينهما؛ إذ تُعد الصحة النفسية جزءا لا يتجزأ من صحة الإنسان بشكل عام، فإذا تحسنت الصحة النفسية للفرد تحسنت صحته الجسدية، والعكس صحيح".

وترى أن "الاستسلام للخوف يمكن أن يساهم في إضعاف جهاز المناعة، وهذا ما يتسبب في زيادة احتمال الإصابة بالفيروس"، مضيفة أن "الضغط المهني الذي يتم التعرض له بالإضافة إلى تأثير التباعد الاجتماعي، يؤثران أيضا بشكل سلبي على نفسية ممارسي الصحة؛ ما يستدعي التدخل العاجل بهدف توفير الدعم المعنوي وتفادي الإحساس بالإحباط". ويتعين، كما قالت الأخصائية في علم النفس العيادي، "وضع برنامج خاص، يهدف إلى تحفيز الطاقة الإيجابية والاسترخاء والتخلي عن الأفكار السلبية والانفعالات، وكذا تخصيص وقت لممارسة الرياضة الخفيفة والمطالعة؛ ما يبعث على الشعور بالرضا واستعادة الثقة بالنفس’’.

ويخضع ما لا يقل عن ثلاثين من مستخدمي الصحة العمومية لجلسات تشرف عليها خلية الدعم والمرافقة النفسية بمؤسسة الصحة الجوارية بتقرت، حول كيفية تسيير القلق والتوتر الناتج عن أزمة كورونا؛ من خلال إعطائهم إرشادات حول تقنيات تعديل الضغط النفسي، فضلا عن تغيير الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، كما ذكرت السيدة خميسات.

ومن جهة أخرى، قال المنسق الولائي للنخبة الوطنية للعلوم الطبية محمد صهيب تلي، إن الرقم الأخضر (3030) الذي يندرج في إطار الجهود الرامية إلى مساعدة المواطنين في احتواء تأثيرات أزمة فيروس كوفيد-19، يسجل يوميا نحو 100 مكالمة. ويُتوخى من هذا الخط الهاتفي الذي وضعته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الرد على استفسارات وتساؤلات المواطنين حول المسائل ذات الصلة بهذا الفيروس، من طرف طاقم يتكون من أطباء وأخصائيين في الصحة النفسية.

ورغم أن خلية الإصغاء التي تشرف على هذه الخدمة بمشاركة أعضاء المكتب الولائي للنخبة الوطنية للعلوم الطبية تستقبل بعض المكالمات ‘’غير الجادة’’، إلا أنها مازالت تسهر على تقديم توجيهات للمواطنين حول سبل الوقاية من هذا الفيروس، والجوانب التي تساعد على تحسين الوضعية النفسية للأشخاص في الحجر المنزلي.