تزامناً وموجة الحر التي تشمل البليدة كل صيف
تدابير وقائية لتجنُّب ضربات الشمس

- 93

تشهد ولاية البليدة على غرار ولايات الوطن، ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، الأمر الذي يعرّض لاحتمال الإصابة بضربات الشمس، خاصة بالنسبة للفئات الهشة مثل كبار السن والأطفال. وقد حاولت "المساء" من خلال استطلاع للرأي، معرفة مدى وعي البليديين بطرق الوقاية من ضربات الشمس، وكيفية مواجهتها، وما يوصي به المختصون في الصحة.
أجمع عدد من المستجوَبين على أن الولاية تُعد من المناطق الداخلية التي تسجل ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، ما يصعّب الخروج أو التجول في شوارعها وأزقتها لقضاء بعض الحاجات.
ومن أجل ذلك دأب البليديون، تزامنًا مع موجة الحر، على اتخاذ عدد من التدابير الاحترازية لتجنب الإصابة، خاصة بضربات الشمس في أوقات الذروة.
وحسب ما جاء على لسان إحدى النساء في الخمسينيات من عمرها، فإنها تفضل الخروج مبكرا إلى الأسواق لاقتناء ما تحتاج إليه، وتحمل معها عبوات من الماء البارد، بينما يفضل آخرون، حسب تعبيرها، مزج الماء بالليمون للحصول على الانتعاش، والطاقة اللازمة.
من جهة أخرى، أوضحت مواطنة أخرى أنها ترى أن أهم وسيلة للحماية من ضربات الشمس، هي ارتداء القبعة، التي تحوّلت إلى أكسسوار ضروري لا تستغني عنه المرأة البليدية في فصل الصيف، إلى جانب الخروج في وقت مبكر لقضاء الحاجات الضرورية. وأشارت إلى أن الفترة التي يجب تجنب الخروج فيها تمتد من الحادية عشرة صباحا إلى ما بعد العصر، مؤكدة أن أكثر الفئات عرضة للإصابة بضربات الشمس هم كبار السن والأطفال، ولهذا يحرص البليديون على منعهم من التواجد خارج المنزل في مثل هذه الأوقات.
وفي السياق ذاته، أوضحت مواطنة أخرى أن من بين الأساليب التي تعتمدها لتجنب الشعور بالحر، ارتداء الملابس القطنية فاتحة اللون، وتجنب التواجد خارج المنزل خلال أوقات الذروة. وإن اضطرت للخروج فإن القبعة والنظارات الشمسية تُعدان رفيقيها اللذين لا تستغني عنهما، مع تجنب الوقوف في الأماكن المعرضة لأشعة الشمس.
الدكتور بن أشنهو ينصح
أكد الطبيب فتحي بن اشنهو أن من بين أهم الأسباب التي تُسرّع الإصابة بضربات الشمس، التوافد الكبير وغير المسبوق على شواطئ البحر في أوقات الذروة؛ اعتقادا من البعض أن تواجدهم في البحر واستخدامهم كريمات الوقاية يحميهم من الإصابة بضربات الشمس، أو من احتمال الإصابة بسرطانات الجلد.
وأوضح أن أشعة الشمس في أوقات الذروة المعروفة، يُفترض أن لا يخرج فيها المواطن، خاصة كبار السن والأطفال، مع التقليل من الحركة. غير أن ما يحدث هو العكس تماما، حيث يُلاحَظ تزايد تواجدهم خارج المنازل لقضاء بعض الحاجيات التي يمكن تأجيلها، أو للّعب، كما يفعل الأطفال على شواطئ البحر، أو في الشوارع. وما هو أكثر خطورة أن طرق استعمال وسائل الوقاية في حد ذاتها خاطئة؛ فعلى سبيل المثال، المراهم الواقية التي تُستخدم لحماية الجلد، غالبا ما يتم وضعها مرة واحدة فقط، في حين أنه يُفترض إعادة وضعها كل ساعتين. ومن المعتقدات الخاطئة أيضا أن التواجد في البحر وتبليل الرأس يحمي من ضربة الشمس، وهو معتقد خاطئ أيضا، لأن أشعة الشمس، حسب الدكتور، تكون حارقة جدا خلال فترات النهار المختلفة، ما يرفع من معدلات الإصابة بضربات الشمس.
وينصح المتحدث عشاق البحر بالتواجد على شاطئ البحر خلال موعد الغروب، حين تتراجع درجات الحرارة، داعيا إياهم إلى تغيير العادات غير الصحية المرتبطة بالبحر.
وفي السياق ذاته، أوضح المتحدث أنه ينبغي أن نفهم ضرورة الانسجام مع طبيعة المواسم؛ فالصيف معروف بارتفاع درجات الحرارة، لهذا يجب أن تكون لدينا ثقافة كيفية حماية الجسم من التعرض لضربات الشمس، وذلك بالاعتماد على طرق وقائية بسيطة، من أبرزها شرب كميات كبيرة من الماء أكثر من ثلاث لترات خلال 24 ساعة، خصوصا من الأطفال الصغار والمسنين، والتقليل قدر الإمكان من الحركة، ولزوم المنزل خلال فترات الذروة. " لكن ما يحدث، للأسف الشديد، أن الكثيرين يعرّضون أنفسهم لضربات الشمس؛ بحجة القيام ببعض الأشغال خارج المنزل".
وأكد الطبيب أن الحماية من أشعة الشمس بالتواجد تحت المظلة، غير كافية؛ لتجنّب مخاطرها، مشيرا إلى أن ثقافة الوقاية من ضربات الشمس لاتزال دون المستوى المطلوب، وهو ما تعكسه الممارسات السلبية المنتشرة بين المواطنين. ويكفي الحديث عن الارتفاع المسجل في حالات سرطان الجلد في الجزائر.
...والحماية المدنية تحذّر
من جهتها، سارعت مديرية الحماية المدنية لولاية البليدة، إلى إطلاق جملة من النصائح والتوجيهات التي من شأنها أن تحمي المواطنين من التعرض لضربات الشمس خلال ساعات الذروة. ومن أهمها، حسبما كشفت عن ذلك المكلفة بالاتصال مريم صايغي، البقاء في أماكن مكيّفة أو داخل البيوت، خصوصا بالنسبة لكبار السن والأطفال. ومن الأفضل تحديد النشاطات الخارجية لساعات الصباح الباكر أو المساء، إلى جانب تقليص الجهد البدني قدر الإمكان أثناء الطقس الحار. وفي حال الاضطرار للنشاط البدني، تقول: " نوصى بالإكثار من شرب الماء مع تجنّب العصائر والمشروبات الغازية التي تزيد الشعور بالعطش، والحرص على ارتداء ملابس فاتحة، خفيفة ومريحة. كما يُستحسن وضع قبعة ونظارات شمسية، مع أخذ فترات راحة متكررة في أماكن مظلّلة عند التواجد خارج المنزل ".
ومن أهم ما يجب التنبيه إليه أيضا، حسب المتحدثة، ضرورة عدم ترك الأطفال داخل السيارات والنوافذ مغلقة، أو الابتعاد عنهم، فضلًا عن التأكد من عدم ترك قارورات العطور والولّاعات أو الهواتف المحمولة داخل السيارات، وتحت أشعة الشمس؛ لتفادي خطر اندلاع الحرائق، لافتة في السياق، إلى أن أهم ما يجب التنبيه إليه مراقبة الأبناء، ومنعهم من السباحة في المجمعات والمسطحات والأودية الممنوعة فيها السباحة، خاصة بعدما تم تسجيل غرق طفلين أقل من 16 سنة، على مستوى بلديتي عين الرمانة ووادي العلايق؛ حيث تم انتشالهما جثة هامدة بعدما غرقا نتيجة السباحة في أماكن ممنوعة فيها السباحة.