تقطير النباتات الطبية والعطرية
تحويل بذور التين الشوكي إلى منتج جزائري عالي الجودة

- 1402

يعتبر حميد شيخي، مهندس دولة في العلوم الزراعية، واحدا من النماذج الناجحة التي تمكن من التأسيس لمؤسسة اقتصادية ناشئة في مجال تقطير النباتات الطبية والعطرية، واليوم يعمل بفضل مرافقة الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية ومرافقة محافظة الغابات، التي تمكنهم من رخص استغلال الثروة الغابية بطرق عقلانية، من تطوير نشاطه في مجال التقطير، من خلال العمل على تطوير المنتجات الخاصة ببذور التين الشوكي، التي أصبح الطلب كبيرا عليها، خاصة في المجال التجميل.
توجه المهندس حميد شيخي، بعد دراسة حاجة السوق إلى بعض الزيوت خاصة ما تعلق منها بزيت بذور التين الشوكي، للاستثمار فيه، بعدما اكتشف عامة الناس، بفضل التطور التكنولوجي، الفوائد الجمة الموجودة بهذا الزيت، خاصة في عالم التجميل، يقول في معرض حديثه مع "المساء"، على هامش مشاركته في معرض مؤخرا: "أن الدراسات أثبتت بأنه يلعب دورا كبيرا في محاربة أو التخفيف من التجاعيد وتوحيد لون البشرة، والقضاء على الكلف الذي يصيب المرأة بعد الولادة، فضلا على أنه يمكن من القضاء على الصدفية، بعد استعماله لفترة من الزمن، كلها خصائص رفعت من معدل الطلب عليه و دفعتنا إلى التخصص فيه".
وحول طريقة استخلاص زيت التين الشوكي، أشار المتحدث، إلى أنه يجري جني حبات التين الشوكي في موسمها، ومن ثمة يتم وضعها في جهاز خاص، يفصل البذور والقشور عن حبة التين الشوكي، ثم يتم استخراج بواسطة الجهاز، ثلاث مواد ممثلة في: قشر حبة التين الشوكي التي يتم تحويلها مباشرة إلى سماد عضوي، يوجه إلى الفلاحين لدعم أراضيهم، والعصير الخاص بالتين الشوكي، الذي يجري تحويله إلى خل طبيعي، يعتبر غاية في الأهمية، بالنظر إلى فوائده الصحية في حرق الدهون وتتبيل مختلف السلطات، أما بالنسبة للبذور التي تعتبر أهم عنصر، فيتم تجفيفها على الطريقة التقليدية في الظل، بعدها يتم عصرها على البارد، لكي تحافظ على كل فوائدها الصحية، مشيرا إلى أن الأبحاث سارية على مستوى بعض الدول، لتجريبه في محاربة السرطان، "كل هذه الخصائص جعله واحدا من أغلى الزيوت في السوق".
مكنت ثمرة التين الشوكي المهندس شيخي، من التأسيس لمنتج جزائري بمقاييس عالمية وجودة نوعية، يبقى فقط الإشكال الكبير في التسويق، في ظل غياب مقر، يتم فيه الترويج للمنتج والتوجه نحو مواقع التواصل الاجتماعي، التي بقدر ما تساعد على تسويق المنتج، إلا أنها، حسبه "لا تخدمه كعلامة تجارية" يقول: "بالتالي حبذا لو يتم تخصيص فضاءات قارة تسمح للمنتجين من أصحاب المشاريع الناشئة، عرض منتجاتهم التي تلعب دورا هاما في الترويج السياحي، لاسيما أن المنتجات المحلية الطبيعية مطلوبة بكثرة من طرف السياح، لافتا إلى أن تجربتهم في المشاركة في الصالون الدولي للسياحة، مكنتهم من التعريف بمنتجاتهم".
يؤكد المهندس شيخي، في كل مرة، على مجهودات الدولة في دعم أصحاب المشاريع ومرافقتهم، يبقى فقط تخصيص الفضاءات ومنح فرص أكبر للترويج للمنتوج المحلي، وتمكينه من دعم السياحة الداخلية، خاصة أن المؤسسة تعمل على موضوعين هامين: الزيوت الأساسية العطرية الطيارة التي تستخلص من النباتات العطرية، بناء على رخصة من محافظ الغابات، كالخزامى الزعتر والشيح، وموضوع الزيوت النباتية، ابتداء من البذور الزيتية، على غرار بذور التين الشوكي، حيث يتم عصرها ميكانيكيا، كزيت الكتان والحلبة وزيت اللوز الحلو والمر. لم يكتف المهندس شيخي، خلال مشاركته في المعارض التي يتم دعوته إليها، من الترويج لمختلف الزيوت التي يستخلصها، إنما يغتم أيضا الفرصة من أجل التعريف بالقطارة التقليدية، التي يزيد عمرها الزمني على ثلاثة قرون، ويقول بأنها بمثابة الرمز الذي يثبت عراقة وقدم هذه الحرفة.