سجل مركز الامتحان الفضيل الورثلاني المخصص لاجتياز اختبارات شهادة البكالوريا في فرع الأحرار ببلدية سيدي بن عدة بولاية عين تموشنت، 379 مترشح، من بينهم المترشح بعيليش معراج من مواليد 4 جوان 1983 في شعبة آداب وفلسفة من ذوي الهمم؛ إعاقة بصرية. هذا المترشح صاحب العزيمة القوية والإرادة الفولاذية خُصصت له قاعة لإجراء الامتحان، وعُيّن له كاتب؛ لكونه لا يتقن الكتابة بـ"البراي". قصة معراج مع الدراسة فريدة من نوعها، مليئة بالتحدي الذي يطمح من خلاله لأن يصبح محاميا.

ويقول معراج في هذا الشأن: "قررت مواصلة مسيرتي الدراسية بعد أن تخليت عنها في السنة الرابعة، عندما كنت أدرس بمتوسطة هواري بومدين ببلدية حاسي الغلة. لم أولد معاقا. قضيت طفولتي في اللعب والدراسة. لم أكن أعاني من أي مرض. وعند بلوغي 27 سنة، في اليوم الذي اجتزت فيه امتحان السياقة حيث نلت الامتحان الشفهي المتعلق بإشارات المرور الذي يتلوه امتحان ركن السيارة إلى الخلف والمبرمج ليوم إثنين من سنة 2004، لأستيقظ يومها لا أرى أي شيء، ومنذ ذلك  اليوم أصبحت كفيفا!".

عزيمته لم تتوقف، وواصل دراسته عن طريق المراسلة وكله عزم أن يصبح محاميا ماهرا؛ حيث عبّر عن ارتياحه لأسئلة المواضيع التي كانت في المتناول.

المترشح يزاول دراسته كذلك بجمعية المكفوفين الكائنة بحي سيدي سعيد، والتي يترأسها السيد قسيمي. ولا ينكر أنه يجد صعوبة في القراءة بتقنية "البراي"، علما أن ولاية عين تموشنت تحصي في هذا الامتحان، 7 مترشحين من ذوي الاحتياجات الخاصة، منهم 2 بصرية و5 حركية، خُصصت لهم قاعات خاصة مع تعيين كاتب في كل مادة، وهو ما كشف عنه عبد الحميد زيوش مدير التربية، الذي أضاف أنه تم تخصيص 27 مركز امتحان بكالوريا لهذه السنة، منها 13 مركزا بعاصمة الولاية عين تموشنت، ومركزان ببلدية المالح، و4 مراكز بثاني أكبر بلدية بني صاف، ومركز واحد بكل من ولهاصة، وبلدية عين الكيحل، ومركزان بكل من العامرية وحمّام بوحجر وعين الأربعاء.

وفي سياق ذي صلة، خصصت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف المساجد المتاخمة لمراكز الإجراء، والمدارس القرآنية، ومصليات النساء لفائدة كافة الطلبة طيلة فترة الامتحانات؛ قصد تمكين المترشحين من أخذ قسط من الراحة، وتجنب حرارة الطقس، والجلوس في الشوارع، وتمكين الطلبة من إجراء هذا الامتحان في ظروف حسنة جدا وملائمة بين الفترتين الصباحية والمسائية.