إحياء يوم عاشوراء

تجسيد لغنى التقاليد بوهران

تجسيد لغنى التقاليد بوهران
  • القراءات: 7842
❊ رضوان.ق ❊ رضوان.ق

تعد مناسبة ذكرى عاشوراء إحدى المناسبات الدينية التي لا تزال تتميز بأنها احتفالية خاصة لدى سكان ولاية وهران، الذين يحضرون لاستقبالها بالصيام وعادات مختلفة لا تزال متجذرة لدى العائلات الوهرانية المحافظة على إرثها الثقافي والاحتفائي بالمناسبات الدينية، التي يحضر فيها طبق الرقاق بالدجاج والحمص، أحد أهم الأطباق التي لا تفارق طاولات الوهرانيين ليلة عاشوراء منذ عقود من الزمن، وتتزين به السهرات العائلية.

يعد الرقاق الذي أخذ تسميته من اللغة العربية الفصحى رقائق، الطبق الرئيسي لاحتفالية عاشوراء التي يحرص أهل وهران على إحيائها، إذ أشارت السيدة بختة.ب 67 سنة، بنت حي الحمري العتيق، إلى أن عادة الاحتفال بيوم عاشوراء تتم بإقامة الولائم الكبيرة، مشيرة إلى أنها تراجعت مع الوقت بسبب التطور الحاصل، حيث كانت العائلات تجتمع على مائدة واحدة، بعد أن تساهم كل واحدة ببعض الخضر لتحضير مرق الرقاق، فيما تقوم بعض المختصات في صناعة الرقاق بتحضير كمية كبيرة تكفي كامل سكان المنطقة، مضيفة أن المناسبة تعد حدثا مهما لجمع السكان والعائلات والتقارب والتعاون، وحتى يوما خاصا لإصلاح ذات البين والإصلاح بين المتخاصمين وتقريب العائلات من بعضها، حتى أنها لا تسافر خلال الاحتفالات لأهمية اللقاء والاحتفال.

تضيف السيدة بختة أن طبق الرقاق الذي لا يزال يفرض نفسه إلى غاية اليوم داخل منازل الوهرانيين، يقدم على العشاء ويتكون من رقائق صغيرة عبارة عن لفائف من العجائن، تحضر باستخدام مادة الدقيق والماء والزيت والملح، وتدلك بقوة للحصول على لفائف رقيقة ومستديرة الشكل، تطهى داخل طاجين من الطين خاص بتحضير الرقاق و«المسمن لمدة لا تتجاوز 5 دقائق، ليتم بعدها تقطيع اللفائف إلى قطع صغيرة على شكل رقائق، باستخدام اليد داخل صحن كبير، وبعدها يوضع الدجاج الذي يتم تحضيره سابقا مع المرق والحمص.

المرق حسب السيدة بختة، يتم تحضيره باستعمال الزيت والبصل والطماطم والزعفران والحرور وعود القرفة التي توضع كلها داخل طاجين، ثم يوضع كل من اللفت والجزر الذي يقسم إلى 4 أجزاء، وتترك على شكلها داخل الطاجين لمدة تقارب الساعة، وبعد انتهاء الطهي واستواء الدجاج، يتم وضع الخضر والدجاج والمرق مباشرة فوق الرقاق ويقدم الطبق ساخنا.

كما تعرف المناسبة تحضير طبق البركوكس المعروف لدى العائلات الجزائرية، والذي يتم تحضيره عادة لوجبة الفطور، وهو عبارة عن كرات من العجين صغيرة الحجم تحضر بنفس الطريقة، مع إضافة مرق وخلطة من لحم الدجاج ولحوم حمراء مفرومة، ويقدم ساخنا، مع إضافة كمية من الحرور لجعله حارا، حسب ذوق كل عائلة، وتؤكد السيدة بختة أن هناك الكثير من العادات التي تتقاسمها العائلات الوهرانية، على غرار وضع الحناء للأطفال وصناعة الحلويات وبعض الأكلات التقليدية الأخرى على شكل المسمن و«البغرير، يقدمان عادة مع الشاي بعد الظهيرة، كما تقوم بعض العائلات بصناعة ما يعرف بـ«التقناتا، وهو الدقيق المحمص نوعا ما، يضاف له العسل والزبذة ويقدم ساخنا مع الشاي، فيما تقوم بعض العائلات بإضافة المكسرات أو حلوة الترك للتزيين، وهي عادات لا تزال راسخة رغم مرور السنوات والتقدم والعصرنة.