مشروع "أنظف حي" ببلدية بوزريعة
تتويج الأحياء الفائزة

- 998

كرمت جمعية "النساء في الاقتصاد الأخضر"، الفائزين في تنفيذ المشروع الخاص بأحسن حي نموذجي على مستوى بلدية بوزريعة، حيث عادت المرتبة الأولى إلى حي بيتي زواف، بينما عادت المرتبة الثانية لحي ساحل. وحسب رئيسة الجمعية السيدة كريمة برغل، فإن الوصول إلى تجسيد المشروع الرامي إلى تحفيز سكان الأحياء على فرز نفاياتهم والحفاظ على أحيائهم نظيفة، تجربة أثمرت، وينتظر أن يجري توسيعها لتشمل بلديات أخرى، منها بلدية باب الزوار.
حسب رئيسة الجمعية في حديثها مع "المساء"، على هامش مراسم تكريم الفائزين التي احتضنتها مكتبة بلدية بوزريعة بالعاصمة، فإنّ مشروع الفرز الانتقائي للنفايات، الذي أطلقته الجمعية في أكتوبر 2017، بتمويل من وزارة البيئة والطاقات المتجددة، بالشراكة التقنية البلجيكية، والتنسيق مع بلدية بوزريعة وبعض الجمعيات المحلية، كانت فكرته تقوم على إكساب سكان الأحياء ثقافة الفرز الانتقائي، حيث استهدف المشروع المواطنين والأطفال في المدارس وربات البيوت.
المشروع النموذجي الخاص بالفرز الانتقائي مس خمسة أحياء من بلدية بوزريعة، أشرف على تنفيذه متطوعون من جمعيات محلية خضعوا لتكوين بأهمية النفايات وفرزها وإعادة تدويرها، ومن ثمة أشرفوا على تنظيم أيام إعلامية تحسيسية بالأحياء المعنية، حيث كان هناك ـ حسبها ـ تجاوب كبير من المواطنين. مشيرة إلى أن المشروع استغرق وقت تنفيذه 15 شهرا، تم فيه الوقوف على أعمال المتطوعين في تنفيذه، ومدى تجاوب سكان الأحياء مع الحملات التحسيسية التي سرعان ما ظهرت ثمارها على نظافة أحيائهم.
من جملة الأهداف التي تم تسطيرها، وراء إطلاق هذا المشروع، حسب رئيسة الجمعية، الوصول إلى تقليص كمية النفايات المنزلية حتى تكون الكمية التي تذهب إلى مراكز الردم محدودة، حماية البيئة من خلال تنمية حس المواطنة بأهمية الحفاظ على نظافة المحيط وتثمين النفايات المسترجعة، موضحة بالمناسبة، أنه من بين الإشكالات التي وقفت عليها الجمعية خلال تنفيذ المشروع، واتضح أنها كانت سببا وراء عدم التزام المواطنين برمي النفايات في المكان المخصص لها؛ قلة الحاويات الذي تقول إنه سرعان ما تم تداركه بالتنسيق مع مؤسسة "ناتكوم"،التي سارعت إلى تدعيم الأحياء بالحاويات المختلفة، مما شجع المواطنين على وضع النفايات كل في مكانها، حسب ألوانها.
عن المعايير المعتمدة لاختيار الفائزين في تنفيذ مشروع الفرز الانتقائي، والحفاظ على الأحياء نظيفة، أشارت محدثتنا إلى أن الجمعية عملت على تنصيب لجنة أوكلت لها مهمة الوقوف على مراقبة ومعاينة عمل الأحياء المعنية بالمشروع، إلى جانب تنصيب مسؤولي الأحياء لتحفيز السكان على تنفيذه، موضحة أن أهم المعايير التي تم اعتمادها في اختيار الفائزين؛ مدى احترام الفرز بوضع كل النفايات في المكان المخصص لها، التقيد بمواعيد إخراج النفايات التي تعتبر من أكبر التحديات، والمبادرات الشخصية لسكان الأحياء من أجل المساهمة في نظافتها، كغرس الأشجار والإشراف على بعض الحملات التطوعية.
من جهة أخرى، أشارت محدثتنا إلى أن هذا المشروع النموذجي الذي تمكن من تحقيق أهدافه قصيرة المدى، والمتمثلة في الوصول إلى إقناع وتوعية سكان الأحياء بأهمية الفرز وتثمين النفايات، ينتظر أن يتوسع ليشمل بلديات أخرى، منها بلدية باب الزوار التي تعتبر المحطة المقبلة، بينما الهدف الأهم ـ حسبها ـ الذي تتطلع إليه الجمعية، فيتمثل في الوصول إلى تشجيع الشباب على إنشاء مؤسسات مصغرة لاسترجاع وتدوير النفايات، تجسيدا لمخطط وزارة البيئة والطاقات المتجددة، الرامي إلى تشجيع كل المبادرات التي تهدف إلى خلق اقتصاد أخضر تدويري.
من جهته، أثنى رئيس بلدية بوزريعة، محمد لمين كيتوني، على المشروع الذي قامت به جمعية "نساء في الاقتصاد الأخضر"، الرامي إلى تشجيع الفرز الانتقائي، وقال بالمناسبة، في حديثه مع "المساء"، إن النجاح في خلق جو تنافسي بين الأحياء للخروج بأنظف حي، مبادرة تستحق التشجيع، والبلدية كشريك، مستعدة لدعم كل المبادرات الرامية إلى تحفيز المواطنين على تنظيف أحيائهم". مشيرا في السياق، إلى أن الوصول إلى إنجاح المشروع راجع بالدرجة الأولى إلى التفاعل الإيجابي من المواطنين.
من جهة أخرى، وعد رئيس بلدية بوزريعة، سكان الأحياء التي تحصلت على المراتب الأولى، بأن يتم الشروع خلال الأيام القليلة القادمة، في تهيئة ملعبين جواريين للأطفال في كل من حي الساحل وبيتي زواف، الفائزان في تنفيذ المشروع، نظير المجهودات المبذولة في سبيل الحفاظ على أحيائهم نظيفة.
اقتربت "المساء" من ممثل الحي الفائز في تنفيذ المشروع، وعن طريقة تنفيذه، أشار السيد سمير عوام، ممثل الجمعية بحي الساحل، إلى أن انشغالهم بتنظيم حيهم كان بحاجة إلى تأطير، وبعد أن اتصلت بهم جمعية "نساء في الاقتصاد الأخضر" وعرضت عليهم المشروع، رحبوا به وأعربوا عن استعدادهم للمشاركة، خاصة أنه يخدم حيهم. موضحا أن العمل مع المواطنين كان سهلا، بالنظر إلى التجاوب الكبير الذي أبداه السكان الذين رحبوا بفكرة الفرز، وشاركوا في تنظيف حيهم، والنتيجة الحصول على المرتبة الثانية بعد حي "بيتي زواف"بفارق بسيط في النقاط.