لحماية الجسم من "التيتانوس"

تأكيد على تلقي "تذكير" التلقيح ضد بكتيريا الكزاز

تأكيد على تلقي "تذكير" التلقيح ضد بكتيريا الكزاز
  • 785
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حثت الدكتورة سامية مرحاوي، المختصة في الأمراض المعدية، على ضرورة "التذكير" ببعض اللقاحات المهمة في دورة الحياة لسلامة الجسم، مشيرة في هذا الصدد، إلى أن البعض ينسون القيام بما يسمى بـ"تذكير اللقاح" عند الكبر، ويعني بذلك تجديد اللقاح ضد أحد الفيروسات أو الأمراض، والتي يقوم بها الفرد في السنوات الأولى من عمره، مع ضرورة تجديدها، إذ أن مدة حياة البعض من تلك اللقاحات لا تتجاوز العشر سنوات، الأمر الذي يستدعي تجديدها في مرحلة الشباب. 

من اللقاحات التي سلطت عليها الطبيبة الضوء اللقاح ضد الكزاز او "التيتانوس"، وهي الكلمة التي يربطها دائما المجتمع الجزائري بالحديد وصدئه، إلا إنه في حقيقة الأمر هو عبارة عن بكتيريا، تتواجد أيضا في التراب، وقد تصيب أيضا الأسطح غير الملوثة بالصدأ. في هذا الصدد، قالت الطبيبة: "إن التطعيم ضد التيتانوس، هو من التطعيمات الضرورية لحماية الفرد، فرغم أنه مرض غير شائع يسببه نوع معين من البكتيريا، التي تعمل على إنتاج نوع خاص من السموم، إلا أنه خطير، فتلك الباكتيريا تؤثر بدورها على الأعصاب والعضلات، حيث تسبب تشنجات قوية في الرقبة والوجه والأطراف والمعدة".

قالت إن أكثر من 30 بالمائة من المصابين بالكزاز يموتون نتيجة الإصابة وعدم التطعيم، إذ أن التلقيح ضدها يحمي الجسم من المواد السامة التي تفرزها بكتيريا الكزاز، مشيرة إلى أن المضاد الذي يبقى مفعوله عشر سنوات، لابد أن يتم في العشرينيات من العمر، عادة يحدد خلال سن 25 ، ثم 35 سنة وإلى ذلك، خاصة بالنسبة للذين يعملون في مجال يكونون أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، مضيفة أن اللقاح يحتوي على ما يعرف بكوكتيل المضادات، يتم غالبا مزج مطعوم الكزاز التطعيم ضد السعال الديكي، والدفتيريا وأنواع أخرى من البكتيريا.وشددت المختصة على أن التطعيم يتم على شكل جرعات أولى، يليها تذكير بعد شهر واحد، ثم تذكير ثان بعد 6 أشهر، ويبقى المفعول عشر سنوات، مثبت فعاليته في حماية الجسم ضد تلك البكتيريا طيلة تلك الفترة، وتلك التطاعيم "المذكرة" يحددها الطبيب المعالج، وفق رزنامة، يوصي بها الشخص وفق جرعات داعمة ووقائية بعد العشر سنوات.

فيما يخص الأعراض الجانبية للتطعيم، قالت الدكتورة بأنها ككل لقاح قد تظهر بعض الأعراض على بعض الأشخاص، تختلف حدتها من شخص لآخر، تظهر غالبا على شكل حمى وتعب وصداع وألم وتورم واحمرار في موقع الحقن، وفي حالات أقل انتشار وهي الإصابة بتشنجات عضلية، لكنها أعراض طبيعية ولا تستدعي القلق، حسب المختصة. وفي الأخير، دعت الطبيبة إلى أهمية تنظيم حملات تحسيسية توعوية من أجل حث المواطنين على "التطعيم" ضد هذا النوع من البكتيريا، وأخذه بعين الاعتبار، لاسيما داخل المؤسسات التي لابد أن تتبنى هذا البرنامج لسلامة عامليها، من خلال تطعيمهم ضد "الكزاز"، خصوصا للذين يعملون في المجال الصناعي والإنتاجي، وفي ورشات ويكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة به اثناء حوادث عمل.