الدكتور فتحي بن اشنهو يحذر:

بعض السرطانات تنتشر لقلة النظافة الشخصية

بعض السرطانات تنتشر لقلة النظافة الشخصية
  • 946
❊  نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

أكد الدكتور فتحي بن اشنهو، الخبير في الإعلام الطبي على ضرورة ضبط إستراتيجية وطنية للتربية الصحية لنشر ثقافة تشمل النظافة الشخصية، مشيرا إلى أن العديد من السرطانات سببها الرئيسي قلة النظافة الفردية للزوجين، الأمر الذي يسبب التهابات وتكرارها يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة على الصحة.

 

أكّد المتحدث على هامش الندوة التي نظّمت مؤخرا بالمكتبة الوطنية الحامة تحت عنوان «الانفجار الديموغرافي وتنظيم الأسرة في الجزائر»، أنّ التنظيم الأسري موضوع أعمق من محاضرات للتفكير في طريقة تنظيم الأسرة أو تحديد النسل أو غيرها، وإنّما لابدّ من التفكير في طريقة لبناء مجتمع سليم وخال من الأمراض مهما كان عدد الولادات..

وكشف المتحدث أن الانفجار الديموغرافي في الجزائر، انتقل من مليون نسمة في 1962 إلى 42 مليون و500 في سنة 2017، ومن المرتقب أن يصل العدد إلى 52 مليون في أفاق سنة 2025، ليؤكّد ضرورة التفكير أكثر في طريقة يكون فيها السكان سليمين من الأمراض التي تهدّد الصحة العمومية، مشيرا إلى أن تنظيم الأسرة يبدأ بالاهتمام بصحة الأم والطفل، حيث أن رفاه الأسرة والمجتمع مرتبط بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية وكذا الاهتمام الخاص بالقطاع الصحي.

وأشار المتحدث إلى أن المجتمع طغت عليه بعض الذهنيات «السطحية»، لاسيما فيما يخص التعامل مع بعض المواضيع الهامة في المجتمع، منها النظافة الشخصية للزوجين، حيث قال  أن الاهتمام بالزواج اليوم، أصبح لا يتم إلا قبل فترة من الزفاف، إذ يهتم الزوج أو الزوجة بكيفية الظهور يوم الحفل فقط، ولا يولون أي اهتمام بعد ذلك، لاسيما ما يتعلق بثقافة النظافة التي لابد أن يعير لها كل طرف اهتماما خاصا، وهذا لمدى أهميتها في الحفاظ على الصحة بصفة عامة، وتقليل نسب الإصابة بالعديد من الأمراض، لاسيما الالتهابات التي قد تتسبب مضاعفاتها إثارة العديد من السرطانات.

وخص الدكتور الحديث على النظافة الحميمية، والعناية بالأماكن الحساسة، حيث قال أن العلاقة الزوجية تتعدى للعلاقات الحميمية، لذا من المهم جدا، أن يهتم الفرد بنظافته الشخصية حتى لا تتضاعف المشاكل لتصبح التهابات، قد تتحول لأمراض معدية، وهذا ما على الجهات المعنية الاهتمام به، والخروج من كلاسيكية الحملات التحسيسية التي لا معنى لها إلا الحديث عن أهمية الفحص المبكر، وما إلى ذلك، دون إثارة الأسباب الرئيسية لبعض السرطانات، والهدف من الحملة هو إعلام الجميع بالدور الكبير للنظافة، في حماية الفرد من المضاعفات الصحية  وهذا بنشر وعي صحي، لأن النظافة أمر حيوي بات يختفي تدريجيا من ثقافة الكثيرين، وأبسط مثال عن ذلك عادة غسل اليدين، التي كانت في سنوات مضت أمرا لا يستخف به مطلقا، إلا أن اليوم أصبح الفرد ينسى طريقة القيام بذلك ..إلى جانب عادات صحية أخرى لا تقل أهمية بدأت تختفي..

وأشار فتحي بن اشنهو، إلى أنّه من أكثر الأمراض انتشارا بسبب قلة النظافة الحميمية، هو سرطان الثدي وكذا سرطان عنق الرحم، موضحا أن نشر الوعي حول طريقة الوقاية من هذا النوع من الأمراض، أكثر أهمية من نشر ثقافة الكشف المبكر، لأن ذلك يعني أن المرض في مرحلة معينة منه، لكن الأفضل من ذلك هو تفاديه مطلقا وهذا حتى يسلم المجتمع من هذا النوع من الأمراض.