أسبوع عالمي للتوعية بمخاطر المضادات الحيوية
بعض الأدوية خطر على صحة الأطفال
- 240
نور الهدى بوطيبة
نظمت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مؤخرا، على هامش الأسبوع العالمي للتوعية بمخاطر المضادات الحيوية، حملة توعوية واسعة حول مخاطر الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، خاصة لدى الأطفال في ظل الارتفاع المتزايد في صرف هذه الأدوية دون حاجة طبية حقيقية. وجاءت هذه المبادرة في وقت ترى المنظمات الصحية العالمية، أن مقاومة المضادات الحيوية أحدُ أكبر التهديدات التي تواجه صحة الإنسان، لا سيما الأطفال. وحملت التظاهرة شعار مستقبل المضادات الحيوية مرهون بنا جميعا؛ إذ أكد القائمون على المبادرة أن تعريض الطفل للمضادات الحيوية ما هو إلا طريقة لإضعاف مناعته، بل والقضاء عليها تماما بعد سنوات.
وقال مصطفى زبدي، رئيس المنظمة، إن إطلاق الحملة في هذا التوقيت ليس صدفة، بل جزء من الجهود الوطنية لمواكبة الحراك العالمي، الهادف للحد من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، موضحا أن كثيرا من الأولياء يخطئون عندما يقدمون المضادات لأطفالهم مع أول ظهور لأعراض الزكام أو ارتفاع الحرارة، دون التأكد من طبيعتها رغم أن أغلب هذه الحالات تكون فيروسية، لا تحتاج مضادا حيويا. وأضاف قائلا: "كل استعمال غير مبرر يجعلنا نخسر فعالية هذه الأدوية تدريجيا. وقد نصل إلى مرحلة تصبح فيها البكتيريا أقوى من العلاج نفسه".
وفي إطار الحملة قدّم زبدي الذي يُعد أيضا طبيبا عاما، شروحات مبسطة للمواطنين حول المخاطر الحقيقية لسوء استخدام المضادات، موضحا أن وظيفتها الأساسية هي علاج العدوى البكتيرية فقط، مثل الالتهاب الرئوي. أما العدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا، فهي لا تستجيب للمضادات إطلاقا، مؤكدا أن الأطفال هم الأكثر تأثرا بالإفراط في تناول هذه الأدوية؛ لأن المضادات تقتل أيضا البكتيريا النافعة في أمعائهم؛ ما يضعف مناعتهم، ويرفع احتمالات إصابتهم بالحساسية والربو، بل قد يؤثر على نموهم الجسدي بشكل ملحوظ. كما أشار إلى أن مقاومة المضادات الحيوية لم تعد قضية مستقبلية، بل واقع بدأ يظهر في المستشفيات، حيث تواجه بعض العلاجات صعوبة في القضاء على البكتيريا؛ لأنها أصبحت أكثر شراسة. وشدد على ضرورة الالتزام بتوصيات الطبيب بشأن نوع المضاد، وجرعته، ومدة تناوله، وعدم مشاركة أدوية الأطفال فيما بينهم، أو الاحتفاظ ببقايا المضادات لاستعمال لاحق.
وشملت الحملة عدة أنشطة توعوية إضافة إلى بث رسائل وقائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات المنظمة. حيث أكد مصطفى زبدي أن هذه الحملة جزء من مسعى وطني مستمر، هدفه رفع الوعي الصحي لدى الأسر، وتوجيههم نحو التعامل المسؤول مع الأدوية بشكل عام، ومع المضادات الحيوية بشكل خاص.وفي الأخير أكد زبدي أن الأسبوع العالمي للمضادات ليس مجرد موعد توعوي دولي، ولا يجب أن يكون الحديث عن هكذا مواضيع محصورا بالأيام العالمية، بل لا بد من جعله حديثا جديا لتحسيس وتوعية المجتمع بخطورة مثل هكذا تصرفات قد تهدد الصحة العامة.