فيما دعا مختصون في الصحة للوقاية وتوخّي الحذر
بروز فيروسات جديدة أنتجها الاحتباس الحراري

- 609

يبدو أن القلق والخوف من هجمة فيروسية على غرار "كورونا" ، أصبح يشكل هاجسا عند الأفراد، لا سيما مع دخول موسم البرد؛ حيث يعمد الجميع للحماية؛ خوفا من بقايا "كورونا" ، أو فيروسات أخرى تهدد سلامة وصحة الإنسان. وفي هذا السياق، قال الدكتور مروان بن شاوش المختص في الطب العام، إن الفيروسات التي ظهرت خلال السنوات القليلة الأخيرة، أصبحت أكثر "قوة" من الفيروسات العادية، ولها قدرة، وسرعة تحوّر من شكل لآخر، هو ما يجعلها خطيرة، ويمكن أن تتصدى لأي عامل قد يُضعف قوّتها، موضحا أن التغير المناخي وفق الدراسات الحديثة، هو السبب الرئيس وراء بروز تلك الأنواع المختلفة من الفيروسات "القاتلة".
برزت منذ سنوات، خاصة بعد جائحة "كورونا"، العديد من الأمراض الشبيهة في أعراضها، بالأنفلونزا، لكن ليست بنفس خفّتها، بل أكثر حدة وقوة واستعصاء. وتظهر تلك الأعراض، بشكل تدريجي، على الشخص المصاب. وتمتد فترة الإصابة لأيام عديدة. وانتكاستها، أحيانا، تكون أخطر، بأعراض متفاوتة تبدأ في مرحلة أولى بالشعور بإرهاق شديد، وتعب. وتبرز حينها أعراض أخرى كآلام في المفاصل، والغثيان، والقيء، والإسهال. ثم تظهر أعراض الأنفلونزا؛ كالسعال والعطس، واحمرار العين، وسيلان الأنف، والصداع وغيرها.
وأوضح الطبيب أن في السابق كان موسم الأنفلونزا ونزلات البرد واضحا، ولا يتم تسجيل ذلك في غير فصل الشتاء، أو بعض الحالات في فصل الربيع؛ بسبب تغير الطقس، إلا أنه اليوم يتم تسجيل تلك الحالات بالإصابة بمثل تلك الفيروسات على مدار السنة، وحتى في عز الحر ومنتصف شهر الصيف، الأمر الذي يبدو غريبا رغم عدم وجود عوامل خطر مثل فصل الشتاء.
ووفق الدراسات التي أجريت في هذا الصدد قال الطبيب: "إن التغير المناخي هو السبب الرئيس وراء بروز هذه الفيروسات الجديدة، والتي هي في حقيقة الأمر، ليست بالجديدة في العالم، وإنما جديدة على البشرية؛ بمعنى آخر هي من الفيروسات التي كانت متواجدة في عصر الديناصورات"، على حد تأكيده، واختفت حينها عند تجمّد جزء من الكرة الأرضية. ثم ها هي اليوم تظهر بسبب الاحتباس الحراري، وذوبان الجليد، لتظهر من جديد، وتنتشر في الهواء بين فترة وأخرى.
وقال الطبيب إن تبنّي إجراءات الوقاية الشخصية أمر أكثر من ضروري؛ فلا يمكن الحديث عن انتهاء مرحلة خطر الأوبئة، بل اليوم هي تهدد السلامة العامة، ويمكن أن يظهر في أي وقت، فيروس جديد يضرب العالم.
وعن فيروس كورونا يؤكد الطبيب تسجيل بعض الحالات حول العالم، كما برز في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا متحور جديد، وهذا يعني بقاء الخطر؛ الأمر الذي يستدعي الإبقاء على الحيطة والحذر، وتبنّي نظام صحي على المستوى الفردي.
وعن الإصابات الفيروسية التي يتم تسجيلها بين الأطفال وبين كبار السن والأشخاص الأكثر حساسية خلال هذه الأيام، أشار إلى أن ذلك راجع إلى انتشار فيروس هذه الأيام، أعراضه مزيج بين أعراض الأنفلونزا والتسمم الغذائي، فترة حضانته بين اليومين والأسبوع، وقد تحدث فيه انتكاسة ليمتد إلى غاية أسبوعين. وهذه الحالات تم تسجيلها على مستوى المصالح الاستعجالية؛ حيث يتقدم المرضى بعد الشعور بالغثيان والإسهال وآلام في البطن والمفاصل، لتليها بعد الاستشارة، أعراض الأنفلونزا؛ كالسعال، والعطس، والصداع.
وفي الأخير دعا الطبيب إلى احترام التباعد الجسدي عند الشعور بأي عرض من هذه الأعراض؛ لأنها تبقى الوسيلة الأحسن لتفادي انتقال العدوى من شخص لآخر، ولتفادي احتمالية انتقال تلك الفيروسات، وتحوّلها إلى وباء وسط المجتمع.