ترشيد استهلاك المياه
برامج متنوعة للتحسيس والتوعية

- 148

تعد المياه من أهم الموارد الطبيعية، التي تتطلب المحافظة عليها، فهي السبيل لاستمرار الحياة، لأنها تدخل في العديد من النشاطات الحيوية، ما يتطلب الحفاظ عليها، وترشيد استهلاكها والكف عن هدرها، خاصة بعد تراجع تساقط الأمطار، التي أدت إلى اتخاذ تدابير هامة، لضمان تزويد عادل ومنتظم للمواطنين بالمياه الصالحة للشرب، وتوعيتهم بضرورة الحفاظ على هذه الثروة الحيوية، من خلال تنظيم حملات تحسيس، لفائدة الأطفال ومختلف شرائح المجتمع.
تعتبر حملات التوعية لترشيد استهلاك المياه، من الأدوات الفعالة لتغيير سلوكيات المواطنين، وتشجيعهم على الحفاظ على الماء، من خلال تجنب التبذير، والتبليغ عن التسربات المائية، ومحاولة إصلاح تلك التي تحدث في المنازل، والتي تتسبب في ضياع كميات معتبرة منه، وحرمان العديد من المواطنين من هذه المادة الحيوية، في حالة الاعتداء على شبكة توصيل، هذا المورد الحيوي.
وبهدف رفع الوعي حول أهمية الحفاظ على هذه المادة الحيوية، على تحسيس المواطنين بضرورة ترشيد استهلاك الماء، نظمت الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية، حملات تحسيس حول هذا الملف مع العديد من الوزارات، على غرار وزارة التربية الوطنية، لتخصيص دروس حول هذا الموضوع، ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف، من أجل مساهمة أئمة المساجد في توعية المصلين بضرورة عدم تبذير الماء، خاصة في السنوات الأخيرة التي عرفت تراجعا كبيرا في نزول الغيث.
وقد استغلت الوكالة، مراكز العطل والترفيه بالمخيمات الصيفية موسم 2025،عبر الولايات الساحلية، لتحسيس الأطفال بضرورة اقتصاد الماء، وتكريس ثقافة الحفاظ على الموارد المائية لدى مختلف فئات المجتمع، وخاصة الأطفال، وتربيتهم على السلوكيات السليمة تجاه هذا المورد الهام، فضلا عن تنظيم عدة ورشات تربوية وعروض توعوية مبسطة، حول أهمية الماء في حياتنا اليومية، الأخطار المرتبطة عن التبذير وسوء الاستعمال، طرق بسيطة وفعالة لترشيد استهلاك الماء في البيت والمدرسة، دور كل فرد، صغيرا كان أو كبيرًا، في حماية هذه الثروة الحيوية، كما تم تنظيم ألعاب ومسابقات تربوية، إلى جانب توزيع مطويات وملصقات تهدف إلى ترسيخ هذه الثقافة في أذهان الأطفال بطريقة مرحة وممتعة.
تهدف هذه النشاطات الصيفية، إلى ترسيخ ثقافة الحفاظ على الموارد المائية، والسلامة البيئية في نفوس النشء، وتوعيته بأهمية المورد الحيوي، وإعطائه دوما قيمته الحقيقية، حفاظا على استمراريته وتوفره للأجيال القادمة، حيث زادت الأنشطة التربوية والترفيهية المتنوعة بالمخيمات، في الرصيد المعرفي للأطفال، حول قيمة الماء، الذي يعتبر عنصرا حيويا لا حياة بدونه، ويجب الحفاظ عليه خاصة خلال الفترة الصيفية، التي يزيد فيها استعماله.
من جهتهم، استفاد عدد من الأئمة على المستوى الوطني، من برنامج تحسيسي، من أجل إشراكهم في الحملات التوعوية، بضرورة الحفاظ على المورد المائي، لاسيما من خلال خطبهم ، حسبما أوضحه المكلف بالإعلام في الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية لـ«المساء"، تحت شعار "المحافظة على الماء واجب ديني"، في إطار تعزيز الوعي، وتعبئة المواطنين وحثهم على اقتصاد الماء.