التعليم القرآني بغرداية
برامج تربوية صيفية بالزوايا والمدارس القرآنية

- 850

اعتمدت الزوايا والمدارس القرآنية المنتشرة بولاية غرداية، برامج تربوية وروحية خلال العطلة الصيفية لفائدة الأطفال والشباب، حسب ما عُلم من المديرية المحلية للشؤون الدينية والأوقاف. ويسهر المشرفون على هذه الهياكل الدينية التي تشهد توافد عدد هام من الأطفال والشباب من أجل حفظ القرآن الكريم وبعض قواعد الفقه، على تقديم برامج دينية وتربوية متنوّعة؛ لغرس القيم الروحية الصحيحة، والمبادئ الأخلاقية في أوساط التلاميذ؛ لتجنيبهم الوقوع في الآفات الاجتماعية، مثلما صرح بذلك مدير مكتب التعليم القرآني محمد بن زيطة.
والمدرسة القرآنية زاوية ‘’الهدى والضياء’’ التابعة للشيخ بابا لحسن الواقعة بحي بن سمارة بمدينة غرداية التي تضمّ أكثر من 500 تلميذ من داخل المنطقة وخارجها، واحدة من المعالم الدينية التي تساهم في نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف؛ من خلال اعتمادها برنامجا تربويا وروحيا متكاملا يقوم على حفظ القرآن الكريم، وتعلّم أحكامه، وغرس في نفس الوقت قواعد الأخلاق في أوساط التلاميذ، وتحسيسهم بأخطار الآفات الاجتماعية وسبل الوقاية منها، مثلما أوضح نجل شيخ الزاوية القرآنية، بابا عبد الله.
وتقوم الزاوية بتطبيق برنامج تعليمي ثريّ يساعد التلميذ على ملء الفراغ، الذي يبدأ من الصباح الباكر بكتابة أجزاء من القرآن الكريم على الألواح الخشبية بغرض حفظها. وهي طريقة تقليدية تعتمدها المدارس القرآنية عموما في تدريس وحفظ القرآن الكريم، قبل استظهارها، إلى جانب ترديد الأذكار جماعيا، كما شرح المتحدّث.
ويقوم شيخ المدرسة القرآنية بإلقاء دروس متنوّعة تشمل الفقه المالكي، والسيرة النبوية الشريفة، واللغة العربية، ومواعظ روحية تزكي نفوس التلاميذ، فضلا عن تقديم نصائح حول صلاح الفرد في المجتمع، والوقاية من مختلف الانحرافات الاجتماعية، مثلما جرى توضيحه.
ويرى الشيخ بابا عبد الله أنّ هذه المنهجية التعليمية ساهمت في إعداد وتخرّج خطباء وأئمة وأساتذة، ساهموا في غرس القيم الروحية، ونشر الإصلاح في المجتمع.
وتحصي ولاية غرداية 308 مرفق لتعليم القرآن الكريم، منها 25 مدرسة قرآنية، و8 زوايا، فضلا عن 275 قسم قرآني تابع للمساجد، تحتضن حاليا مجتمعة، أزيد من 51 ألف تلميذ، منهم 29 ألفا من فئة الذكور، و22 ألفا من فئة الإناث، يشرف عليهم أزيد من 490 مؤطر ما بين أساتذة وأئمة ومرشدين ومتطوعين، كما أشير إليه.