ينتشر بشكل كبير بمنطقة خناق مايون
انطلاق جني فاكهة "القطلب" بسكيكدة
- 170
بوجمعة ذيب
انطلق، مؤخرا، على مستوى كل المناطق الغابية المتواجدة بإقليم بلدية خناق مايون الواقعة أقصى غرب سكيكدة، جني فاكهة "القطلب" أو "اللّني" أو كما تعرف باللغة الأمازيغية بـ"السسنو" و"أساسنو" أو أيضا الكرز البري أو الفراولة الجبلية، لاسيما وأنّ بالمنطقة ثروة غابية لا يمكن الاستهانة بها وذات قيمة اقتصادية، تتشكل في معظمها من هذا النوع من أشجار هذه الفاكهة التي يعود أصلها إلى الإغريق، حيث تمثّل حسب بعض الأهالي أكثر من 70 بالمائة من المساحة الغابية، ومن ثمّة تعد شجرة "القطلب" أو الكرز البري من أقدم الأشجار المثمرة بالولاية وحتّى على مستوى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
وتنضج هذه الفاكهة، حسب مصدر من مديرية المصالح الفلاحية بال ولاية، أواخر شهر أكتوبر، وتتواصل إلى غاية أوائل شهر ديسمبر، وتكون أكثر نضجا خلال شهر نوفمبر، وتختلف المدة بحسب مناخ المكان ودرجة الحرارة، إذ يمكن أن تظهر سريعا وتختفي أسرع من ذلك. وتتهافت العديد من العائلات بما فيهم الشباب على جني هذا الحصول وإعادة بيعه في الأسواق سواء على المستوى المحلي أو حتّى على مستوى عدد من التجمعات السكنية الكبرى بما فيها خارج الولاية كقسنطينة وسطيف وحتّى العاصمة، كما تقوم العديد منها بمنطقة خناق مايون ولعوينات وإلى يومنا هذا بصناعة المربى التقليدي بالكرز البري، إلى جانب إنتاج العسل المُر المرتبط بهذه الشجرة الذي يكثر الطلب عليه نظرا لفوائده الصحية. وتتميز فاكهة "القطلب" بأنّها غنية بفيتامين (س)، كما أن طعمها عبارة عن مزيج بين الكيوي والكرز وبرتقال المنذرين.
العديد من أهالي خناق مايون، ما يزالون إلى اليوم لا سيما القاطنون على مستوى المناطق الجبلية، يستخدمون ثمرة "اللّني" في علاج العديد من الأمراض، كالأكزيما المرتبطة بالنقرس، مرض وآلام الروماتيزم، وآلام المفاصل خاصة المفاصل الكبيرة كالركبة والمرفقين، إلى جانب علاج آلام الظهر ومشاكل البول المتقدمة بالمثانة وفي الحمية بالخصوص وأنّها تحتوي على "البيكتين" و"النشا" وأيضا تحتوي على مضادات الأكسدة بتركيز عال ممّا يجعلها أيضا واقية للقلب والشرايين وحافظة كذلك من تآكل الخلايا الدماغية والغريب في تركيبها الكيماوي أنها تحتوي على معدن الكروميوم الذي يساعد على تخفيف الدم وتنشيط الدورة الدموية وتسكين آلام العضلات، ناهيك عن تصدره لقائمة الفواكه المذيبة لحصوات المرارة وكذلك تحسين حلة القولون والمعدة وغيرها.
وتبقى مثل هذه الثروات الطبيعية التي تزخر بها كل المناطق الجبلية بسكيكدة، لاسيما تلك المتواجدة بالجهة الغربية، بحاجة إلى اهتمام أكيد من خلال الاستثمار في تلك الخيرات عن طريق إنشاء مؤسسات مصغرة لإنتاج الزيوت الطبية أو لتسويق المنتوج خارج حدود الولاية ولما لا خارج التراب الوطني، إضافة إلى ذلك فإنّ المجالس الشعبية البلدية، تنظيم أعياد لتلك المنتجات على غرار عيد الفراولة وعيد حب الملوك وغيرها، من شأن مثل تلك التظاهرات تساهم في تعريف بخيرات المنطقة، كما تشجع على السياحة وغيرها.