رغم العزوف عن بعض الحرف العريقة

انتعاش في صناعة الحلويات والألبسة والحليّ لارتباطها بالأعراس

انتعاش في صناعة الحلويات والألبسة والحليّ لارتباطها بالأعراس
  • القراءات: 735
رشيدة بلال رشيدة بلال

يتجه اهتمام عدد من الفتيات بتعلم الصناعات والحرف اليدوية خلال العطلة الصيفية لاستثمار وقت الفراغ، إلى تعلّم بعض الأنشطة المرتبطة خاصة بالأفراح والمناسبات السعيدة؛ مثل الأعراس؛ حيث تقبل الفتيات على الجمعيات وبعض المدارس المتخصصة، من أجل تعلم صناعة الحلويات، وكل ما يتعلق بحرف الديكور والتزيين، وحتى صناعة الحلي بمختلف أنواع الأحجار والخرز؛ الأمر الذي جعل بعض الحرف اليدوية تعرف انتعاشا كبيرا في الصيف على خلاف أخرى، دفع عدم الاهتمام بها إلى اندثارها.

يقف زائر معارض الصناعات التقليدية التي تقام خلال العطل الصيفية، على التنوع الكبير في المعروضات التي ترتبط ارتباطا كبيرا بموسم الأفراح؛ حيث تتجه الحرفيات إلى عرض مشغولات يدوية، كلها مرتبطة بهذا الموسم، خاصة ما تعلق منها باللباس التقليدي وبصناعة الحلويات، التي أصبحت تستقطب اهتمام عدد كبير من الفتيات خلال فصل الصيف بالنظر إلى الطلب الكبير عليها، خاصة ما يُعرف بـ "حلي البريستيج". كما يكثر الطلب على تعلم كل الحرف المتعلقة بالديكور، وحتى صناعة الحلي.

وحسب ما جاء على لسان بعض الحرفيات، فإن الاهتمام بتعلم الصناعات التقليدية خلال موسم العطل، أصبح مرتبطا ارتباطا كبيرا، بالصناعات التي تدرّ أموالا، مؤكدين أن جيل اليوم لا يحب تعلم الحرف اليدوية، وإنما يفضل الارتباط بالتكنولوجيا التي تسببت في تضييع بعض الحرف. وحسب الحرفية في صناعة اللباس التقليدي "فاطمة الزهراء. ف« من البليدة، فإن محاولاتها باءت بالفشل لتعليم ابنتها هذه الصنعة؛ لكونها، حسبها، من الصناعات المتعبة، وغير المربحة.

ومن جهتها، أكدت رئيسة جمعية ورود المستقبل لولاية البليدة، السيدة حفيظة فروج، أن الإقبال عليها كبير من الفتيات بعد انقضاء الموسم الدراسي لتعلم عدد من الصناعات اليدوية؛ من أجل هذا تسطر الجمعية خلال هذه الفترة من السنة، برنامجا خاصا بتلبية الطلب الكبير عليها؛ من خلال برمجة عدد من الدورات والورشات، مشيرة إلى أن فتيات اليوم لا يرغبن في تعلم كل الحرف، وإنما يخترن الحرف التي  تتصف بالحيوية، وتفتح مجالا واسعا للاستثمار، خاصة ما تعلق منها بصناعة المملحات والحلويات التقليدية بلمسة عصرية والمطلوبة في الأعراس، وكذا الخياطة، بعدما رُد الاعتبار للباس التقليدي في المناسبات، وأصبح الطلب كبيرا عليه؛ تقول: "حيث نقوم في بعض الأحيان، بفتح أفواج لتعليم الفتيات الصغيرات، فنون الخياطة بين سني 13 و16 سنة".

ومن جهة أخرى، تشير المتحدثة إلى أن تعلم الحرف خلال موسم الصيف من طرف الفتيات، تحول إلى تحدّ في ظل التحول الرقمي، الذي جعل الفتيات يرتبطن ارتباطا كبيرا بالتكنولوجيا؛ إذ يفضّلن تمضية الوقت في الدردشة عوض تعلم صنعة؛ تقول: "من أجل هذا نحاول في الجمعية، استقطابهن لتعليمهن بعض الحرف التي تسير في طريق الزوال، من خلال إدخال بعض الرتوش العصرية عليها"، مؤكدة في السياق، أن بعض الحرف التي تعزف الفتيات عن تعلّمها، هي الحرف التي تستغرق وقتا طويلا، وتحتاج إلى الكثير من الصبر والدقة في الإنجاز؛ مثل الفتلة، و"المجبود"، و"الشبيكة"، و"الكروشي"، هذه الحرف تحتاج إلى كثير من الجهد؛ من أجل ذلك يتم تجنبها، فيما يتم تغليب باقي الحرف الأخرى التي تنتعش في الصيف، خاصة ما تعلق منها بصناعة الحلويات بكل أنواعها.