بعد توزيع مئات السكنات الجديدة

انتعاش في أسواق الأثاث والأفرشة

انتعاش في أسواق الأثاث والأفرشة
  • 807

عرفت محلات بيع الأثاث والأفرشة في الأشهر القليلة الماضية، التي تزامنت وعمليات توزيع السكن، سواء في إطار سياسة القضاء على السكن الهش، أو في حصول المسجلين في مختلف الصيغ على سكناتهم، انتعاشا كبيرا، حيث أقبلت الأسر على اختيار ما يناسب سكناتهم الجديدة من أثاث وأفرشة، كل حسب ميزانيته، الأمر الذي استحسنه تجار الأثاث  وحتى أصحاب ورشات صناعة الأثاث، الذين اقترحوا على الزبائن بعض التخفيضات والعروض الحصرية من أجل الترويج لسلعهم.
اختارت "المساء" التواجد في واحد من أكبر المساحات التجارية المخصصة لبيع الأثاث بالقليعة في ولاية تيبازة، حيث كانت لها دردشة مع بعض تجار الأثاث، وأصحاب الورشات من المختصين في صناعة الأثاث المنزلي، وحول مدى إقبال المواطنين، خاصة المستفيدين من السكنات الجديدة، على اقتناء بعض الأثاث لمنازلهم، أكد أغلب المستجوبين بأن عمليات توزيع السكن الأخيرة، أنعشت سوق الأثاث الذي عرف منذ جائحة "كورونا" ركودا كبيرا، والذي تأزم أيضا بفعل الارتفاع المسجل في أسعار الخشب. وحسبهم، فإن الطلب من طرف المستفيدين من السكنات، عادة ما يكون حول غرف النوم وغرف الأطفال، وبعضهم الآخر حول بعض الأثاث الموجه للمطبخ، مثل الطاولات والكراسي وكذا غرف الضيوف، وأوضح صاحب محل "الرحمة لبيع الأثاث"، أنه سجل بشكل كبير، طلبات على غرف النوم وغرف الضيوف، معلقا بالقول: "بعض الزبائن أبوا إلا أن يدخِلوا بعض القطع الجديدة من باب التفاؤل والاستبشار، ويعكس أيضا حجم الفرحة الكبيرة".
من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أنه رغم غلاء بعض غرف النوم، التي تتراوح أسعارها بين 40 ألفا إلى 80 ألف  دينار، إلا أن إمكانية الدفع بالتقسيط واردة، لافتا بالمناسبة، إلى أن الطلب أيضا كبير على الأثاث الخاص بالمطبخ، مثل الطاولة والكراسي وغرف الجلوس، بينما يفضل، حسبه، آخرون اقتناء صالونات جاهزة، خاصة أن غرف الجلوس هي أكثر الغرف التي يُستقبَل الضيوف فيها".
وغير بعيد، أكد تاجر آخر مختص في بيع الأثاث، بأنه يسجل منذ انطلاق مرحلة توزيع السكن، خاصة من المستفيدين من ولاية البليدة، التي عرفت هذه السنة توزيع أكبر حصص سكنية في مختلف الصيغ، إقبالا كبيرا من العائلات لاختيار بعض الأثاث لمساكنهم الجديدة، وحسبه، فإن الطلب لم يقتصر على التواجد في المحل للاختيار فقط، إنما حتى عبر صفحاتهم على "فيسبوك"، حيث يجري تسجيل الكثير من الطلبيات، خاصة حول غرف الجلوس وغرف النوم، معلقا بالقول: "المستفيدون من السكنات عاشوا فرحة الاستفادة من سكناتهم، ونحن نعيش فرحة انتعاش سوق الأثاث الذي عرف في السنوات الأخيرة بعض الركود".

بيع بالتقسيط إرضاء للزبائن

وحسبما جاء على لسان "عبد الهادي. م"، صاحب ورشة لصناعة الأثاث المنزلي، فهو الآخر سجل في الأشهر الأخيرة التي تزامنت مع توزيع السكنات، عددا من الطلبيات خاصة بتجهيز المطبخ، إلى جانب تسجيل طلبيات أخرى لصناعة بعض الخزائن والأسرّة  وغرف النوم، مشيرا إلى أن بعض العائلات تجد نفسها عاجزة عن شراء بعض الأثاث دفعة واحدة أو قد لا تجد ما تبحث عنه في محلات بيع الأثاث، فتتجه إلى ورشات صناعة الأثاث المحلي، وأردف في هذا الصدد: "لدينا عروض حصرية مناسبة تتماشى والقدرة الشرائية من جهة، وتحقق رغبات الزبائن، ونمنح لهم فرصة تجميع المال الكافي لدفع ثمن ما يتم صناعته عبر عدة أقساط".
وإذا كانت محلات بيع الأثاث تعرف انتعاشا، بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها من المستفيدين من شقق جديدة في مختلف الصيغ، فإن محلات بيع الأفرشة هي الأخرى تعرف حركية تجارية، وهو ما أكده لنا عمي جمال بائع الأفرشة بالعفرون  ولاية البليدة، الذي قال في معرض حديثه، بأن زبائنه في الآونة الأخيرة، تباينوا بين المقبلين على إقامة عرس وبين المستفيدين من سكنات جديدة، حيث سجل طلبا كبيرا على الزرابي بمختلف الأحجام، وكذا الأفرشة الخاصة بالغرف والنوافذ، معلقا بالقول: "بأن إحدى السيدات، وهي تجهز لمنزلها الجديد، بصيغة "عدل"، ومن شدة فرحتها، قالت بأنها تشعر وكأنها عروس تزف إلى بيتها الجديد، كونها تعيش مرحلة التجهيز التي عاشتها في سنوات مضت.
من جهة أخرى، أوضح عمي جمال بأن أغلب المستفيدين من السكنات، ارتأوا الدخول إلى منازلهم بلمسة جديدة سواء في مجال الأثاث أو الأفرشة، كنوع من التفاؤل، وتعبيرا على الفرحة الكبيرة بسكناتهم التي انتظروها لسنوات، لافتا إلى أنه سجل طلبا كبيرا على كل المستلزمات الخاصة بغرف الجلوس، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار بعض القطع، إلا أن المحل يقدم إمكانية البيع بالتقسيط، الأمر الذي أثلج صدور الكثير من الزبونات.