أعراض مشابهة لتسممات غذائية
انتشار "فيروس" يسبب ارتفاع درجة الحرارة

- 1148

حذرت الدكتورة جميلة مزياني، المختصة في الطب العام، من انتشار فيروس مجهول الهوية، يصيب عددا كبيرا من المواطنين، أعراضه قريبة من أعراض التسمم الغذائي، إلا أنها تمتد لأكثر من يوم واحد، على عكس التسمم الذي عادة ما تنقص أعراضه مباشرة بعد أولى جرعات العلاج.
يشتكي عدد من المواطنين خلال الأيام التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، من ولايات مختلفة، من بروز أعراض مرض غير واضحة السبب، راجعة لفيروس مجهول، حسب العدد الكبير للاستشارات الاستعجالية خلال هذه الفترة، مما دفع إلى استنفار المهتمين بالصحة بالعمومية، خوفا من انتشاره وتوسع رقعة الإصابة به، لاسيما بين الأطفال وطلاب المدارس، مع اقتراب الامتحانات.
وقد استقبلت المصالح الاستعجالية في تلمسان، منذ بداية موسم الحر، عددا كبيرا من الأطفال، وحتى كبار السن وحوامل يعانون من أعراض مشابهة لتسممات غذائية، إلا أنها ليست كذلك، على حد تعبير المختصة. تتمثل تلك الأعراض في إسهال حاد وقيء وآلم شديد في الرأس وشعور بتعب وإرهاق كبير، وهي أعراض جد قريبة للتسمم، لكن دون أن يتعرض تماما الشخص لأكل تالف أو ملوث.
أشارت الطبيبة إلى أن تلك الأعراض، دفعت الطاقم الطبي بالمؤسسة إلى التشخيص في مرحلة أولى، على أنها إصابة بفيروس "كورونا"، إلا أن نتائج الاختبار أظهرت عكس ذلك، مما أدى إلى اشتباه الأطباء بالإصابة بتسمم غذائي، إلا أن تلك الحالات ليست تماما ناتجة عن غذاء فاسد، وفق ما أكده المصابون، وهوما جعلهم يقربونها إلى فيروس موسمي يستهدف بالدرجة الأولى الأطفال، والأشخاص أكثر حساسية، ككبار السن والحوامل، نظرا لمناعتهم الضعيفة.
أوضحت الدكتورة، أن البروتوكول المتبع إلى حد الساعة، لعلاج تلك المصابين، يشمل تناول محلول لتهدئة الألم، ومحلول مغذي لتعويض الجفاف، الذي تصاحب المصاب بسبب القيء والإسهال الحاد، وأشارت إلى أنه من الضروري اعتماد بروتوكول صحي متبع في علاج حالات "كورونا"، للحد من العدوى، في حالة عدم تحديد ماهية الفيروس إلى حين معرفة طرق العدوى، خاصة أن هذا الفيروس معروف بانتشاره السريع بين الأطفال.
أكدت الطبيبة أن هذا النوع من الفيروسات الغامضة جد شائعة عند تغير المواسم، فحتى في شهر سبتمبر، شهدت البلاد موجة من نوع آخر من الفيروسات، لها تقريبا نفس الأعراض، إلا أنها كانت مصاحبة بحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم.
أرجعت الدكتورة شكوكها إلى شرب ماء مجهول المصدر، أو مشتقات الحليب، وهو ما أجمع عليه عدد من المصابين، وشددت في الأخير الطبيبة جميلة مزياني، على ضرورة احتواء الفيروس، لاسيما بين الأطفال، لمنع تفشيه أكثر، خصوصا بين التلاميذ، لاسيما أن الامتحانات على الأبواب.