الحظيرة العمومية للتسلية والألعاب بوهران

الوجهة المفضلة للعائلات رغم منافسة الخواص

الوجهة المفضلة للعائلات رغم منافسة الخواص
  • 516
❊ق.م ❊ق.م

لا زالت الحظيرة العمومية للتسلية بحي الحمري في وهران، والتي تتربع على مساحة إجمالية قدرها 9 هكتارات، والمنجزة سنة 1983، تحافظ على مكانتها كوجهة مفضّلة للعائلات الوهرانية وزوار هذه المدينة من كل أرجاء الوطن، رغم تنوع عروض الخواص الذين أقاموا العديد من الاستثمارات في هذا المجال بالغرب، وتحاول هذه المنشأة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري، الخاضعة لوصاية مصالح ولاية وهران، من خلال مساع حثيثة للاحتفاظ بهذه المكانة لدى العائلات، عبر اجتهادات متواصلة لتطوير الخدمة وعصرنة هياكل الحظيرة بما يتناسب وطموحات الزوار، لاسيما فئة الأطفال.

حسب المدير المالي للحظيرة العمومية عابد قنون، فإن التحسينات المتتالية التي يتم إنجازها باستمرار، سمحت بتطوير المنشأة، لاسيما على ضوء الاستقرار المادي لها، مبرزا أن الأمر نتج عنه ارتفاع حجم الزوار الذي بلغ خلال السنوات الأربع الأخيرة معدلا يفوق 1,2 مليون زائر سنويا، دون حساب معدل نصف مليون آخرين، يتوزعون على ما يتم منحه لبعض الشرائح، كالأطفال اليتامى، وكذا في إطار الامتيازات الممنوحة للأطفال المشاركين في قوافل العطل الصيفية من مختلف الولايات.

بالنسبة لمديرها العام عبد الرحمان بلعباس، فإن الاحتفاظ بهذه المكانة في الآونة الأخيرة، أصبح أمرا عسيرا، بفعل كثرة الاستثمارات التي اعتمدتها الدولة لفائدة الخواص في مجال التسلية والترفيه، والتي أتاحت إقامة فضاءات متنوعة تقترح خدمات حديثة مبتكرة، ويقول "الأمر الذي دعانا إلى مواكبة هذه المعطيات الجديدة،  والاعتماد بدورنا كمتعامل عمومي في هذا الميدان، على ابتكار مناهج  لتعزيز الاستقطاب مع الاحتفاظ بالدور الأساسي للحظيرة المتمثل في الخدمة  العمومية"

تجهيزات جديدة لتنويع الخدمة

أضاف السيد بلعباس قائلا "كان علينا الاستجابة لطموح المواطنين في مجال الألعاب والتسلية، من خلال تحديث بعض التجهيزات دون المساس بنمط الحظيرة التي تتميز بتنوع الألعاب الميكانيكية التي يفضلها الأطفال والشباب"، مشيرا إلى أن عملية التحسين لا زالت متواصلة، إذ تم رصد غلاف مالي استثماري قدره 150 مليون دج من أجل استحداث 12 وحدة ألعاب جديدة داخل الحظيرة، تقترح للزبائن أنواعا مبتكرة، ومكملة لـ35 وحدة المتواجدة بالمنشأة، مؤكدا أن إقامة هذه الوحدات الجديدة يندرج في سياق دراسة دقيقة حول نجاعة الاستغلال الأمثل لفضاء الحظيرة، الذي يحتوي على أماكن مواتية لاستقطاب المزيد من التجهيزات، في إطار ما يعرف "بعقلنة استغلال الفضاء لتحسين المردودية الاقتصادية للمؤسسة"، مضيفا أن الوحدات الجديدة الـ12 ستكون عملية، قبل حلول شهر رمضان وموسم الاصطياف، اللذان تكثر فيهما الحركة على مستوى الحظيرة، وتم أيضا الاستثمار في العديد من الجوانب لتحسين الخدمة، خاصة من الناحية الأمنية، للوقاية من الحوادث وضمان سلامة المستعملين، مشيرا إلى المراقبة والفحص الدوري للتجهيزات من قبل أعوان المؤسسة الوطنية للمراقبة التقنية، علاوة على المداومة اليومية لهذه المهمة من قبل تقني المؤسسة المكونين في المجال.

ولم يخف القائمون على المؤسسة أن الحرص على تطوير الاستثمار في العامل الأمني للمحافظة على سير المنشأة، استوجب توظيف بعض الأعوان الذين يكتسبون تجربة ومهارة في ميدان الوقاية والتدخل، على غرار بعض أولئك حديثي التقاعد لمصالح الحماية المدنية والأمن الوطني، مما عزز عملية التسيير بشكل "مثالي"، حسبهم.

بالنسبة لموضوع الحوادث الممكنة، ذكر القائمون على الحظيرة أن تعزيز التغطية الأمنية "كما ونوعا"، وتشديد المراقبة القبلية والبعدية لضمان سلامة الاستعمال على مستوى التجهيزات ذات الطابع الميكانيكي، مكّن من تسجيل النتائج المرجوة، حيث لم يسجل أي حادث بعد سنة 2010 التي عرفت حادثا مأساويا بوفاة شاب، بينت التحقيقات أن الأمر يتعلق بعدم احترام التوصيات الأمنية والمخاطرة على سبيل المغامرة.

كما يعتمد أيضا على التغطية الشاملة داخل محيط المنشأة وخارجها عبر كاميرات المراقبة استجابة لانشغال العائلات، على ضوء ارتفاع الإقبال على الحظيرة في مواسم العطل المدرسية والأعياد، مما يستوجب تشديد المراقبة على تنقل الأطفال وحركتهم ما بين تجهيزات الألعاب.

"ميغا لاند"... عملية استثمارية بشراكة صينية

في سياق الانفتاح والاستثمار في ميدان التسلية والترفيه، التي تعتبر واحدة من عوامل الرفاه والتنشئة الاجتماعية، تخوض مؤسسة الحظيرة العمومية للتسلية لولاية وهران، في مشروع استثماري في إطار الشراكة مع متعامل صيني يخضع للقانون الجزائري، في إطار قاعدة 51-49، ويتم في هذا الصدد التحضير لمشروع إنجاز حظيرة "متطورة" للتسلية والألعاب "ميغا لاند" على مستوى شرق وهران،  بمحاذاة شارع الألفية (ميلينيوم)، إذ من المقرر أن تبدأ الأشغال في غضون الأسابيع المقبلة، على أن يتم تسليم المنشأة خلال العامين المقبلين على مرحلتين، يسبق فيها فتح فضاءات الألعاب والتسلية  كمرحلة أولى، في غضون سنة، تليها المرحلة الثانية المتعلقة بتشييد الفندق والمركز التجاري وفضاءات أخرى للخدمات.

يتربع المشروع على مساحة تقدر بنحو 15 هكتارا، ويضم حظيرة للسيارات بثلاثة طوابق بطاقة استيعاب 3 آلاف سيارة، وفق بلعباس عبد الرحمان، الذي أشار إلى أن هذا المشروع يعد واحدا من العمليات الاستثمارية الكبرى، التي ستعزز مكانة وهران في مسارها، كواحدة من أبرز واجهات البحر الأبيض المتوسط، لاسيما من جانب ترقية الاستثمار السياحي، تحسبا لاحتضانها الألعاب المتوسطية في 2021.

كما ستضم هذه المنشأة الجديدة التي يتواجد موقعها بالقرب من الواجهة البحرية، عدة ألعاب مبتكرة، وفق معايير دولية حديثة في هذا الميدان.

ق.م