رغم منافعه لجسم الإنسان

النحاس يختفي من البيوت الجزائرية

النحاس يختفي من البيوت الجزائرية
  • 804
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعت الدكتورة نصيرة خربوش، المختصة في الطب العام، إلى أهمية العودة لعادة الجدات واستعمال الأواني النحاسية، مشيرة إلى أن لها أهمية كبيرة، مؤكدة أن هذا المعدن يدخل في تركيبة جميع أنسجة الجسم، وفي تركيب خلايا الدم الحمراء، ومكون لأهم الأنزيمات في الجسم، موضحة أن الكثير من الأشخاص يشتكون من فقر غذائهم من الفيتامينات والمعادن المفيدة للصحة، إلا أنهم لا يدركون أن بعض عاداتهم الغذائية وسلوكياتهم السلبية عند الأكل، هي التي تحول بينهم وبين الاستفادة من فوائد الطعام، ومن تلك العادات، ذكرت استبدال الأواني النحاسية والخشبية والطينية بالأواني البلاستيكية المضرة بالصحة.

ذكرت الطبيبة على وجه الخصوص، أن الأواني النحاسية، التي كانت فخر الكثير من العائلات في وقت سابق، والتي كانت تمتلك أطقما كاملة من الصحون النحاسية، خاصة أواني الطبخ والصينيات، وغيرها من القطع التي كانت تستعمل للطبخ، وأخرى لتقديم الطعام، وكانت تتميز بثقل حجمها وجمالها، ناهيك عن تزيين المطبخ بها، إلى جانب الأواني الفخارية المصنوعة من الطين، وكذا الأواني الخشبية بملاعق تحريك الأكل، إلى جانب مواد أخرى، كالدوم لصناعة الكسكاس وطهي الكسكسي، والتي اختفت اليوم تماما من البيوت الحديثة، بل والبعض عرض كل تلك الأواني للبيع بأثمان بخسة، لاستبدالها بأوان بلاستيكية لا روح فيها ولا نفع منها، بل تعرض صحة الفرد للخطر.

قالت الطبيبة، إن الأواني النحاسية من المواد المفيدة للصحة، ويمكن من خلال الطهي فيها، الحصول على ما يحتاجه الجسم من ذلك المعدن، الذي قليلا ما يبحث الفرد عن نقصه في الجسم، مشيرة إلى أن الإنسان يريد التحقيق من فقر الحديد في الدم أو الزنك أو فقر بعض الفيتامينات، إلا أنه لا ينتبه لفقر النحاس في الجسم، رغم أهميته لسلامة البدن وجماله، خصوصا أن للنحاس دور فعال في تكوين كولاجين الجسم، ومسؤول عن امتصاص الحديد، معتبرة أن ضعف هذا المعدن يؤثر مباشرة على عمل الدماغ.

الجدير بالذكر، تقول المتحدثة، أن الجسم غير قادر على إنتاج النحاس من تلقاء نفسه، بل هو بحاجة إلى مواد غذائية لاكتمال بناء ذلك المعدن، وأن الطهي في الأواني النحاسية يساعد على تلقي الجرعة الجيدة من ذلك المعدن، دون الحاجة إلى اللجوء لمكملات النحاس، لأنها قد تخل توازن الجسم، إذا ما تم الإفراط في استهلاكها.