محمد بن مدور باحث في التاريخ:

"الموتشو" بدأت رجالية وفقدت أغلب خصوصياتها

"الموتشو" بدأت رجالية وفقدت أغلب خصوصياتها
محمد بن مدور باحث في التاريخ رشيدة بلال
  • 2537
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

 

يرى الباحث محمد بن مدور في حديثه مع" المساء"، ردا على سؤال عن تاريخ مهنة "الكيّاس"، أن هذه المهنة بدأت عند العرب قديما، وجاء بها إلى الأندلس، غير أن دخولها إلى الجزائر كانت على أيدي الإسبان الذين نقلوها عن العرب، وبالرجوع إلى بعض الأحداث التاريخية التي تشير،  حسبه، إلى أن الأوربيين عرفوا الحمامات عن طريق العرب، في حادثة مشهورة، مفادها أن هارون الرشيد في زمانه، أهدى شارلومان "حماما"، ومنذ ذلك الوقت أصبح الأوربيون يعرفون الحمامات.

أشار محدثنا إلى أن الحمامات في بداية الأمر عند الإسبان، كانت مخصصة لجيوشها في الثكنات العسكرية التي كانت موزعة في الجزائر، وشيئا فشيئا انتشرت في مدينة الجزائر، وكانت في أول الأمر مخصصة للرجال فحسب، وكان الكياس وقتها يسمى بـ«الموتشو"، وعمله يعد من أهم الأعمال في الحمامات القديمة، لأنه لم يكن يقتصر على غسل الزبون فقط، بل كان كل من يقصد الحمام يمر بعدد من المراحل التي لم تعد موجودة في حمامات اليوم.

مهنة "الموتشو" اليوم ورغم أنها حافظت، حسب محدثنا، على مكانتها ولا زالت مطلوبة، إلا أنها لم تعد تمارس كما كانت في السابق، حيث كان "الكيّاس" يقوم بغسل الزبون وتدليكه وتعطيره، ومن ثمة يخرج ويجلس فوق "البرمة"، بعدها يتجه إلى "الباسان"، ليظل فترة من الزمن، فيخرج إلى القاعة الكبرى للراحة، وهي عادة القاعة التي كانت تسمى بـ«الباردة" ليلبس ثيابه ويخرج بكامل أناقته. مشيرا إلى أن ما أساء إلى المهنة وجعلها تتحول إلى "مهنة من لا مهنة له"، الاعتقاد بأنها لا تحتاج إلى أية شروط لممارستها، في الوقت الذي كانت قديما تشترط على من يمارسها أن يكون شخصا متخصصا، وتكون لديه تجربة كبيرة في المجال، وعلى دراية كبيرة بأنواع الصابون والعطور التي تناسب الزبائن، ويقول "وهو ما لا نجده اليوم، حيث يكتفي الكياس بغسل جسم الزبون فقط".

من جهة أخرى، أوضح الباحث أن مهنة "الموتشو" كانت رجالية، رغم أن النساء قديما بعد أن انتشرت الحمامات، كن أيضا يقصدنها للاغتسال، ومع مرور الوقت، ظهرت الحاجة إلى وجود الكياسة بحمامات النساء، حيث كانت بعض النساء يتطوعن للقيام بالعمل، لتتحوّل مع مرور الزمن إلى مهنة قائمة بذاتها، تمارسها النساء، ويقول "أصبحنا نسمع عن الكياسة التي أخذت هذه التسمية من الكاسة التي تستعمل للغسل".