ظاهرة "الحرقة"

المواجهة تتطلب تضافر الجهود

المواجهة تتطلب تضافر الجهود
  • 516
❊س. زميحي ❊س. زميحي

دعا المشاركون في أشغال اليوم الدراسي حول "معا لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تترصد بمستقبل أطفالنا، ومحاربة ظاهرة الحراقة مسألة الجميع"، الذي نظّمته الجمعية الاجتماعية "المرأة الناشطة"، مؤخرا بدار الثقافة "مولود معمري" بتيزي وزو، إلى تضافر جهود الجميع لوضع استراتيجية عمل تسمح بمحاربة ظاهرة الحراقة، مثلها مثل أية آفة اجتماعية تهدد المجتمع ومستقبل البلاد.

قالت رئيسة "الجمعية الاجتماعية المرأة الناشطة" لولاية تيزي وزو، جوهر الهاشمي، في كلمة ألقتها في أشغال هذا اليوم الدراسي، إن الجمعية تواصل نشاطاتها التي تدخل في إطار إستراتيجية شن حملات تحسيسية ووقائية موجهة لكل الشركاء من الفاعلين في المجمع المدني، بغية حماية الأسرة التي تعتبر نواة وخلية المجتمع، مؤكدة أن المجتمع في مواجهة عدة أخطار، تضاف لها ظاهرة "الهجرة غير الشرعية"، مشيرة إلى أن هذه الوضعية تتطلب تعبئة وتجنيد الجميع لمواجهة هذا الخطر، بتحديث تقنيات وممارسات مأخوذة من القيم الاجتماعية والدينية، من خلال تشجيع ثقافة الاتصال واليقظة ووعي المجتمع بهذه الديناميكية، التي تدخل ضمن إستراتيجية التحسيس والوقاية.

أضافت أن الجمعية تقوم بنشاطات مستمرة، بالتنسيق مع شركاء، بغية مرافقتهم في الميدان للتأكيد من أن التحسيس والوقاية أحسن وسيلة، تهدف إلى تقوية الصحة العقلية والمعنوية والجسدية للأسرة والمجتمع، ومن الضروري توعية المجتمع، وبالأخص العائلة، كونها الطرف الأساسي في التربية عبر التعليم الذي يعد عاملا أساسيا لتطوير مؤهلات ثقافية وتربوية ورياضية لدى الأطفال، مضيفة أن أهداف الجمعية تتحقق باتباع طرق الوقاية، لضمان أحسن تكفل ووعي وحماية مستقبل الشباب. مؤكدة أن واجب التحرك ينادي الجميع.

أشارت مصالح الأمن إلى أنه من الضروري تواجدها في الميدان في كل الأوقات لمحاربة الظاهرة، مؤكدة أهمية هذه اللقاءات التحسيسية في سبيل توعية الشباب، لاسيما الذين تزيد أعمارهم عن 14 سنة، حيث أن انغماس هذه الفئة في عالم مواقع التواصل الاجتماعي جعلت من أوروبا "جنة" بالنسبة لهم، والكل يخاطر بحياته في عرض البحر في سبيل بلوغ هذا العالم.

عرضت حاجب نعيمة، أخصائية اجتماعية بجامعة بجاية، دراسة حول "الشباب الجزائري بين ضيق اجتماعي ووهم الهجرة"، التي ترتكز على تحديد العوامل التي تحفز الشباب اليوم على الهجرة، حيث أبرزت أهمية معرفة العوامل الفردية والاجتماعية التي تدفعهم إلى الهجرة والمخاطرة بحياتهم، وشخّصت الظاهرة، موضحة أن الظروف الاجتماعية تقف وراء الرغبة في الهجرة، ولم يعد الأمر يتوقف على البحث عن الثروات والعودة إلى الوطن، إنما الهروب بدون عودة، كحلم ومشروع يحل كل المشاكل.