عادات الزواج في ولاية الطارف

المهر الغالي والعون المالي.. وقاعة الأفراح إجبارية

المهر الغالي والعون المالي.. وقاعة الأفراح إجبارية
  • القراءات: 2103
محمد صدوقي محمد صدوقي

ما زالت تقاليد الزواج في ولاية الطارف لم تندثر بعد مقارنة بولايات أخرى، لاسيما تلك العادات التي يراها الرجل تعجيزية، وتمسك بتقليد لا يراعي ميزانيته، لاسيما ما تعلق بالمهور، حيث مازال مهر الفتاة يتراوح بين 60 و80 مليون سنتيم، إضافة إلى استغناء جميع العائلات على إقامة الأعراس في البيوت واستبدالها بقاعات الحفلات التي انتشرت بشكل كبير، حتى أصبح سكان الأرياف ملزمين بإقامة أفراح الزفاف في قاعات الأفراح، التي تتراوح أسعارها بين 80000 دينار إلى 10.0000 دينار مجهزة بجميع المستلزمات.

ومع استمرار غلاء المهور بولاية الطارف، والشروط التعجيزية لمهر العروس، اتجه العديد من الشباب إلى الزواج من ولايات أخرى، كالعاصمة وسطيف وعنابة وجيجل وجميع ولايات الوطن، لأن العديد من شباب ولاية الطارف ينتسبون إلى صفوف الجيش الوطني الشعبي، بمهور رمزية تضمن لهم الزواج دون قيود.

المهر الغالي شجع الشباب على العزوف عن الزواج من مناطقهم

بخصوص المهر في ولاية الطارف من شرقها إلى جنوبها إلى شمالها، حدث ولا حرج، فهو متفق عليه، ويتمثل في الشرط المالي الذي يقدر بين 5 ملايين سنتيم يقدم لأب أو أم العروس، إضافة إلى "المقياس" وهي قطعة من الذهب تتزين بها العروس، ويقدر ثمنها بين 30 مليون إلى 40 مليون سنتيم، وكذا "المحزمة"، إضافة إلى ثمن كسوة العروس وألبستها التقليدية، وخاتم الخطوبة وخاتم عقد الزواج والهدايا في الأعياد الدينية من المولد إلى عيدي الفطر والأضحى، إلى عاشوراء ورأس السنة الهجرية والميلادية، تقدم فيها الحلي وغيرها من الملابس والعطور ومسستلزمات العشاء لأهل العروس، إضافة إلى كبشين وقنطاري صوف لإعداد فراش العريسين.

غرفة النوم ولوازم زفاف العريس كاهل كبير

يبقى العريس يواجه المصاعب في سبيل الزواج بولاية الطارف، إضافة إلى مهر العروس التعجيزي، حيث يبقى العريس مجبر على اقتناء غرفة النوم التي تبقى من الشروط الأساسية التي تجدها العروس في بيت الزوج، إضافة إلى تحضير حفل الزفاف الذي يستهلك أموالا باهظة تتمثل في نحر على الأقل عجل ورأسين من الغنم،  وتحضير ثلاث وجبات، وكراء قاعة أفراح لإقامة حفل زفاف العريس الذي يعلن عنه شهرين إلى ثلاث أشهر على الأقل، لدعوة أكبر عدد ممكن عن طريق بطاقات.

حفل زفاف العروس لا يختلف عن حفل زفاف العريس

لا يختلف حفل زفاف العروس عن حفل زفاف العريس في ولاية الطارف، فالعروس أيضا تحضر حفل زفافها باستئجار قاعة أفراح، وتحضير الدعوات على بطاقات دعوة، إضافة إلى نحر كبشين يتم إحضارهما من طرف عائلة العريس رفقة مستلزمات الوجبات التي تقدم للمدعوين.

العون المالي إجباري لدى عائلة العروسين

يبقى العون المالي ساري المفعول في ولاية الطارف، حيث لا يخلوا حفل زفاف من "محبس العون" لدى عائلة العروس والعريس، وهو صندوق يوضع في مخرج قاعة تقديم الوجباب، مغطى بمحرمة خضراء يحرسه شخصان من أهل العروس والعريس، أحدهم يستلم النقود لوضعها في "المحبس"، والآخر يقيد الاسم واللقب في السجل، حيث يبلغ العون من 1000 دينار إلى 10000 دينار عند الأقارب والمدعوون العاديين، فيما يقدم الأقارب والجيران أضاحي ومستلزمات الأكل التي تعتبر كلها دين لدى أهل العروس أو العريس، وقد يبلغ محصول العون المالي لدى العائلات من 50 مليون إلى 200 مليون سنتيم، حسب خصوصيات كل عريس أو عروسة، يصرف بعدها في تسديد بعض الديون المترتبة عن حفل الزفاف.

تحضير ثلاث وجبات غذائية والكسكسي طبق مطلوب

يتم تحضير ثلاث وجبات غذائية في حفل زفاف العروس والعريس، يتكفل بها طباخ، في الوقت الذي تم الاستغناء نهائيا عن تحضير وجبات الأفراح من طرف نساء البيت، بسعر يتراوح بين 10000 دينار و20000 دينار، يتم فيه إعداد طبق الشوربة والكسكسي، إضافة إلى "طاجين الحلو" أو "طاجين الفرماج" والدجاج المحمر يقدم مع المشروبات الغازية والسلطات.

تقاليد دخيلة وأخرى استغني عنها في حفلات الزواج

تحدث حفلات الزواج هلعا كبيرا لدى السكان في ولاية الطارف، في موكب جمع العروسين ببعضهما البعض، حيث يقوم العريس بإحضار على الأقل 20 سيارة لزف العروس إلى بيت زوجها، مع تخصيص من ثلاث سيارات إلى أربع لعائلة العروس، إضافة إلى أربع سيارات نفعية لنقل "شورة" العروس، وهو فراشها وملابسها والتشهير بها في شوارع المنطقة التي يوجد فيها العروس والعريس، واستحضار فرق البارود والخيالة لموكب زفاف العريس والعروس، التي أصبحت عادة دخيلة على حفلات الزفاف بولاية الطارف مؤخرا، إضافة إلى وجوب حضور العريس لمرافقة العروس من بيت أهلها، بدل مرافقتها من طرف فتاتين من عائلة العروس والعريس.

نهاية حفل الزفاف بتحضير وجبات وتقديم هدايا لأهل العريس

بانتهاء حفل الزفاف، يقوم أهل العروس بتقديم وجبة فطور لأهل العريس، مشكلة من القهوة والحليب والحلويات و«الرفيس"، إضافة إلى تحضير وجبة غداء على شرف أهل العريس وتقديم هدايا لأهل العريس من طرف العروس، فيما يقوم العريس بتقديم مبلغ مالي لأم العروس، تختتم بتحزيم العروس من طرف طفل من أهل العريس يكون بهي الطلعة، للتبرك به عند إنجاب العروس طفلها الأول، وتحضير موكب زفاف يحمل أهل العروس إلى بيتهم.