تشهد إقبالا عليها مع اقتراب امتحانات "البيام" و "الباك"

المكتبات وبيوت الشباب وجهة مفضلة

المكتبات وبيوت الشباب وجهة مفضلة
  • 201
رشيدة بلال رشيدة بلال

تشهد مختلف بيوت الشباب والمكتبات العمومية هذه الأيام، توافدا ملحوظا من طرف الطلبة المقبلين على اجتياز امتحاني شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا؛ رغبة منهم في المراجعة الجماعية، التي أثبتت، حسب المختصين في علم النفس، فعاليتها في ترسيخ المعلومات. وفي المقابل يسعى العاملون في هذه الفضاءات، إلى توفير الأجواء المناسبة للوافدين؛ من أجل بلوغ الغاية المنشودة، وهي التفوق، والاحتفال بفرحة النجاح.

تعدّدت الأسباب التي دفعت ببعض المقبلين على اجتياز شهادتي التعليم المتوسط والثانوي لاختيار المكتبات العمومية أو دُور الشباب كمكان للمراجعة، فبينما لجأ البعض إليها لعدم توفر الهدوء في منازلهم، اختارها آخرون بسبب الفوضى والضجيج، وبعضهم الآخر لصعوبة الفهم، خاصة بعض المواد التي يفضَّل فيها أن تكون المراجعة جماعية لتسهيل استيعاب المعلومة، لا سيما في الشعب العلمية.

غير أن القاسم المشترك بين أغلب من تحدثنا إليهم على هامش تواجدهم بالمكتبة العمومية للمطالعة بالعفرون، هو الرغبة في المراجعة الجماعية للمواد العلمية، لما لها من دور كبير في ترسيخ المعلومة. وهذا ما أكده طالب بكالوريا من شعبة "اقتصاد وتسيير"، قال إن الشعبة التي يدرسها تعتمد على حل كثير من التمارين، ولا تعتمد كثيرا على الحفظ، ولهذا يفضل دائمًا التواجد في المكتبة رفقة زملائه لحل التمارين بشكل جماعي، ما يتيح الفرصة لفهم بعض النقاط التي لاتزال مبهمة عند البعض، مضيفا: "أحيانًا تصل المعلومة من تلميذ إلى آخر أفضل من وصولها من الأستاذ نفسه".

وفي السياق ذاته، أشار طالب آخر من شعبة العلوم الطبيعية، إلى أنه اختار تقسيم وقته بين المواد التي تحتاج إلى حفظ والتي يفضّل مراجعتها فرديا في المنزل، والمواد التي تعتمد على حل التمارين، حيث اتفق مع بعض زملائه على مراجعة امتحانات السنوات السابقة جماعيا. وأكد المتحدث أن أكثر ما استحسنه في المكتبة هو الهدوء، والنظام، وحرصُ القائمين على المكتبة، على توفير الأجواء المناسبة؛ ليتمكنوا من المراجعة.

وقالت طالبة أخرى إنها لم تكن تميل، في العادة، إلى المراجعة الجماعية، لكنها بعد تجريبها رفقة زميلاتها، اقتنعت بمدى فعاليتها، خاصة في المواد التي تتطلب حل التمارين. كما أبدت إعجابها بالهدوء الذي توفره المكتبة، والذي تفتقر إليه في منزلها، خاصة أن الفترة تزامنت مع انتهاء امتحانات بقية إخوتها.

أما المشرفة على المكتبة السيدة سعاد "س"، فقد أكدت في معرض حديثها مع " المساء "، أن إدارة المكتبة تحرص خلال هذه الفترة، على تسطير برنامج خاص يتماشى مع احتياجات الطلبة، من خلال توفير فضاء خاص بعيد عن ضوضاء الزوار، وضمان الهدوء، وخدمات الإنترنت، موضحة أن أبواب المكتبة مفتوحة طوال أيام الأسبوع لاستقبال كل الطلبة، سواء الراغبون في المراجعة الجماعية أو الفردية، نظرا لصعوبة المراجعة في منازلهم أحيانا.

وفي السياق، أوضحت المختصة في علم النفس العيادي البروفيسور آمال بن عبد الرحمان، أن المراجعة الجماعية مهمة جدا، إذ تساعد على ترسيخ المعلومات. كما تساعد البعض في فهم الأخطاء من خلال مقاسمة الحلول المشتركة شريطة ألا تتحول هذه اللقاءات إلى مجال للدردشة، وتضييع الوقت. ودعت بن عبد الرحمان، بالمناسبة، كل المقبلين على اجتياز الامتحانات إلى التحكم الجيد في الوقت؛ من خلال تنظيم طريقة المراجعة؛ حتى لا يتعرض الطلبة للضغط، خاصة مع اقتراب موعد الامتحانات النهائية، التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أيام قليلة.